لقَد لَصِقَت بِالتُّرابِ نَفْسي فأَحْيِني بِحَسَبِ كَلِمَتِكَ (مز 119 /25)
مولد يوحنا المعمدان 2006-2007 - المطران بشارة الراعي
مولد يوحنا المعمدان
ارحمة والانصاف اساس السلام
من انجيل القديس لوقا 1/ 57-66
قال لوقا البشير: تمّ زمان اليصابات لتلد، فولدت ابناً. وسمع جيرانها وأقاربها أن الرب قد عظّم رحمته لها، ففرحوا معها. وفي اليوم الثامن جاؤوا ليختنوا الصبي، وسمّوه باسم أبيه زكريا. فأجابت أمه وقالت: " لا! بل يُسمى يوحنا!". فقالوا لها: " لا أحد في قرابتك يدعى بهذا الاسم". وأشاروا الى ابيه ماذا يريد أن يسميه. فطلب لوحاً وكتب: "إسمه يوحنا!". فتعجبوا جميعهم. وانفتح فم زكريا، وانطلق لسانه، وجعل يتكلم ويبارك الله، فاستولى الخوف على جميع جيرانهم، وتحدث الناس بكل هذه الامور في كل جبل اليهودية. وكان من سمع بذلك يحفظه في قلبه قائلاً: " ما عسى هذا الطفل أن يكون؟". وكانت يد الرب حقاً معه.
**
الله يتم وعده، الذي اعلنه في بشارة الملاك لزكريا: يوحنا يولد، الشعب يفرح، ورحمة الله تتجلّى، والمولود يعطى اسمه، والنطق يعود لزكريا. هذه كلها علامات لعظمة هذا الصبي. الله امين في وعده وعهده، فعندما يعد يفي. انه انجيل الرحمة. نصلي في المزمور 105: " احمدوا الرب الهنا وادعو باسمه، انشدوا له وافتخروا باسمه القدوس. هو الرب الهنا يتذكر للأبد عهده: الكلمة التي أوصى بها الى ألف جيل، العهد الذي قطعه مع ابراهيم، والقسم الذي أقسمه لاسحق، والذي جعله فريضة ليعقوب وعهداً ابدياً لشعبه" (مز105/1-10
اولاً، انجيل رحمة الله
1. انجيل الرحمة
اعتلن انجيل الرحمة بمولد يوحنا وباسمه الذي يعني الله رحوم " يهوحنان". وهو اعتلان يشمل تجليات رحمة الله في العهد القديم، ويوحنا آخر انبيائه، ويفتتح تجلياتها في العهد الجديد، ويوحنا رسوله الاول. تجلى الله الرحوم في المسيح وبواسطته، وجسّد المسيح الرحمة في شخصه، وكأنه ألبسها شخصه. لقد اصبح هو الرحمة، فمن رآها فيه، تجلى له الآب بصورة خاصة على انه " غني بالرحمة" ( افسس 2/4؛ البابا يوحنا بولس الثاني: في الرحمة الالهية،2). والرب يسوع جعل الرحمة مسلكاً جوهرياً ورسالة في حياة الانسان وطوّبه عليها: " طوبى للرحماء فانهم يُرحمون" (متى5/7).
مريم، في بيت يوحنا، اأنشدت " رحمة الله من جيل الى جيل" ( لو1/50)، مستبقة اختبارها لها عندما شاركت في كشف رحمة الله ونشرها بتضحية قلبها مع ابنها المصلوب، وبقبول سرّ الفداء الالهي، حيث التقت العدالة الالهية السامية والمحبة، فكانت الرحمة التي هي " القبلة المطبوعة على جبين العدالة" (مز85/11). ولهذا لُقّبت مريم، ام الله، "بأم الرحمة وسيدة الرحمة وام المحبة الرحيمة" (في الرحمة الالهية،9). ولهذا لا سلام في داخل الانسان وبين الناس ولا غفران، بدون عدالة ملطفة بالرحمة، اي بدون انصاف. عندما نقول عدالة نعني التساوي في الحقوق والواجبات. وعندما نقول رحمة نعني مشاعر الانسانية والشفقة واحترام الشخص البشري وكرامته والمغفرة. العدالة والرحمة مجتمعتان تشكلان الانصاف.
لقد طبع " انجيل الرحمة" القوانين الكنسية بالانصاف، حتى انها تخضع كلها لقاعدة عامة تنيرها: "خلاص النفوس يجب ان يكون دائماً في الكنيسة الشريعة الاسمى" (ق1440)، كل قانون في الكنيسة ينبغي ان يكون في خدمة التدبير الالهي الذي يخلص كل انسان بالمسيح. فالانسان هو طريق الكنيسة الاول والاساسي وغايتها الاولى، لانه مفتدى بدم المسيح. (البابا يوحنا بولس الثاني: فادي الانسان،14).
لفظة " انصاف" تعني في الكتاب المقدس رحمة الله وحنانه تجاه الانسان. وتعني امانته لهما، مهما ابتعد عنه الانسان او اساء اليه او انكره: " الرب اله رحيم ورؤوف، طويل الاناة كثير الرحمة والوفاء، يحفظ الرحمة لالوف الاجيال، ويحتمل الاثم والمعصية والخطيئة، ولكنه لا يترك شيئاً دون عقاب" (خروج34/6-7). تصلي الكنيسة: " الرب رؤوف رحيم طويل الاناة كثير الرحمة، لا على الدوام يخاصم ولا للابد يحقد ولا على حسب خطايانا عاملنا. بل كارتفاع السماء عن الارض عظمت رحمته على الذين يتقونه" ( مز103/8-11). ويؤكد اشعيا غفران الله المرتبط بعدله: " لذلك ينتظر الرب المناسبة ليرحمكم، لانه اله عدلٍ لجميع الذين ينتظرونه" (اش30/18).
بولس الرسول ينطلق من " انصاف المسيح" (2كور10/1)، الظاهر في وداعته وحلمه وهو ملك السماوات (فيليبي 2/5-11)، ويدعو كل صاحب سلطة ان يتصف بالانصاف (اعمال 24/4). بولس نفسه يصف الانصاف بأنه "عدالة طبيعية" بمعنى الشريعة المكتوبة في الضمائر بمعزل عن الدين: " فالوثنيون الذين بلا شريعة، اذا عملوا، بحسب الطبيعة، ما تأمر به الشريعة، كانوا شريعة لانفسهم، هم الذين لا شريعة لهم، فيدلون على ان ما تأمر به الشريعة من الاعمال مكتوب في قلوبهم، وتشهد لهم ضمائرهم وافكارهم، فهي تارة تشكوهم وتارة تدافع عنهم" (روم2/14-15).
لهذا اوصت الكنيسة دائماً القضاة بأن يتحلوا بالانصاف كصفة ضرورية للقيام بواجباتهم في تطبيق الشرائع وتفسيرها. فالانصاف يفترض المحبة وهذه تمكّن القاضي من ان يجعلها الروح في قراراته، ويتجنّب الحرف الذي يقتل، وياخذ بعين الاعتبار الشخص البشري ومقتضيات وضعه وظروفه. هذا الانصاف يحمله عادة على تطبيق القانون وتوزيع العدالة باكثر انسانية وتفهّم (البابا بولس السادس، في خطابه لقضاة الروتا الرومانية، 8 شباط 1973). واوصت الكنيسة ايضاً المشترع بالاستناد الى الانصاف في صياغة القوانين وتفسيرها وتطبيقها، من اجل تلطيف شدة القانون، بحيث يأتي ملائماً للحالات الراهنة، مستلهماً روح الرحمة والعطف والمبادىء الخلقية والقيم التي تشكل الاساس لقيام اي نظام اجتماعي على المستوى المحلي والدولي ( البابا يوحنا بولس الثاني، رسالة الى المؤتمر القانوني السادس عشر في جامعة اللاتران بروما، في 21 اذار 2002، الفقرة 5- 6).
في هذا الضوء ندرك الظلم الكبير والضرر في الحياة الاجتماعية والوطنية، عندما يسيّس القضاء او عندما يمارسه الحكم الديكتاتوري والتوتاليتاري. وندرك ايضاً ابعاد " انجيل الرحمة" المعلن يوم مولد يوحنا المعمدان.
1. التربية على الرحمة والانصاف كأساس للسلام
العائلة هي المدرسة الاساسية للتربية على الرحمة والانصاف، لان في عائلة زكريا واليصابات ويوم مولد يوحنا اعتلن انجيلهما. " فلما " ولدت اليصابات ابناً، سمع جيرانها وانسباؤها ان الله اكثر رحمته لها ففرحوا معها"، فكان انجيل الرحمة. ولما طلب زكريا لوحاً وكتب: اسمه يوحنا، انفتح للحال فمه ولسانه، وتكلم ممتلئاً من الروح القدس وبارك الله" (انظر نشيده: لو1/67-79)، فكان الانصاف.
في العائلة يجد الافراد اول تلقين للفضائل الاجتماعية التي تنعش حياة المجتمع وتعمل على تطويره. عندما عيش افراد العائلة في شركة الحياة وتقاسم الخيرات، يتوفر للاولاد الاسلوب التربوي الاكثر واقعية. وفوق ذلك يشكل اختبار الشركة والتقاسم يشكل المساهمة المهمة والاساسية في انسنة المجتمع. وعندئذ تتطور العلاقات بين اعضاء الجماعة العائلية على اساس الكرامة الشخصية والاستعداد السخي للخدمة المجردة والتضامن عميق" (ص435).
الرحمة والانصاف ينبعان من فضيلتين اساسيتين، المحبة والعدالة اللتين تثمران سلاماً.
السلام هو ثمرة المحبة وفعلها الخاص والمميّز. فلأن الله محبة، هو اله السلام؛ ولآن محبة المسيح بلغت ذروتها في صليب الفداء، فالمسيح امير السلام. من يحب يزرع السلام.
والسلام ثمرة العدالة ( اشعيا 32/17)، لان هذه تشمل كل مساحات الشخص البشري، فتؤمن كل ما هو متوجب له، وتضمن احترامه في كرامته، وتوجه العيش معاً الى الخير العام، وتعزز حقوق الانسان. وبذلك تبني مجتمعاً سليماً، وتضع الاسس لانماء الافراد والشعوب انماءً شاملاً.
هذا السلام، بمفهومه اللاهوتي والاجتماعي، اعلنه يوحنا المعمدان ويناضل في سبيله، عندما كان يدعو الشعب الى التوبة ويحرّضهم على اعطاء ثمار تليق بها، وعندما كان ينادي بتقويم سبل الله في برّية هذا العالم ( متى3/2 و3 و8). وبهذا تحققت نبؤة ابيه زكريا يوم مولده: " سينير الجالسين في الظلمات وظلال الموت، ويقود خطانا في طريق السلام" ( لو1/79).
**
ثانيا، اعياد هذا الاسبوع
تحتفل الكنيسة بعيد الحبل بلا دنس ( 8 كانون الاول)
عندما تكونت مريم في حشا امها حنه بعد ان حبلت بها من زوجها يواكيم، عصمها الله منذ اللحظة الاولى من خطيئة آدم التي يرثها كل مولود لامرأة، والمعروفة بالخطيئة الاصلية. ثم في حياتها الخاصة " عصمت" نفسها من اي خطيئة فعلية. هذه العقيدة اعلنها الطوباوي البابا بيوس التاسع في 8 كانون الاول 1854، وايّدتها مريم الكلية القداسة لبرناديت في ظهورات لورد، بعد اربع سنوات، في 11 شباط 1858، فلما سألت الصبية هذه " المرأة الفائقة الجمال" عن اسمها، أجابت: " انا الحبل البريء من الدنس".
من سفر التكوين الى رؤيا يوحنا يظهر " سر المرأة"، التي هي مريم، سرّ شخصها ورسالتها، ومعه ينكشف تصميم الله الخلاصي تجاه البشرية (ام الفادي،47).
في سفر التكوين تظهر المرأة، رمز العذراء مريم، في عداوتها للحية- الشيطان، وفي اتحادها بالمسيح الفادي ونسله: " واجعل عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها: فهو يسحق رأسك وانت تصيبين عقبه" ( تك 3/15). وفي رؤيا يوحنا تظهر المرأة في شخصها ورسالتها: " وظهرت آية عظيمة في السماء: امرأة ملتحفة بالشمس والقمر تحت قدميها، وعلى رأسها اكليل من اثني عشر كوكباً، حاملٌ تصرخ من ألم المخاض، وضعت ابناً ذكراً فخُطف الى حضرة الله من وجه التنين العظيم الذي ألقي الى الارض (بموت المسيح وقيامته)، فغضب على المرأة ومضى يجارب سائر نسلها الذين يحفظون وصايا الله، وعندهم شهادة يسوع المسيح، واقفاً على رمل البحر" (رؤيا12). مريم هي، وفق هذه الرؤيا، ممتلئة نعمة بالتحافها الشمس، وباسطة ملكها على الخلق اجمع بارتفاعها فوق القمر، واسمى من الملائكة باكليلها المرصّع وشريكة الفداء بالآم المخاض، وقاهرة الشيطان- التنين العظيم، وتشفع باخوة ابنها على شط هذا العالم.
عند دخول مريم بيت اليصابات، وابن الله المتجسد جنين في حشاها، تقدس يوحنا وغّسل من الخطيئة الاصلية، وامتلأت اليصابات من الروح القدس وتنبأت عن الام والجنين الذي في حشاها (لو1/39-45)، وعندما ولد يوحنا، ومريم ما زالت هناك، امتلأ زكريا ابوه من الروح القدس وتنبأ بدوره عن ابنه الذي ارسله الرب الاله افتقاداً لشعبه، وقياماً لعهد خلاص معه من جميع الاعداء والمبغضين، واداة رحمة، وفقاً لوعده لأبي الشعوب ابراهيم (لو 1/68-74).
الحدث الاساس كان انتصار المرأة، مريم حواء الجديدة، على الشيطان . وهو انتصار تحقق يوم تكونت مريم في حشا امها معصومة من الخطيئة، استباقاً لاستحقاقات من سيكون ابنها،الفادي الالهي، وتدشيناً لهذا الانتصار الدائم الذي سيحققه المخلص في الجنس البشري بواسطة مريم. في الواقع كان يوحنا اول المنتصرين وهو في بطن امه. وهو بدوره، كاول رسول في العهد الجديد المسيحاني، عهد انتصار النعمة، سيبدأ منذ مولده بأن " ينمو ويتقوى بالروح القدس" ( لو1/80).
بفضل امتلاء مريم من النعمة والروح القدس، اصبحت " بريئة من دنس الخطيئة الاصلية، وبالتالي شريكة الفداء بانتصارها على الحية ( تك 13/5) وعلى التنين (رؤيا12)، ووسيطة الخلاص التي تحمل يسوع الى البشر وتحملهم اليه، وفي كل ذلك هي " ايقونة الروح القدس"، وصورة الكنيسة الشاهدة للرحمة والممارسة لها في اسرار الخلاص، ولاسيما في المعمودية والتوبة والقربان.
وتضع الكنيسة تذكار قديسين شهدوا لانجيل يسوع المسيح، انجيل الرحمة والمحبة.
القديسة برباره الشهيدة ( 4 كانون الاول)
اسشهدت سنة 235 بقطع رأسها في عهد الوالي الروماني مركيانوس. هي في الاصل وثنية من عائلة غنية، اهتدت للايمان بالمسيح واعتمدت وامرت خدّام بيتها بتحطيم تماثيل الالهة الاصنام، ونذرت بتوليتها للرب يسوع، وراحت تشهد له، وتتحمل ما انزل بها والدها الوثني والوالي الروماني من آلام، وكان المسيح يشفيها ويبدد جراحها وآثارها عن وجهها.
القديس سابا (5 كانون الاول)
راهب ناسك وكاهن رقد بالرب سنة 532 في ضواحي اورشليم. امتاز بممارسة التقشف والصلاة والتسامي بالفضائل. اقبل عليه الرهبان والنساك فبنى لهم ديراً وانشأ مناسك وبيوتاً لخدمة المرضى والفقراء بفضل ما سلّمته امه من مال بعد موت والده. انتدبه بطريرك اورشليم الى الملك البيزنطي في القسطنطينية للتوسط ورفع الظلم، فكان يلقى كل تجاوب وتكريم بفضل مهابته ووقاره.
القديس امبروسيوس اسقف ميلانو (7 كانون الاول)
ولد في فرنسا حيث كان والده والياً. وعادت به امه الى روما حيث ربّته تبية مسيحية صالحة مع شقيقته وشقيقه. دخل سلك الكهنوت وحاز ثقافة فلسفية ولاهوتية رفيعة واصبح اسقف ميلانو فرعى شؤونها بالعدل والاستقامة. على يده ارتدّ اغسطينوس الى التوبة. جمع بين فضيلتي التواضع والشجاعة، ولم يكن يهاب احداً من عظماء الدنيا اياً كان في الدفاع عن الحق والعدل.
منع الملك تيودوسيوس دخول الكنيسة وحضور القداس بسبب قتله ابرياء في تسالونيكي قائلاً له: " لا يجوز لك، ايها الملك، ان تدخل بيت الله بيدين ملطختين بدم الابرياء، ما لم تتقدم من سرّ التوبة وتعوّض عن الضحايا وعن اثمك".
ولما تحقق الاسقف توبته مدة ثمانية اشهر في قصره محروماً، اذن له بدخول الكنيسة وحضور الذبيحة الالهية، فكان التاأثر العميق بادياً على وجه الملك والشعب.
وامتاز امبروسيوس بمحبته للفقراء والمحتاجين، وكان شغوفاً بالعبادة للعذ1راء مريم. فألف نشائد عديدة بمديحها.
**
ثالثاً، الخطة الراعوية
تستعرض الخطة الراعوية علامات اخرى للرجاء، استكمالاً للتفكير معاً في النص الاول من نصوص المجمع البطريركي الماروني، وهو بعنوان: " كنيسة الرجاء"
1. جاذبية الكنيسة ( فقرة 22).
من علامات الرجاء في حياتنا اليوم جاذبية الكنيسة بفضل قديّسيها الذين أتموّا ارادة الله في مساعيهم ومشاريعهم، وصمدوا بوجه المصاعب والمحن والاضطهادات، وبفضل الامانة للمسيح وانعكاس وجهه.
تظهر جاذبية الكنيسة في كونها تستقطب الشبان والفتيات لتكريس حياتهم للمسيح والكنيسة، في الحياة الكهنوتية والرهبانية؛ وتغذّي المؤمنين بما تقدم لهم في صلواتها وليتورجيتها؛ وتعزز نهضة روحية على مستوى الشبيبة في الانتساب الى الاخويات ومخنلف الحركات والمنظمات الرسولية، وفي القيام بنشاطات متنوعة في اطار الرعية والابرشية والمجتمع.
وتبقى الكنيسة، بفضل رعاتها، ملاذاً ومرجعاً يهرع اليه المؤمنون لسماع كلام الحق، وللدفاع عن الانسان وحقوقه، وكرامته، وللذود عن سيادة الوطن وشرفه.
2. توق الى التجدد ( 23).
ومن علامات الرجاء هذا التوق الى التجدد الذي نشهده على المستوى الشعبي وبخاصة على مستوى الشبيبة، التوّاقين الى حياة روحية اصيلة على خطى القديسين اللبنانيين شربل ورفقا ونعمة الله.
تقتضي الخطة الراعوية ايجاد السبل لتعزيز هذا التجدد وجعله شمولياً.
3. مبادرات تضامن (فقرة 24).
في قلب محنة الحرب والهجرة والتهجير، سطعت علامة رجاء على الصعيد الاجتماعي في مبادرات التضامن التي قام بها افراد ومنظمات ومؤسسات. وكانت مشاريع وحملات تبرع شملت المدارس والجامعات والرعايا. وبسبب هذا الوعي، راح المربّون يوجهون الشبيبة الى نشاطات تطوّعية استكمالاً لتنشئتهم.
تسعى الخطة الراعوية الى رسم مساحات للتضامن، بحيث يشعر الجميع اننا مترابطون بعضنا ببعض، واننا مسؤولون كلنا عن كلنا. فلا بدّ من تنظيم خدمة المحبة والتضامن، وتعزيز حضارة التقاسم.
***
صلاة
ايها القديس يوسف، حارس يسوع وعريس مريم البتول، لقد انصرفت بكليتك الى خدمة الكنزين الاغليين، يسوع ومريم، بالعمل اليدوي والصلاة، بالمحبة والتعب. اليك نلجأ لتعيننا في تحمّل مسؤولياتنا في العائلة والكنيسة والمجتمع. هب لنا الادراك اننا لسنا لوحدنا في العمل والمسعى، فنعرف كيف نكتشف حضور يسوع الى جانبنا، ونقبله بالكلمة والنعمة، ونشهد له في المحبة التي تطبع شؤوننا الزمنية. اعطِ كل مسيحي مخلص، حيثما يتواجد، ان يتقدس نشاطه بالمحبة والصبر والعدالة والخير، فتنزل على عالمنا غزيرة عطايا الله الذي منه كل صلاح وخير، له المجد الى الابد، آمين ( من صلاة الطوباوي البابا يوحنا الثالث والعشرين).
******