أنقِذْني يا رَبِّ مِن أَعْدائي فإِنِّي بِكَ أَحتَمي (مز 143 /9)
احد تجديد البيعة 2006-2007 - المطران بشارة الراعي
احد تجديد البيعة
يسوع المسيح المخلص الوحيد وامير السلام
من انجيل القديس يوحنا 10/22-42
قال يوحنا الرسول: حان عيد التجديد في اورشليم، وكان فصل الشتاء. وكان يسوع يتمشى في الهيكل، في رواق سليمان. فأحاط به اليهود وأخذوا يقولون له: " الى متى تبقى نفوسنا حائرة؟ ان كنت أنت المسيح، فقله لنا صراحة". أجابهم يسوع: " قلته لكم، لكنكم لا تؤمنون. ألاعمال التي أعملها أنا باسم ابي هي تشهد لي. لكنكم لا تؤمنون، لانكم لستم من خرافي. خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها، وهي تتبعني. وأنا أعطيها حياة أبدية، فلن تهلك أبداً، ولن يخطفها أحد من يدي. أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد ان يخطفها من يد الآب. أنا والآب واحد". فأخذ اليهود من جديد حجارة ليرجموه. قال لهم يسوع: "أعمالاً حسنة كثيرة اريتكم من عند الآب، فلأي عمل منها ترجموني؟". أجابه اليهود: " لا لعمل حسن نرجمك، بل لتجديف. لانك، وانت إنسان، تجعل نفسك إلهاً". أجابهم يسوع: " أما كتب في توراتكم: انا قلت إنكم آلهة؟ فاذا كانت التوراة تدعو آلهة اولئك الذين صارت إليهم كلمة الله، ولا يمكن ان ينقض الكتاب، فكيف تقولون لي، انا الذي قدسه الآب وارسله الى العالم: انت تجدف؛ لاني قلت: انا ابن الله؟ أن كنت لا اعمل اعمال ابي، فلا تصدقوني، أما إذا كنت اعملها، وإن كنتم لا تصدقوني، فصدقوا هذه الاعمال، لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فيّ واني في الآب". فحاولوا من جديد أن يقبضوا عليه، فأفلت من يدهم. وعاد يسوع الى عبر الاردن، الى حيث كان يوحنا يُعمد من قبل، فأقام هناك. واتى اليه كثيرون وكانوا يقولون: " لم يصنع يوحنا اي آية، ولكن، كل ما قاله في هذا الرجل كان حقاً". فآمن به هناك كثيرون.
يسوع المسيح موضوع ايمان لا جدال. في هذا الاحد الثاني من بداية السنة الطقسية الجديدة، الكنيسة تجدد ايمانها بيسوع المسيح وتعلنه للعالم فادياً وحيداً، ومخلصاً وحيداً للجنس البشري. وفيما اليهود يجادلونه ويماحكونه ويحاولون بشتى الطرق الغاءه، يعلن عن حقيقة نفسه انه المسيح: راعي الخراف، وابن الله المرسل من الآب الى العالم، ليقود الناس الى الله.
اولاً، مضامين النص الانجيلي
1. الكنيسة تجدد ايمانها بالمسيح الاله-الانسان
في بداية السنة الطقسية تجدد الكنيسة، بابنائها ومؤسساتها، ايمانها بالمسيح "شمس" العالم الذي يدور حوله العالم مثل الارض حول الشمس، أحداً بعد احد واسبوعاً بعد اسبوع، ليستمد منه نور الكلمة وحياة النعمة وحرارة المحبة.
تجديد البيعة يعني اعلان جديد لسرّ المسيح، معروف في اليونانية واللاتينية بلفظة Kerygma، الذي ينكشف فيه سرّ الله الواحد في الطبيعة والمثلث الاقانيم: الاب الخالق مصدر المحبة الشاملة لجميع البشر، والابن الفادي مصدر النعمة التي تفتدي وتخلص كل انسان، والروح القدس المحيي مصدر الحياة الالهية في الانسان. في ضوء سرّ المسيح تعلن الكنيسة سرّ الانسان المخلوق على صورة الله، والمفتدى بدم المسيح، والصائر هيكل الروح القدس، والمدعو ليكون شريك الله في صنع التاريخ، وبالتالي صاحب كرامة وقدسية ومصير نهيوي خالد.
يعني تجديد البيعة ايضاً التعمق اللاهوتي في ايماننا المسيحي، لكي نتمكن من تقديمه للانسان المعاصر، في اي حالة كان، أفي المدينة التي تبهره بتكنوليوجيتها، او تحجّمه في ضخامتها، او تحجبه في ضاحيتها، ام في الريف الذي يقدم له البساطة والقناعة او يحدّ من تطلعاته وآماله او يزيده شوقاً الى الهجرة نحو آفاق جديدة. تتعمق الكنيسة في ايمانها لتعلنه للفقير والغني، لصاحب السلطة وللمواطنين، للمريض والمعاق والعجوز، كما وللطفل والشاب، للسجين والمعتقل. انها ترفق اعلان الايمان بالحوار الصادق وشهادة المحبة. وتجسّده في الواقع بتعزيز ثقافة السلام من خلال التضامن الفعال تجاه الفقراء والمتألمين، والتعاون في تأمين حياة لائقة لجميع الناس والشعوب.
" الى متى تريب نفوسنا؟ فأن كنت انت المسيح، فقله لنا علانية" (يو10/24).
هذا السؤال الذي طرحه اليهود على يسوع، يُطرح كل يوم. فالانسان يبحث عن خلاصه الروحي والمادي، الثقافي والاجتماعي، السياسي والاقتصادي. اما المخلص الوحيد فهو يسوع المسيح "ابن الله الذي تجسّد من اجلنا ومن اجل خلاصنا وافتدانا بآلامه وموته وقيامته وصعوده الى السماء"، كما نعلن في قانون الايمان، وهو " الذي قدسه الله وارسله الى العالم" (يو10/36).
بدأ المسيح خلاص العالم، ويواصل هذا الخلاص بكل ابعاده من خلال الكنيسة " اداة الخلاص الشامل" ( القرار في نشاط الكنيسة الارسالي،1)، ومن خلال الارادات الطيبة التي تنفتح للكلمة الالهية ولعمل الروح القدس.
الانسان لا يصنع الخلاص، بل يساهم ويعاون فيه. الخلاص هو من الله وحده، بنعمة المسيح وقوة الروح القدس. كل انسان مدعو، بحكم موقعه وحالته ومسؤوليته، ليشارك في عمل الخلاص النابع من سرّ المسيح، مهما حاول الاعداء صدّه، كما فعل اليهود مع يسوع: " اخذوا حجارة ليرجموه"، واتهموه بالتجديف: " نرجمك بسبب التجديف، لانك ، وانت انسان، تجعل نفسك الهاً"، و" حاولوا مرة ثانية ان يعتقلوه" (يو10/30و33و39).
بالحقيقة يسوع هو انسان حقيقي مثلنا. انسان بجسد ونفس، شبيه بنا في كل شيء ما عدا الخطيئة، بخلاف سائر الناس جميعاً، كما نقول في نافور القداس: " واحد ظهر على الارض بدون خطيئة هو ربنا والهنا يسوع المسيح". لم يكن تحت ناموس الخطيئة، بل كان منفتحاً في كل كيانه على ارادة الآب وعلى خدمة الناس. وقد قال عن نفسه انه " لم يأت ليُخدم بل ليَخدم" ( مر 10/45). انه الانسان من اجل سائر الناس الذي، بطاعته للآب، بذل حياته عن الكثيرين.
لكن يسوع هو اله حق، ابن الله الذي تجسّد، آخذاً لحماً ودماً بشريين، ليفتدينا ببشريته، ويفتدي بشريتنا. فالله، في يسوع المسيح، اتخذ كل ما هو بشري وقدّسه. ليس الخلاص خلاصاً روحياً للنفس وحسب، بل يهدف الى خلاص الانسان في كل كيانه. هذا ما نعلنه في نافور القداس: " وحّدت يا رب لاهوتك بناسوتنا، وناسوتنا بلاهوتك، حياتك بموتنا وموتنا بحياتك، اخذت ما لنا واعطيتنا ما لك، لتحيينا وتخلصنا، لك المجد الى الابد". وبذلك تتم الكلمة المكتوبة: " انا قلت انكم آلهة" ( يو10/34).
كما انكر اليهود الوهة يسوع، كذلك انكر آخرون بشريته بالمقابل. فقامت اضاليل، وما زالت الى اليوم، تعلن ان يسوع لم يكن له سوى جسد في الظاهر، وأنه لم يتألم إلاّ في الظاهر. اذأك تتحول كل الحقائق في المسيحية الى امور ظاهرية (المسيحية في عقائدها، سنة 1988،ص 178-179).
اذا كان باستطاعة يسوع المسيح ان يفتدينا، فما ذلك إلاّ لانه ليس الهاً حقاً وحسب، بل لانه ايضاً انسان حقيقي (المرجع نفسه، صفحة 180).
2. يسوع راعي النفوس
" خرافي تعرفني وتسمع صوتي وتتبعني، وانا اعطيها الحياة الابدية، فلا تهلك ابداُ" (يو10/27-28).
بهذه الصورة يكشف يسوع عن جوهر " مسيحانيته". فالمسيح هو " راعي شعب الله"، بالمفهوم الذي سبق ووصفه في انجيل يوحنا (10/1-16): انه يبذل نفسه من اجل جميع الناس، خلافاً عن الاجير الذي يترك الخراف عندما يرى الذئب مقبلاً؛ انه يعرف الخراف، والخراف تعرفه، فهو في علاقة شخصية مع كل انسان، علاقة معرفة وحب وبذل ذات؛ انه يعطي الخراف الحياة، ويعطيها وافرة، فيما السارق، الذي يدخل الحظيرة، لا من بابها بل يتسلق من مكان آخر، انما يأتي ليسرق ويقتل ويبدد. انه "الراعي الصالح" المرسل من الآب الى خرافه، كما وعد على لسان حزقيال النبي: " واقيم على خرافي راعياً، فيسكنون آمنين" ( حز34/23و25).
يسوع الراعي الصالح قدوة لكل مسؤول في الكنيسة والمجتمع. فالشعب، هو " شعب الله"، ولا يحق لأي مسؤول روحي او زمني، ان يتعاطى مع الشعب، الذي أقيم من اجله للخير العام، بمعزل عن ارادة الله ومقاصده. الله هو الراعي لشعبه، على ما يقول اشعيا النبي: : هوذا السيد الرب يرعى قطيعه كالراعي، يجمع الخراف بذراعه، ويحملها في حضنه، ويسوق المرضعات رويداً " (اش40/11). والله يكل رعاية شعبه الى المسؤولين، في الكنيسة والمجتمع، كما نبّه يسوع بيلاطس. فلما قال له هذا الاخير: " أفلست تعلم ان لي سلطاناً على ان اخلي سبيلك، وسلطاناً على ان اصلبك؟ "، اجاب يسوع: " لو لم تعطَ السلطان من علُ، لما كان لك عليّ من سلطان" (يو19/10-11). لكن كثيرين من المسؤولين اساؤوا الامانة، فندّد الله بهم على لسان ارميا: " لقد فقد الرعاة حسّهم، ولم يلتمسوا الرب، فتشتتت رعيتهم" (10/12)، وعلى لسان حزقيال: "انهم " يرعون نفوسهم لا الخراف، ويتسلطون عليها بقسوة وقهر، فاصبحت مشتتة من غير راعٍ، وصارت مأكلاً لجميع وحوش الحقول، وتاهت في الجبال وعلى التلال" (حز34/2-5).
3. ثقافة السلام
" حاولوا ان يمسكوا يسوع، فخرج من بينهم ومضى" (يو10/39)
يسوع ملك السلام علّم تلاميذه، ويعلمنا: " اي بيت دخلتموه، فقولوا اولاً السلام لهذا البيت. ان كان هناك ابن سلام يستقر سلامكم عليه، وإلا يرتد اليكم" ( لو10/5-6). هذا ما فعله مع اليهود عندما رفضوا سلامه، وحاولوا ان يلقوا عليه الايدي، فتوارى من بينهم، من دون مواجهة ومماحكة وسجالات. لقد رفضوا حقيقة الله الظاهرة في شخص المسيح واعماله.
ندرك من هذا الحديث ان سلام المسيح هو قبل كل شيء مصالحة مع الآب، ثم مصالحة مع الاخوة. فقد علّمنا في صلاة الابانا، ان جمع الغفران المطلوب من الله الى غفراننا لاخوتنا: " إغفر لنا خطايانا كما نحن نغفر لمن أخطأ الينا" ( متى 16/12). بهذه المصالحة المزدةجة، يصبح الانسان فاعل سلام وشريكاً في ملكوت الله، حسب وعد المسيح في انجيل التطويبات، دستور الحياة المسيحية: " طوبى لفاعلي السلام، فانهم ابناء الله يدعون" ( متى5/9).
المسيح الفادي والراعي الصالح هو " سلامنا" ( افسس2/14) الذي يجمع الابعدين والاقربين. الى " ثقافة السلام" هذه التي تجمع ولا تبدد دعانا لننتمي: " من ليس معي فهو عليّ، ومن لا يجمع معي فهو يفرّق" ( متى12/30). بهذا يُعرف المسؤول اذا طان يعمل لخير العام الذي منه خير الجميع، ام يعمل بروح التفرقة والفئوية والعدائية لمصالحه الخاصة ونزواته. يسألون: " الكنيسة مع من؟" بينما يجب طرح السؤال: " من هو مع الكنيسة؟"
ولئن فشل حوار يسوع مع اليهود، بسبب رفض هؤلاء، للحقيقة، فاننا نؤمن دائماً بجدوى الحوار، والكنيسة تدعو اليه بالحاح وبدون تردد، فلا بدّ " للرحمة والحق ان يتلاقيا، وللعدالة والسلام ان يتعانقا" (مز85/11)، " فالرب يتكلم بالاسلام لشعبه" ( مز85/9).
***
ثانياً، وجوه آمنت بحقيقة الله والمسيح
تعيد الكنيسة في هذا الاسبوع تذكار قديسين آمنوا بحقيقة الله والمسيح، وسلكوا في نور هذه الحقيقة.
القديس ميخائيل رئيس الملائكة (8 تشرين الثاني)
هو رئيس الملائكة الذي رآه يوحنا الرسول في رؤياه في قتال مع التنين-الشيطان وجنوده حتى انتصر عليهم وطردهم من السماء، فصار اسمه" ميخائيل" اي " من مثل الله"! (رؤيا 12/7), يسميه دانيال النبي "الرئيس العظيم" ( دانيال12/1).
ظهرالملاك ميخائيل محامياً وناصراً لشعب الله في العهد القديم، وليسوع ورسله في العهد الجديد، وهو ما يزال ناصراً للكنيسة في جهادها من اجل نشر انجيل الحقيقة والعدالة والسلام.
القديس مينا المصري الشهيد ( 11 تنشرين الثاني)
من مواليد الاسكندرية في القرن الثالث، تكلل باكليل الشهادة بقطع رأسه سنة 303. ولد في عائلة مسيحية وانخرط في الجندية. ثم تركها ليتجند ليسوع المسيح منفرداً في البرية للصوم والصلاة والتقشف. قاسى الاضطهاد بسبب ايمانه وثبت فيه بالرغم من مرّ العذابات التي انزلها به الوالي الروماني الوثني، وهو يردد: " حياتي هي للمسيح ربي، وكل مجدي وسعادتي به وحده".
ورفعت الكنيسة على المذابح مسؤولين سياسيين معاصرين شهدوا لحقيقة المسيح وطبعوا بقيم الانجيل الشؤون الزمنية، نذكر منهم:
الطوباوي الملك شارل النمساوي Charles d'Autride( 1880-1922)
هو آخر امبراطور وملك على النمسا. اعلنه البابا يوحنا بولس الثاني طوباوياً في 3 تشرين الاول 2004. انه ملك ورب عائلة اراد ان يضع ذاته في خدمة ارادة الله، فكان الايمان بالله المقياس لمسؤولياته والموجه لحياته.
القديس بيار- جورجيو فراساتي، Piergiorgo Frassati (1901-1925)
هو مهندس ومسيحي ملتزم ورجل سياسة مناضل. اعلنه البابا يوحنا بولس الثاني طوباوياً في 20 ايار 1990. والده عضو في مجلس شيوخ ايطاليا ومؤسس جريدة لاستامبا ( La Stampa) وسفير لبلاده في برلين: منذ عمر 13 سنة بدأ بيار-جورجيو ( piergiorgio) يتناول القربان يومياً، وراح مدى حياته يجد غذاءه اليومي في قراءة الانجيل وفي الافخارستيا. فجمع بين الصلاة والعمل. انتسب الى الحزب الشعبي الايطالي واصبح فيه مناضلاً، وكرس اوقاته الحرة لخدمة البؤساء والفقراء، كعضو في جمعية مار منصور دي بول. مات بعمر 24 سنة. رسالته هي نداء الى توطيد العلاقة بين الايمان والاعمال على جميع المستويات، والى اعلان الحقيقة والدفاع عنها.
***
ثالثاً، الخطة الراعوية
تتناول الخطة اراعوية النص الاول من نصوص المجمع البطريركي الماروني، وهو بعنوان: كنيسة الرجاء" يكشف للجماعات الراعوية اربعة آفاق تشكل محور التفكير معاً وشدّ اواصر الرجاء الشاهد في اربع نقاط:
1. المسيح هو الرجاء
هو الرجاء الوحيد للمؤمنين، لانه مخلص العالم ولا يخيّب المتكلين عليه؛ ولانه باوصافه: النور والقيامة والحياة، باعماله ودعواته للاتكال عليه، يشجع المؤمنين ليضعوا فيه رجاءهم ومتكلّهم؛ ولان مآثر الله في العهد القديم ومبادرات الرب يسوع في الجديد تحمل على التماس تدخّله في ظروف الحياة الدقيقة، ولانه باستجابته طلبات الكثيرين يعطي الضمانة باستجابة من يلجأون اليه الآن ( فقرة 5).
2. مرتكزات الرجاء
هي وعود الرب يسوع في انجيل التطويبات ( متى5/1-9)، وحفظ الوصايا، فيصبح الرجاء اشتهاء للملكوت السماوي، وضمانة لنيل الحياة الابدية. ما يساعدنا على مواجهة الصعوبات الداخلية والخارجية، من مثل الاهتمام المفرط بامور الدنيا ومغرياتها، والمضايق الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، والامراض والآلام والفقر والفشل ( فقرة 6).
3. رجاء الشهداء والاموات
وضع الشهداء رجاءهم في المسيح فصمدوا في الايمان، ولم يتراجعوا امام العذابات، وقبلوا الموت بشجاعة، مدركين ان دماءهم بذور المسيحيين. ولقد وطّد المؤمنون رجاء موتاهم في قيامة المسيح ورافقوهم بهذه الصلاة: " سلام معكم ايها الاموات الذين رقدوا بالمسيح بالرجاء الوطيد. فلا يحزنكم فساد جمال وجوهكم، لانه سيتجدد وترثون الملكوت" ( فقرة 7-8).
4. شمولية الرجاء
الرجاء يشمل في الصلاة كل ابناء الكنيسة وقديسيها مع انفتاح اسكاتولوجي على الجموع السماوية في بيعة اورشليم العليا. هذه الشمولية رسخّت الايمان في الموارنة بالرغم من كل الشدائد والمحن، فلم يتزعزعوا في رجائهم بالمسيح ومحبتهم له ( فقرات 9-12).
****
صلاة:
ايها الآب القدوس، ابا الانوار، يا من تغمرنا بعنايتك الابوية، نشكرك على محبتك اللامتناهية، اذ خلقتنا على صورتك ومثالك، وجددتنا بالعماد فصيرتنا أبناء لك وإخوة لابنك ربنا يسوع، وهياكل لروحك القدوس. لك المجد والشكر مع الآب والابن الى الابد. (صلاة المجمع).