أَصْغِ إِلَيَّ و أستَجِبْ لي فإِنِّي أَهْذي في شَكْوايَ و أَئِنّ (مز 55 /3)
صلاة إلى مريم العذراء الطفلة السماوية المثلثة القداسة
مريم العذراء الطفلة السماوية المثلثة القداسة
أيتها الطفلة الـسـماوية المثلثة القداســة, التي انتخِبت و تَعينت أماً لمنقذ العالـم وفاديه,
و التي اختيرت وسـيطةً عظيمةً لدى الله من أجلِ الخطأة الأشقياء الـمسـاكين . ارحميني أنا المُنطرِح على قدميكِ الطاهرتين , أنا المعتبر واحد من الناكري الجميل و العديمي المعروف
و لكني أبادر الآن إليكِ يا أمي مستغيثاً بكِ .
إنَّ كفري بالنِعَم و نسياني للإحسانات المصنوعة من الله و منكِ , و تصرفاتي الـسـيئة
تجعلني مستحقاً أن أرذل من الله و منكِ , و لكني أسمع عنكِ أمراً و أعتنقُه بصدق إذ اني أعلم كم هي عظيمة مراحمكِ , و هو أنه لا يمكنكِ أن ترفضي من التجأ إليكِ بحسن الرجاء و من فوضَ إليكِ أمره بثقة.
و بما أنه لا يعلو فوقكِ أحدٌ سمواً و قدرة ً و قداســة و ربوبية إلا الله وحده , أيتها المخلوقة الأشرف و الأجَلْ و الأقـدس من سـائر المخلوقات, حتى ان أكبر من هم في البلاط الـسماوي
هم بالنسـبة لكِ و بإزائكِ صغارٌ جداً
أنتِ أقدس القديـسين و بحر نِعَمٍ إمتلأت
فأسعفي خاطئاً ذليلاً قد أضاع النعمة
أنا أعرف جيداً أنكِ محبوبة من الله و عزيزة جداً لديهِ جداَ, حتى أنه تعالى لا يمكن أن ينكر عليكِ شيئاِ من كلِ ما تسـألينه , و أعلم أيضاً أنكِ إنما تتصرفين بالجاه و الشرف و العظمة الممنوحة لكِ, تصرفاً عائداً بجملتهِ لإفادة الخطأة البائسين أمثالي و اسعافهم
أظهري مفاعيل عظمة النعمة التي حصلتِ عليها من الله باستمدادكِ لي نوراً لرشدي, و حباً إلهياً متّقد الحرارة قادراً على أن ينقلني من حال الخطيئة إلى حالِ القداسـة التي أكون بها باراً أمام الله,
و هكذا يقتلع من قلبي كل أميالي و انعطافاتي إلى الأشـياء الأرضية حتى لا يبقى فيا شيء منها,
و ألتهب بكليتي بالحب الإلهي , فإصنعي أيتها الـسيدة معي هذا العمل , الذي بلا ريب أنتِ قادرة على صنعِهِ , فيكون صنيعُكِ هذا حبّاً بذاكِ الإله الذي صَيَّركِ عظيمةً مقتدرة رحومة بهذا المقدار,
و هذا ما أرجوه من جودكِ و ليكن لي بحسبِ برحمتكِ آمـين.
( من كتاب أمجاد مريم البتول للقديس ألفونس دي ليكوري )