إِنَّ هذا الجِنسَ لا يُمكِنُ إِخْراجُه إِلاَّ بِالصَّلاة (مر 9 /29)
فرنسيس الأسيزي - معلّم للصلاة -7- سرّ دائم الجدّة
فرنسيس الأسيزي - معلّم للصلاة
سرّ دائم الجدّة (7)
ايلوا لوكلير
جاء ابن الله العالم في " تجرّد كلّي عن ذاته". لم يتأمل فرنسيس هذا المجيء على أنه حدث من الماضي تمّ مرّة واحدة، بل يرى فيه سرّا يتجدّد بيننا كلّ يوم.
حظي سرّ جسد المسيح ودمه بمكانة عالية في صلاة فقير أسيزي. فيه يرى فرنسيس بأنّ مجيء ابن الله، يتحقّق اليوم أيضا، في التواضع والفقر: انّه وحي دائم الجدّة لحبّ دون حدود.
" انظروا: انّه يتواضع كلّ يوم، تماما مثلما فعل عندما غادر قصره الملكي
وتجسّد من العذراء مريم:
كلّ يوم ينزل من حضن الآب إلى الهيكل بين يدي الكاهن وتحت المظاهر الأكثر تواضعا. وكما كان في الماضي يأتي إلى الرسل القدّيسين بجسد حقيقي، كذلك اليوم فانّه يظهر ذاته لعيوننا في الخبز المكرّس.
عندما كان الرسل ينظرون إليه بعيون الجسد لم يروا إلا جسده. ولمّا تأملوه بعيون الروح آمنوا بأنّه ابن الله.
نحن أيضا، عندما نرى خبزا وخمرا بعيون الجسد، علينا أن نرى بثبات، ونؤمن بأنّ ما هو هنا على الهيكل هو جسد المسيح ودمه المقدّسان.
هذه هي الوسيلة التي اختارها حتى يبقى إلى الأبد مع الذين يؤمنون به.
وقد قال ها أنا معكم الى انقضاء الدهر". ( توصيات: 1، 16-22)
الإفخارستيا مع المزود والصليب، في نظر فرنسيس، هي قمّة إعلان الحبّ الإلهي. فالإفخارستيا اليوم تجعل سرّ المزود والصليب حاضرين:
" أيها التواضع المتسامي، أيها السمو المتواضع!
إن سيّد الكون الله وابن الله يتواضع من أجل خلاصنا.
انّه يختفي تحت شكل الخبز.
تأمّلوا أيها الإخوة وانظروا تواضع الله..."
السيد المسيح ليس بمائت بل هو منتصر وممجّد في سرّ الإفخارستيا.
وهو من تريد الملائكة رؤيته.
مجد المسيح هو بهاء المشاركة الأخوية. والمشاركة هي دوما سرّ تواضع وفقر.