شَفَةُ الحَقِّ تَثبُتُ لِلأَبَد و لسانُ الزُّورِ إِنَّما هو إِلى حين (ام 12 /19)
أنت ساكن فى قلبى ـ القديس اغسطينوس
القديس اغسطينوس
كم كانت نفسى جزعة يا الهى
وانا كحمل ضال
حينما بحثت عنك بعيدا
بينما كنت انت في داخلى
وكم جذبتنى اليك
نفسى تواصل البحث عنك
بدوافع رغباتى
بينما انت ساكن فى قلبى
اخذت فى البحث عنك
فى كل مكان
فى الاحياء
وفى الطرقات العامة
من مدينة هذا العالم
ولم اهتد !
نظرت من حولى فى قصور وجهل
سألت رفاقى عن كنز مخبأ فى قلبى !
واطلقت لجميع حواسى العنان كرسل اوفياء
لتبحث عنك وتطاردك
وبقوتها لم تستطع ان تلحق بك وتدركك
قد تملكتها الدهشة
+ + +
كيف اقتحمت يا الهى قلبى ودخلته !؟
ربى
اشرح لعبدك الذى يتوسل الى رحمتك
عرفه من اين له حياته ؟
الست انت مصدرها ؟
اليس بك وحدك يحيا الانسان ؟
الست ينبوع الحياة وواهبها ؟
انت خالقى
وانا جُبلتك
يداك تفضلتا وصنعتاني وكونتانى
عاونتنى على ان اعرفك واعرف نفسى
وعندما عرفت نفسى عرفتك ايضا
لان معرفتى لك نور لسبيلى
كما ان الشر حرمان من الخير
فان الظلمة حرمان من النور
+ + +
ربى
اشكرك
لقد ملأت قلبى من انوارك
ألست انت
مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ
الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ،
سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ،
الَّذِي لَمْ يَرَهُ احَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ انْ يَرَاهُ،
الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. (1تي 6: 15-16)
الست انت الاله العظيم المتجسد الذى ظهر فى صورة بشرية غير مدركة ؟
اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. (يو 1: 18)
كيف نعرف ما لم نكن قد رايناه ؟
?لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الاِبْنَ إِلاَّ الآبُ وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الاِبْنُ (مت 11: 27)
ثالوث فى وحدانية تامة
فى ذاته الكمال المطلق والمعرفة
قلت لنفسى : يا لى من انسان شبيه بالعدم قد تجاسر وعرفك !
اليست هذه المعرفة انعاما منك يا الهى ؟
ليس من حمد يوفى نعمك ولا قدرة تصور جلالك
عظيم وعظمتك لا تقارن
لا بداية لك ولا نهاية
مسبح وممجد الي الابد
آمين
المصدر مدونة كتابات الاباء القديسين