الأُذُن الَّتي تَسمعُ تَوبيخَ الحَياة تَستَقِرّ بَينَ الحُكَماء (ام 15 /31)
إلى من نذهب - لنيافة الأنبا رافائيل
إلى من نذهب؟
كيف نعيش بدون الكتاب المقدس؟!!!
"كل الكتاب هو موحي به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي للبر" (2تي3: 16)
لذلك ليس عجيباً إن كان الشيطان وهو يريد إهلاك العالم يعمي الناس عن الإنجيل، ويشغلهم عن معرفته، ويشككهم في صحته...
1- نور لسبيلي:
فمن يعيش بعيداً عن كلمة الله يعيش في الظلام "لأنهم عصوا كلام الله، وأهانوا مشورة العلي" (مز11:107)
"من ازدرى بالكلمة يخرب نفسه، ومن خشى الوصية يكافأ" (أم13:13).
ومن يقتني كلمة الله في قلبه يستنير، ويبعد عن الشر والخطية "فبكلام شفتيك أنا تحفظت من طرق المعتنف" (مز4:17).
طوبى لمن يكتنز في داخله كلام الله
"بم يزكى الشاب طريقه؟ بحفظه إياه حسب كلامك" (مز9:119)
"خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك" (مز11:119)،
لذلك دعونا نهتف معاً: "يا بيت يعقوب، هلم فنسلك في نور الرب" (إش5:2).
فلنقتني فينا كلمة الله الحية لتنير لنا الطريق، ونفهم ما هي مشيئة الرب. "وعندنا الكلمة النبوية، وهي أثبت، التي تفعلون حسناً إن انتبهتم إليها، كما إلى سراج منير في موضع مظلم، إلى أن ينفجر النهار، ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم" (2بط19:1)
إنه السيف الذي نحارب به إبليس
"وخذوا خوذة الخلاص، وسيف الروح الذي هو كلمة الله" (أف17:6)،
"لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته" (عب12:4)
وهو السيف الخارج من فم المسيح كما رآه يوحنا في سفر الرؤيا
"وسيف ماض ذو حدين يخرج من فمه" (رؤ16:1)
إنها كلمة الله الحادة التي تقطع الشر، وتحارب الشرير
"فتب وإلا فأني آتيك سريعاً وأحاربهم بسيف فمي" (رؤ16:2)،
"ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الأمم" (رؤ15:19)،
"والباقون قتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه" (رؤ21:19)
ولعل هذا السيف هو الذي طلب الرب من تلاميذه أن يقتنوه عند التجربة
"من له كيس فليأخذه ومزود كذلك ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفاً" (لو36:22)
إنه السيف الذي انتصر به السيد المسيح على الشيطان في التجربة على الجبل حيث غلبه بالـ"مكتوب"
وهو السيف الذي ألقاه السيد المسيح على الأرض "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض. ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً" (مت34:10)
إنه السيف الذي استخدمه يوحنا المعمدان في وجه هيرودس
"لا يحل أن تكون لك امرأة أخيك" (مر18:6)
إن النار تطهر من الشوائب والقاذورات.. وهكذا كلمة الله تطهرنا من كل خطية..
"أنتم أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به" (يو3:15).
إنها النار التي تكلم عنها إرميا النبي "لذلك هكذا قال الرب إله الجنود: من أجل أنكم تتكلمون بهذه الكلمة، هأنذا جاعل كلامي في فمك ناراً، وهذا الشعب حطباً فتأكلهم" (إر14:5)
إنها نار ضد الشر لتطهر "هوذا اسم الرب يأتي من بعيد. غضبه مشتعل والحريق عظيم. شفتاه ممتلئتان سخطاً، ولسانه كنار آكلة"(إش27:30)
"أليست هكذا كلمتي كنار، يقول الرب، وكمطرقة تحطم الصخر؟"(إر29:23)
لذلك فكلمة الله تقدس إلى التمام "لأنه يقدس بكلمة الله والصلاة" (اتي5:4). أما الخدام الذين يشتعلون بهذه النار المقدسة فلا يستطيعون أن يكتموها في داخلهم
"لأننا نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا" (أع20:4)،
وإذا أراد الخادم أن يصمت يجد قلبه مشتعلاُ بهذه النار "فقلت: لا أذكره ولا أنطق بعد باسمه. فكان في قلبي كنار محرقة محصورة في عظامي، فمللت من الإمساك ولم استطع" (إر9:20)،
أما الذين يرفضون كلمة الله فيحترقون بها "لذلك كما يأكل لهيب النار القش، ويهبط الحشيش الملتهب، يكون أصلهم كالعفونة، ويصعد زهرهم كالغبار، لأنهم رذلوا شريعة رب الجنود، واستهانوا بكلام قدوس إسرائيل" (إش24:5)
إن من يحتمي بكلمة الله يصير قوياً في مواجهة الشيطان والعالم
"كتبت إليكم أيها الأحداث، لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم، وقد غلبتم الشرير" (1يو14:2)، فمن يقتني الكلمة في داخله يصير أقوى من العالم وكل البشر
"الله افتخر بكلامه. على الله توكلت فلا أخاف، ماذا يصنعه بي البشر" (مز4:56)،
لذلك ينبهنا الله بمحبته أن نحتمي في كلامه "يا ابني أصغ إلى كلامي، أمل أذنك إلى أقوالي" (أم20:4) "وكان يريني ويقول لي: ليضبط قلبك كلامي أحفظ وصاياي فتحيا" (أم4:4).
"كل كلمة من الله نقية، ترس هو للمحتمين به" (أم5:30)
"إنكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي" (يو31:8)،
"الحق الحق أقول لكم: إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يرى الموت إلى الأبد" (يو51:8)،
"إن ثبتم فيّ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم" (يو7:15).
لذلك فنحن نحب كلمة الله ونتمسك بها لننال الحياة "متمسكين بكلمة الحياة" (في16:2) طوبى لمن يقرأ ويسمع ويعلم بكلمة الله.. حقاً يصير أقوى من كل العالم.
لنيافة الأنبا رافائيل