فليس ملكوت الله أكلا وشربا، بل بر و سلام و فرح في الروح القدس (رو 14 /17)
الاستعداد الصحيح لإتّباع المسيح
ما يقول لك يسوع
يا بنيّ،
اذا أردت أن تتبعني حقاً، كان عليك أن تقمع أنانيتك الجامحة.
كثيرون لا ينعمون بصداقتي ومحبتي،
لأنهم لا يحاولون أبداً أن تبعوني، وينهمكون في رغباتهم اللاواعية،
وفي شهواتهم البشرية العمياء.
إن طبيعتك اللاواعية تميل بك الى طلب الكثير مما لا تحتاج إليه.
فلكي تكون سيد حاجاتك إكْبَحْ رغبات نفسك غير الضرورية، وتعلّم ان تعيش مكتفياً بالقليل، فتجد المزيد من الوقت لتحقيقه من أجلي.
إن استسلامك لأهوائك البشرية يزيدك تشتتاً، ويبعدك عني.
إن تحقيق الاتحاد بي يتطلب منك أن تعزل ذاتك عن الكثير من امور هذه الحياة.
قاوم كل ما من شأنه أن يحول بيني وبينك، وكن على استعداد حقيقي للتخلي عن كل شخص لا يساعدك بطريقة ما، على ان تصبح أفضل مما انت عليه.
إن حياتك الأرضية لقصيرة جداً، فلا تضيّع شيئاً منها.
إن مواظبتك على القيام بالجهد المطلوب يساعدك على التغلب على التشتت في الأمور الأرضية، وبدافع نعمتي تزداد تقديراً لعظمتي وصلاحي ومحبتي.
املأ قلبك حباً سامياً، وسلاماً سماوياً، فتتعلّم أن تفضل إرادتي على إرادتك، بحيث لا تعود تعطي أهمية للأمور الدنيوية.
تأمّـل
إن هذه العِبَر الصغيرة تؤدي الى درجة سامية من الكمال والسلام، وواضح أن عدم توفر سلام المسيح فيّ، ناجمٌ عن غياب الشجاعة في اتباع تعاليمه.
لذا ينبغي أن أنقاد لتعاليمه في أعمالي اليومية. وأما مزاجي وعواطفي وأشواقي فليست أموراً صالحة، إلاّ اذا تمّ كبحها وتوجيهها، كما يريد يسوع.
فلماذا أهدر وقتاً ثميناً بالتلهّي بما ليس ضرورياً، وبما يجعلني أدرك تفاهة أمور كثيرة تؤثر علىّ الآن وتجذبني إليها؟!
صلاة
يا يسوع أنت نور العالم، أنر نفسي كي لا أتخبّط في ظلام شهوات هذا العالم وفي خداعي لذاتي.
هبني الشجاعة لأنبذ كل ما من شأنه أن يبعدني عنك في حياتي اليومية.
إني أريد التمسّك بإرادتك وأن أنبذ شهواتي الطبيعية، وأن أتبع حكمتك في كل ما أقوم به طوال النهار.
وأرجو ان تهبني القوة لكي أتبع إرادتك عندما تقودني ارادتي إلى ما لا أرغب فيه وما يخيفني.
يا يسوع أنت نوري وأنت قوتي.
آمين.
من كتاب: خبزنا اليومي