يَسقُطُ عن جانِبِكَ أَلْفٌ و عن يَمينكَ عَشَرَةُ آلاف و لاشَيءٌ يُصيبُكَ (مز 91 /7)
وما زال المسيح عطشان
بعد هذا رأى يسوع أن كل شيٍ قد كَمَل،
) يو 28 :19)
أولاً: إنه عطشان إلى النفوس الهالكة المائتة.
فذاك الذي عطش ليرحمنا من العطش الأبدي،
وبعمله هذا أدخل إلى قلوب الملايين من المؤمنين
تعطشًا حقيقيًا إليه، ما زال متعطشًا إلى النفوس،
يريد أن ينظر الكثيرون من المساكين والتعساء إلى صليبه
فيغمرهم الارتواء الأبدي.
فلقد قال لها أعطيني لأشرب.
ونحن لا نقرأ في الأصحاح أنها أعطته الماء الحرفي،
بل أعطته قلبها البائس وحياتها الضائعة
ونفسها المُعذبة القلقة فأسعدها، وارتوى لما أرواها.
فهل نبادر بأن نقدم تلك النفوس الغالية إليه؟
! لا عَجَب أن المسيح يوم لقائه بالسامرية
قال لتلاميذه: «ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول
إنها قد ابيضَّت للحصاد ..
. لكي يفرح الزارع والحاصد معًا»
لكنه أيضًا عطشان إلى تكريس المؤمنين،
أولئك الذين من أجلهم عطش وهو على الصليب.
نعم، إنه ما زال عطشان إلى محبتهم وعبادتهم وخدمتهم له!
أ فلا يستحق ذلك المجيد أن نشق لأجله محلة الأعداء،
ونستقي له الماء
( 2صم 23: 15 ، 16)؟
وإن كان أبطال داود فعلوا ذلك قديمًا مع مليكهم،
أفلا يستحق سيدنا أكثر؟
ليس ذلك فحسب،
هذه العبارة من فم سيدنا «إني جعت فأطعمتموني،
عطشت فسقيتموني»
وهم إذ يندهشون من هذه العبارات ويقولون له باستغراب: «يا رب، متى رأيناك جائعًا فأطعمناك، أو عطشانًا فسقيناك؟ ...»
يُجيب عليهم قائلاً:
«الحق أقول لكم: بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلتم»
( مت 25: 34 - 40).
في حاجة إلى مد يد المعونة والإسعاف،
لتخفيف آلامهم ولمساعدتهم على تحمل النوائب التي تحل بهم،
وعطش، ومات وهو عطشان،
ألا يستحق أن نأتي إليه بصادق الحب
ونعطيه لا فضلة الحب بل أفضله
أحبائي: إن ذاك المجيد الذي تعب لأجلنا،