لأن الذي يريد أن يخلص حياته يفقدها. و أما الذي يفقد حياته في سبيلي فإنه يخلصها (لو 9 /24)
لا تحبوا العالم
تحبوا العالم ولا الأشياء التي في
العالم..
لأن كل ما في العالم:
شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة..
والعالم يمضي وشهوته
( 1يو
2: 15 ? 17)
ما يقوله الله عن العالم، لأنه إن عرفنا فكر الرب عنه، ساعدنا ذلك على
تحاشي الأمور التي يأمرنا بالانفصال عنها:
محبة العالم شر في
طبيعتها: يوصف العالم بأنه «العالم الحاضر الشرير»
( غل
1: 4 )
.
وقد أخبرنا الرسول يوحنا بأن هذا الشر له صور ثلاث: «شهوة
الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة»
( 1يو
2: 16 )
.
التي جعلت بلعام يركض في طريق هلاكه
هي التي أضلّت عخان، إذ نظر فانبهرت عيناه بمنظر الفضة والذهب والرداء
الشنعاري، فوقع تحت دينونة الله المُرعبة
وتعظم المعيشة
هو الذي ملأ قلب هامان بالطمع وطلب الرفعة، فكانت النتيجة أن دارت عليه
الدوائر، فصُلب على نفس الخشبة التي أعدّها لمردخاي.
وبالاختصار نقول: إن
محبة العالم هي كل ما يُبعد قلوبنا عن الله، ويقيم فيها شيئًا آخر غير
المسيح ونتيجتها واحدة، وهي الشقاء العاجل.
محبة العالم
عداوة لله: توجد أيه واضحة مذكورة في رسالة يعقوب، إذ يقول الرسول يعقوب:
إن «مَنْ أراد أن يكون مُحبًا للعالم، فقد صار عدوًا لله»
( يع
4: 4 )
ويلفت
أنظارنا إلى إنسان، إذ صار مُحبًا لله، أصبح عدوًا للعالم
( يع
2: 23 )
، لذلك
سُميَّ إبراهيم «خليل الله»
( 2أخ
20: 7 تك 15: 1 )
.
ومع أن الوحي الإلهي لا يُخبرنا صراحة عن الوقت الذي لقَبه فيه
الله بهذا اللقب الجميل، إلا أنه يوجد ما يدلنا على هذا الوقت. فقد تم هذا
بعد أن رفض إبراهيم أن يأخذ من يد ملك سدوم الأملاك التي أراد أن يعطيه
إياها.
الأمر الذي جعل الله يقول له: «أنا
ترس لك. أجرك كثيرٌ جدًا» (تك15:
1). إن ملك سدوم يمثل العالم. وكما أن إبراهيم لم يرغب في الاختلاط به أو
أخذ شيء منه، هكذا يجب على المؤمن أن يحفظ نفسه من العالم الذي لا يغنيه
إلا بعد أن يُرغمك ـ من غيرما تشعر ـ على تضحية بمبادئك وإنكار المسيح
فاديك إن أمكن
نحبك ونبغض العالم
من كل قلوبنا
لكي لا يوجد اي اهتمام في حياتنا غيرك انت
اولاً وآخراً
يمضي الى زوال
وشهوته تمضي معه