إِفتَخروا باْسمِه القُدُوس و لتفرَحْ قلوبُ مُلتَمِسي الرَّبّ (مز 105 /3)
تحطيم المرايا
كما
يتأمل الجسد شكله فى مرآة، ليطمئن على منظره، كذلك الروح لها مرايا كثيرة
ترى بها شكلها، وتعرف حالتها كيف هى ؟
هناك مرآة تسمى (محاسبة
النفس) فإن فتش الإنسان ذاته، وكان دقيقاً فى محاسبتها، حينئذ يعرف حقيقتها
ويصلحها
ومرآة أخرى هى (كلام الله) فالإنسان الذى يرى نفسه فى ضوء
وصايا الله، يعرف الميزان الحقيقى الذى يزن به أعماله
وهناك مرآة
أخرى هى (التجارب) لأننا بالتجارب نُختبر
مرآة رابعة هى (إنتقادات
الناس) فالإنسان كثيراً ما يكون مجاملاً لنفسه، مبرراً لها أما الناس فقد
لا يجاملون قد يتكلمون بصراحة،
فنعرف منهم حقيقتنا وحتى إن غضبنا عليهم،
نكون قد عرفنا حقيقة أخرى فينا وهى الغضب وهكذا تكون المرآة قد أدت عملها
هذه
هى المرايا التى يرى فيها الإنسان حقيقته
غير أن بعض الناس، إن
كشفت لهم المرآة عيباً فيهم يحتاج إلى إصلاح، بدلاً من أن يصلحوه، يحطمون
المرآة !
هؤلاء الناس: إن ظهرت لهم محاسبة النفس عيباً، يرفضون أن
يجلسوا إلى أنفسهم وإن جلسوا يحطمون المرآة بالأعذار، وتبرير النفس،
ومحاولة إلقاء التبعة على الآخرين !
وإن أظهر لهم كلام الله عيباً
فيهم، يحطمون هذه المرآة أيضاً، بأن يطبقوا كلام الله على غيرهم، لا على
أنفسهم، أو يرفضوا قراءة الكلمات
وإن أظهرت لهم التجارب حقيقتهم،
يحطمون هذه المرآة بالتذمر !
والمرآة الرابعة أيضاً يحطمونها، فلا
يقبلون كلمة انتقاد من أحد، ولا كلمة نصح، ولا كلمة إرشاد ومن يُظهر لهم
عيباً ليصلحوه يتخذونه عدواً، ويحاربونه، ويحاولون تحطيمه، حتى يصمت،
فيستريحوا !
إن الذين يحطمون المرايا، تبقى عيوبهم كما هى، ولا
تنصلح
كإنسان مريض بالحمى، يضع (الترمومتر) فى فمه فإن أظهر له
ارتفاعاً فى درجة حرارته، بدلاً من أن يعالج نفسه يحطم الترمومتر، ويبقى
مريضاً !!