أسرعْ وأَجِبْني يا رَبِّ فقد فَنِيَت روحي. لا تحجُبْ وَجهَكَ عنِّي لِئَلاَّ أَكونَ كالهابِطينَ في الحُفرَة (مز 143 /7)
ماهي افضل الفضائل ؟
لان كل شىء فى هذه الحياة باطل وقبض الريح كما قال الجامعة فاافضل صفه للانسان هى الاتضاع ولذلك فضلت ان اضع بعض الكلمات التى تصف هذه الصفة على فم اناس لم تستحق الارض تراب ارجلهم التى كان يسيرون عليها . والرب قادر ان ينفعنا بسيرتهم التى يجب ان تكون امام اعيننا .
الاتضاع ما هو ؟
+ سئل شيخ :
" ما هي أعظم الفضائل ؟ " فقال : " اذا كانت الكبرياء أشر الخطايا حتي أنها اهبطت طائفة من السماء إلي الأرض ، فمن البديهي أن يكون الاتضاع الحقيقي المقابل لها أعظم الفضائل ، اذ هو يرفع الانسان من الأعماق الي السماء ، وقد طوبه الله قائلا : " مغبوطون أولئك المساكين بالروح ? أي المتضعين بقلوبهم ? فان لهم ملكوت السموات " .
+ قال شيخ :
" ان خاتم المسيحي الظاهر هو الصليب ، وخاتمه الباطن هو الاتضاع فهذا مثل صليب الرب ، وذلك مثل خلقه " .
+ وقال آخر :
" الاتضاع هو شجرة الحياة ، التي لا يموت آكلوها " .
+ كذلك قال :
" الاتضاع هو ارض حاملة للفضائل ، فان هي عدمت الفضائل ، فبالكمال قد هلكت "
+ قال أنبا موسي الاسود :
" تواضع القلب يتقدم الفضائل كلها ، والكبرياء هي أساس الشرور كلها " .
+ سئل شيخ من الرهبان : " ما هو الاتضاع ؟ " ..
" فقال : " انه عمل كبير الهي ، وطريقه متعبة للجسد ، وأن تعد نفسك خاطئاً وأقل الناس كلهم " .
فقال له الأخ : " وكيف أكون أقل الناس ؟ " .
أجابه الشيخ : " ذلك بألا تنظر الي خطايا غيرك ، بل تنظر الي خطاياك ، كما تسأل دائماً أن يرحمك " .
+ قال القديس باخوميوس :
" سألني أحد الأخوة مرة قائلا : قل لي منظرا من المناظر التي تراها لنستفيد منه . فأحبته قائلا : " أن من كان مثلي خاطئا لا يعطي مناظر ولكن أن شئت أن تنظر منظرا بهيا يفيدك بالحق فاني أدللك عليه وهو : اذا رأيت انسانا متواضع القلب طاهرا فهذا أعظم من سائر المناظر ، لأنك بواسطته تشاهد الله الذي لا يري . فعن أفضل من هذا المنظر لا تسأل " .
+ سئل ما اسحق : " ما هو الاتضاع ؟ " .
فقال : " هو ترك الهوي ، والسكون من كل أحد . الاتضاع يتقدم النعمة ، والعظمة تتقدم الأدب ، ان المتعظم بالمعرفة بضميره يسقط في التجديف ، والمبتهج بفضيلة العمل يسقط في الزني ، والمترفع بالحكمة يسقط في فخاخ الجهل المظلمة . أن جمع المتواضع لمحبوب عند الله تعالي كجماعة السيرافيم ، ان الجسم العفيف لكريم عند الله تقدس اسمه أكثر من الضحية الطاهرة وذلك أن هذين ، أعني الاتضاع والعقة ، ضامنان للنفس بحلول الثالوث الأقدس فيها "
+ وقال أيضاً :
" قال الآباء أن الفضائل الثلاثة الآتية جليلة جدا ومن يقتنيها يستطيع ان يسكن في وسط الناس وفي البراري وحيثما أراد . وهي : أن يلوم الانسان نفسه في أسفل لن يقع ومن ذلك يتبين أن المتعالي هو الذي يسقط بسرعة .
+ تحدث القديس أرسانيوس :
وعلي ذلك بقيا خارج الباب ، وأردف قائلا : هؤلاء هم الحامليون نير ربنا يسوع المسيح بتشامخ ولم يتواضعوا أن يخضعوا لمن يهديهم .
لذلك لم يستطيعوا الدخول الي ملكوت السموات . واما قاطع الحطب فهو انسان كثير الخطايا فبدلا من ان يتوب ، يزيد خطاياه .
وأما المستقي الماء فهو انسان يعمل الصدقة من ظلم الناس فيضيع عمله . فمن اللائق أن يكون الانسان متيقظاً في عمله حتى لا يتعب باطلا