لكن يوحنا منعه قائلا انا محتاج ان اعتمد منك و انت تاتي الي ! فاجاب يسوع و قال له اسمح الان ،لانه هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر ، حينئذ سمح له(مت 3 : 15)
نبذة مختصرة عن الاخ اسطفان - مطرانية انطلياس
* وُلد الأخ اسطفان في شهر مارس سنة ١٨٨٩ في لبنان، وهو يوسف الشقيق الاصغر لاخوته الثلاثة نعمةالله وسركيس وهيكلوفتاتان: توفيقة وفروسنيا، من والدين تقيين هما اسطفان بو هيكل نعمه وخرستينا البدوي خالد نعمه، ومنح سر المعمودية في اليوم الثامن لميلاده ، حصل دروسه الأولية في قريته فى مدرسة سيدة النعم، ثم في مدرسة الرهبان التابعة للرهبنية المارونية .
في أحد الأيّام، كان يوسف (الأخ اسطفان) يرعى البقر في الحقول القريبة لبيته، فرأى حيوانا برّيا صغيرا، اسمه "غرير"- وهو حيوان يشبه الكلب - يدخل حفرة وطال بقاؤه فيها. وإذ زحف وراءه ليخرجه لاحظ أن الأرض رطبة، وبعد أن حفر قليلاً اكتشف نبع ماء عذبة، فطاب لها الأهالي وأنعشت حقولهم فحوّلتها إلى روضة غناء وأطلقوا على الينبوع اسم "نبع الغرير".
بعد موت والديه انتقل إلى دير كفيفان للرهبانية اللبنانية المارونية وكان بعمر ١٨ سنة فقبل طالبًا ثم مبتدئًا وألبس ثوب الابتداء سنة ١٩٠٥ وسمي اسطفان على اسم والده. بعد مضي سنتي التجربة أبرز نذوره الاحتفالية المؤبدة في ٢٢ /٨ /١٩٠٧ وأمضى حياته في الرهبنة عاملاً مجدًا نشيطـًا غيورًا على أملاك الرهبنة. لم يترك حرفة إلا وقام بها فعمل في البناء والنجارة والزراعة وكان شعاره الدائم "الله يراني". وكان معروفا ببنيته الجسديّة القويّة.
* خدمته في الرّهبانيّة
امضى حياته في الرّهبانيّة يعمل في حدائق الأديرة التي تنقّل فيها: دير مار أنطونيوس- حوب، دير مار شليطا- القطّارة، دير ما مارون-عنّايا، دير سيدة المعونات جبيل ودير مار قبريانوس ويوستينا- كفيفان.
في كل هذه الأديرة كان يتسلّم مهمّة رئيس الحقل. وكان يعمل مع اخوته الرّهبان والعمّال بصمت ومحبّة واحترام، ويشهد الجميع على عدله واستقامته. فكان التلميذ الأمين ليسوع المسيح، عاكسا صورته أينما حلّ، وناقلا بشارته الى من عايشهم.
لم يعرف البطالة أبدا، بل عاش قانون الرّهبانيّة اللبنانية المارونية وروحانيتها بدقة وأمانة، مقتفيا خطى الرّهبان القدّيسين، موزعا أوقاته بين عمل وصلاة،
* دخل يومًا بيتًا خلال الحرب العالمية الأولى، فشاهد ولدًا يرضع من ثدي أمه وهي ميتة، فرق قلبه وحمل الصغير إلى الحقل وأخذ يعتني به ويرضعه من ثدي البقرة حتى أخرجه من الحرب سالمًا.
*اشتد الخلاف في دير ميفوق بين الرهبان والشركاء على حدود عقارات كل منهم، فاستدعاه رئيس الدير ، للكشف على الصلبان التي كان قد وضعها أثناء وجوده في دير ميفوق ويثبت حدود الدير، كان بعض المغرضين قد أخفوا معالمها، فأزال التراب عنها وبانت الصلبان. أثناء عودته إلى دير كفيفان أصابه دوار خبيث جراء الشمس الحارقة أودى بحياته بعد أيام قلائل في ٣٠ اغسطس ١٩٣٨ عن ٤٩ سنة ، ودفن في المقبرة الجماعية في الدير. في عام ١٩٥٠ فتحت المقبرة ليدفن فيها أحد الرهبان فوجد جثمان الأخ اسطفان لا تزال على حالها سليمة من كل انحلال.
وعندما كثر زوار الدير طالبين شفاعته، نقل الجثمان إلى تابوت آخر من معدن بدون غطاء وجعلوه ينزلق على سكة حديد بحيث يسهل سحبه من الحجرة عند وصول المؤمنين ليتباركوا منه ثم لرده إليها. وكان بعضهم ينزع بعض الشعيرات من رأسه أو من لحيته ليحفظها ذخيرة...
* كانت أدواته
المنجل والمعول والشوكة والمنشار والمطرقة يستعملها في اصلاح الأرض و حراثة التربة وتهذيب الصخور وهندستها وعمل الأبواب والشبابيك. أما أدوات صقل حياته الروحية فكانت كلمة الانجيل والصلاة والتأمّل، وسبحة البتول مريم وخدمة المحبّة والشركة مع اخوته الرّهبان والقدّاس الالهيّ، متشوقا دوما الى اللّقاء بالحبّ الالهيّ. كانت حياته فعل شكر وتقدمة مقدّسة لله .
* لم يتراجع يوما ولم تهزّه الرياح العاتية التي عصفت بلبنان ابّان الحرب العالميّة الاولى،
بل حمل الصليب ناكرًا ذاته وتابعا معلّمه، واضعا ثقته فيه من دون تردّد أو خوف. تجرّد من كل ما يعرقل وصوله الى النّور الحقيقي.
من الخوارق التي نسبت إليه
أنه ظهر يومًا في الحلم للسيدة ماري نعمه من الشياح وبعد أن عرّفها عن نفسه أشار إليها بأن تأخذ ابنها جوني، المصاب برمد حاد كاد أن يودي بنظره، وتصعد به إلى كفيفان حيث جثمانه. وعند وصولها مع ابنها إلى الدير مررتْ يد جثمان الأخ اسطفان على عيني ابنها وللحال زال الاحمرار وشفي.
بتاريخ ٢٧ /١١/ ٢٠٠١ تقدمت الرهبنة اللبنانية بملف عن فضائله الى الكرسي الرسولي والتمست تكريمه .و صدر الأمر بإقفال المدفن بالشمع الأحمر والامتناع عن مس الجثمان.
بتاريخ ١٧/ ١٢ /٢٠٠٧ أعلن قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر البار الأخ اسطفان مكرّمًا ، وهو الرابع بعد اخوته أبناء الرّهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، شربل ورفقا ونعمة الله. وسمح بأن يجري احتفال تكريمه في قريته لحفد .
* كتب الأب أنطونيوس نعمه رئيس الدير، بعد وفاته،
ما يلي: غادر هذه الفانية نهار لثلاثاء الساعة الرابعة مساء في الثلاثين من اغسطس سنة ١٩٣٨ الأخ اسطفان نعمه ، وكان أخا عاملا نشيطا غيورا على مصلحة الدير، مسالما، بعيدا عن الخصومات، قنوعا، فطنا بالأعمال اليدويّة، محافظا على واجباته ونذوراته، قائما بما عهد اليه حقّ القيام.
* من اقواله:
الله يرانى،
هنيئا لمن تزيّن بالعلم الذي يقود الى الله"
المحبّة لا تحتاج الى علم لأنّها من القلب تخرج