مغبوط من أقتنى وملك الطاعة المحقة الفاقدة من الرياء فإنه يشابه معلمنا الصالح الذي صار مطواعاً إلي الموت، فبالحقيقة مغبوط من فيه الطاعة فإنه يتحد بالكل بالمحبة
ويضاهي الرب ويصبر نظيره في الموت، من فيه الطاعة فقد أقتني قنية جليلة وملك ثروة جسيمة، المطواع يرضي الكل وممدوح من الكل، يشرف من الكافة.
المطواع يستعلي سريعاً ويحصل في صنوف النجاح وشيكاً، المطيع يُنتهر فلا يجاوب، يُؤمر فلا يرجع، يُزجر فلا يسخط، معد لكل عمل صالح،
لا ينحدر إلي احتداد الغضب بسهولة، إن سمع كلاماً خارجاً لا ينزعج له، وفي الشتائم لا يضطرم غضبة، يسر بالأحزان، يشكر في الغموم، لا ينتقل من موضع إلي موضع، ولا يستبدل ديراً بدير.
إذا وعظ لا يحرد، يثبت في الموضع الذي دعي إليه، لا يمسك بالضجر، لا يحتقر الأب، ولا يستصغر الأخ، لا ينحني للتطواف حول صقع الدير، ولا يسر بالنياحات، ولا يلتذ بالأماكن،
ولا يطرب بالأهوية بل كما يأمر الرسول القديس الموضع الذي دعي إليه يثبت فيه، فثمار الطاعة كثيرة بالحقيقة فمغبوط من أقتناها.