فرأى يسوع أمه وإلى جانبها التلميذ الحبيب إليه. فقال لأمه: (( أيتها المرأة، هذا ابنك )).ثم قال للتلميذ: (( هذه أمك )). و منذ تلك الساعة استقبلها التلميذ في بيته(يو 19 /27)
أطلب النعمة الإلهية ? المقالة الخامسة - التوبة ? القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو ترفقوا بالخطاة!
القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو ترفقوا بالخطاة!
يسوع يعينك:
إن كنت عاجزًا عن الاقتداء بهذه المرأة (الخاطئة)، فإن الرب يسوع، يعرف أيضًا كيف يعين ضعفك، حين لا يوجد من يهيئ وليمة. أو يحضر لك طيبًا تقدمه إذ يعطيك ينبوع ماء حي. إنه هو بنفسه سيذهب إلى قبرك.
لتهب لي يا رب أن تأتي إلى قبري، فتسكب الدموع عليّ، حيث جفت عيناي ولم تعودا قادرتين على سكب دموعٍ كهذه من أجل معاصي. إن بكيت يا رب عليّ (كما على لعازر) فسأُنقذ?
أنت تدعوني من قبر جسدي هذا، قائلاً: ?هلم خارجًا?، حتى لا يعود تفكيري ينحصر في حدود جسدي هذا الضيق، بل يخرج نحو المسيح ويحيا في النور، فلا أعود أفكر في أعمال الظلمة بل في أعمال النور?
|
![cdata[>
|
![cdata[> |
إننا قد نسب طمع الآخرين، لكن لنتأمل إن كنا لم نطمع قط. وإن كان فينا طمع أو حب للمال، فإنه أصل لكل الشرور، يعمل في أجسادنا كالأفعى المخفية في وكرها. لذلك ليقل كل منا ?(ثامار) أبر مني? (تك 38: 26)?
عندما نحتد بشدة على أي إنسان، يكون ذلك العلماني أقل تهورًا مما ارتكبه الأسقف. لذلك علينا أن نتمعن في الأمر قائلين بأن ذاك الذي انتهرناه أبر منا.
لأنه متى قلنا ذلك نكون قد حفظنا أنفسنا مما يقوله لنا الرب يسوع أو أحد تلاميذه: ?لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك. وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها؟? يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينك، وحينئذ تبصر جيدًا أن تخرج القذى من عين أخيك? (مت 7: 3، 5).
لذلك ليتنا لا نخجل من أن نعترف بأن خطأنا أبشع من خطأ من نرى أنه مستوجب الانتهار. لأن هذا ما صنعه يهوذا الذي وبخ ثامار، فإذ تذكر خطيته قال:
?هي (ثامار) أبر مني? (تك 38: 26). لقد كمن في قوله هذا سرّ عميق ووصية أخلاقية، لهذا لم تحسب له خطيته. لقد أتهم نفسه قبل أن يتهمه الآخرون.
![cdata[>
فليتنا لا نضحك على خطية أحد بل نحزن، لأنه مكتوب: ?لا تشمتي بي يا عدوتي. إذا سقطت أقوم. إذا جلست في الظلمة، فالرب نور لي. احتمل غضب الرب، لأني أخطأت إليه حتى يقيم دعواي ويجري حقي.
سيخرجني إلى النور، سأنظر بره. وترى عدوتي فيغطيها الخزي القائلة لي: ?أين هو الرب إلهك. عيناي ستنظران إليها. الآن تصير للدوس كطين الأزقة? (ميخا 7: 8-10).
لم يقل هذا بلا جدوى، لأن من يشمت بالساقطين، إنما يكون قد سُرّ بانتصار الشيطان. لذلك بالأحرى لنا أن نحزن عندما نسمع عن هلاك شخص مات المسيح لأجله.
لمجده تعالى