لأن الذي يريد أن يخلص حياته يفقدها. و أما الذي يفقد حياته في سبيلي فإنه يخلصها (لو 9 /24)
كيف تعامل السيد المسيح مع عبد الماضي - الأب متى شفيق
كيف تعامل السيد المسيح مع عبد الماضي
فَدَنا إِليه تَلاميذُ يُوحنَّا وقالوا لَه ((لِماذا نَصومُ نَحنُ والفِرِّيسيُّون و تَلاميذُكَ لا يَصومون؟
فقالَ لَهم يسوع: ((أَيَسْتَطيعُ أَهْلُ العُرسِ أَن يَحزَنوا ما دامَ العَريسُ بَيْنَهُم؟ ولكِن سَتَأتي أَيَّامٌ فيها يُرفَعْ العَريسُ مِن بَيْنِهم، فَحينَئذٍ يَصومون.
ما مِن أَحَدٍ يَجعَلُ في ثَوبٍ عَتيقٍ قِطعَةً مِن نَسيجٍ خام، لأَنَّها تأخُذُ مِنَ الثَّوبِ على مِقْدارِها، فيَصيرُ الخَرقُ أَسوَأ ولا تُجعَلُ الخَمرَةُ الجَديدَةُ في زِقاقٍ عَتيقة، لِئَلاَّ تَنْشَقَّ الزِّقاقُ فَتُراقَ الخَمرُ وتَتلَفَ الزِّقاق، بل تُجعَلُ الخَمرَةُ الجَديدَةُ في زِقاقٍ جَديدة، فَتَسلَمُ جَميعاً(مت 9: 14 ? 17 )
من هو عبد الماضي ؟ هو نموذج لكل من يتخذ نفس موقف تلاميذ يوحنا في هذا النص (مت 9: 14 ? 17 )، يسألون: لِماذا نَصومُ نَحنُ والفِرِّيسيُّون و تَلاميذُكَ لا يَصومون؟
نلاحظ ان سؤال عبد الماضي مبني على مقدمة وهي ممارسة الصوم من قبل تلاميذ يوحنا وايضا الفريسيين اما تلاميذ المسيح فلا؟ وهنا يظهر أن الأكثرية تصوم (نحن وهم) والاقلية (انتم) لا تصوم.
حيث إنهم تلاميذ ، كان من المتوقع، ان يسألوا عن معنى الصوم وأسبابه وضرورته و ... الخ، مظهرين الرغبة في التعلم! ولكن السؤال هنا هو سؤال تبعية وليس سؤال تلمذة !
لقد تبع المسيح جماهير غفيرة وهتفوا له واعلنوه ملكا
آلاف من البشر نالوا شفاءات
ربوات الالوف شاهدوا المعجزات اوكانوا طرفا فيها
ملايين سمعت تعاليم المسيح وفرحت بها
ولكن فقط اثنى عشر تتلمذوا على يده !
فالتلمذه ليسوع المسيح تطلب اولا ان يتحرر التلميذ من تأثير العالم (الأغلبية أو رأي الأكثرية) وقوة دفع الزحام. المسيح معلم محرر للتلميذ الذي يقبل الحرية .
في عالمنا المعاصر، هل هناك كثير من التابعين، أمثال عبد الماضي لم يختبروا حياة التلمذة على يد المعلم يسوع المسيح. اختاروا تجمعا من البشر وانضووا فيه ليشعروا انهم فقط (كاخرين) ليسوا غرباء عن العالم ! اصبحوا حناجر بلا أصوات. فهذا النوع من التبعية تفرض خوف من الناس لا من الله!! فهي تستمد الايمان من خضوع الاكثرية (القطيع ). كلما ازداد عدد الاتباع ازدادت قدرتها على ترسّخ قيم اللاتجديد وعلى تكرّس الاستلاب الكامل للذات. تتوتر امام الازمات التي تظهر نقصا او ضعفا في جماعته. تتخلى عن قيمها وتتبنى ما تحولت الاكثرية اليه.
ادعوكم لنتعرف على السيرة الذاتية (C V) للاخ عبد الماضي:
1. باحث جاد عن الأمان في دروب السلف الصالح!
2.خبير في اجترار معارف السابقين وترديد اقاويل قادة القطيع الحاليين وسبغها بطابع الحكمة.
3. نتيجة خبرته الطويلة في الاجترار لم تعد له مطالب بل لديه حالة اكتفاء.
4.مهارة عالية في صياغة الشعارات وإطلاق صفات مطلقة على المعرفة المجترة.
5. توقف النمو المعرفي عنده فمن السهل استخدامه.
6. قابليته عالية على تشرّب كل ما يمجد الماضي ويلعن الحاضر.
7. لديه حنجرة قوية نقية تساعده على ترديد الاصوت.
8. وان بدى في ريعان الشباب ستتأكد من اول لقاء ان عمره 40 قرنا من الزمان.
9.مارس عملية إخصاء الذات ففقد القدرة على الإنجاب (الابداع) .
10. يفضل مساكن الايواء ليسكن في ظل قصور بناها الأجداد.
11. مهمته مقدسة : حراسة فكر الأجداد!!
12. يتمسك بالشكليات ليضمن دوام على عضويته في القطيع.
13.عمل كمحرر لجريدة (أغاني الاطلال) لعقود من الزمان
14. مؤلف كلمات الاغنية الشهيرة: "أنت مخطئة لذا انا مصيبة"
15. القدرة العالية على زراعة وهم التميّز الفكري في عقول الجهلاء.
أما كيف تعامل المسيح مع التابعين؟
- استدعاء الوعي : استدعى يسوع الوعي عندهم ((فقالَ لَهم يسوع: أَيَسْتَطيعُ أَهْلُ العُرسِ أَن يَحزَنوا ما دامَ العَريسُ بَيْنَهُم؟ ولكِن سَتَأتي أَيَّامٌ فيها يُرفَعْ العَريسُ مِن بَيْنِهم، فَحينَئذٍ يَصومون))
- تربية الوعي: دعاهم الي ترك القديم للقدماء وعليهم ان يتعاملوا مع العهد الجديد بلغة جديدة. فقال (( ما مِن أَحَدٍ يَجعَلُ في ثَوبٍ عَتيقٍ قِطعَةً مِن نَسيجٍ خام، لأَنَّها تأخُذُ مِنَ الثَّوبِ على مِقْدارِها، فيَصيرُ الخَرقُ أَسوَأ ولا تُجعَلُ الخَمرَةُ الجَديدَةُ في زِقاقٍ عَتيقة، لِئَلاَّ تَنْشَقَّ الزِّقاقُ فَتُراقَ الخَمرُ وتَتلَفَ الزِّقاق، بل تُجعَلُ الخَمرَةُ الجَديدَةُ في زِقاقٍ جَديدة، فَتَسلَمُ جَميعاً)) ضاربا مقارنة بين القديم والجديد ، القديم: التبعية (الانقياد الاعمى للماضي) والجديد: التلمذة ليسوع (القدرة الخلاصية المحررة)