"أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضا لان المحبة هى من الله و كل من يحب فقد ولد من الله و يعرف الله و من لا يحب لم يعرف الله، لان الله محبه ... ليس اننا نحن احببنا الله بل انه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا" يوحنا 4/7-16
المعجزات في الكتاب المقدس - دفع يسوع جزية الهيكل
دفع يسوع جزية الهيكل
نصّ الإنجيل
لمّا رَجَعَ يسوعُ وتلاميذُهُ إلى كفرناحوم، دَنا جُباةُ الدِرهَمَيْنِ إلى بُطرُس وقالوا لـهُ: "أما يُؤَدّي مُعَلِّمُكُم الدِرهَمَيْن ؟ " قال : " بَلَى " .
فلَمّا وَصَلَ يسوعُ إلى البَيتِ، بادَرَهُ بقَولِهِ : " ما رأيُكَ يا سِمعان ؟ مِمَّنْ يأخُذُ ملوكُ الأرضِ الخَراجَ أو الجِزية أمِنْ بَنيهِم أمْ مِنَ الغُرَباء " فقال : " مِنَ الغُرَباء ". فقالَ لهُ يسوع : " إذاً فالبَنونَ مُعْفَون. ولَكِنْ لا أُريدُ أن نُريبَهُم، فاذهَبْ إلى البَحْرِ وأَلقِ الشَصَّ، وأمسِكْ أوّلَ سَمَكَةٍ تَخرُجُ، وافْتَحْ فاها تَجِدْ فيهِ إستاراً، فخُذْهُ وأدّهِ لهُمْ عنّي وعَنكَ ". (متّى 17/24-27)
الجِزية لصالح الهيكل
كان الهيكل في أورشليم يحتاج إلى مؤازرة المؤمنين الماليّة لسدّ حاجاته الماديّة الكثيرة. ولذلك فرضت الشريعة اليهوديّة على كلّ رجلٍ جاوز العشرين من عمره أن يدفع كلَّ سنة مبلغاً من المال لخدمة بيت الله. وكان اليهود يدفعون هذه الجزية بطيبة خاطر.
كانت الجزية زهيدة، قيمتها درهمان فقط. ومع ذلك فإنّها كانت تُحقّق لبيت الله مالاً وافراً بسبب كثرة عدد المكلّفين من الرجال. ورأى الجُباة يسوع مع تلاميذه يسير في أحد شوارع كفرناحوم فسألوا بطرس ما إذا كان يسوع يدفعُ الجزية للهيكل.
الأبناء مُعفَون من الجزية
اطّلع يسوع على سؤال الجُباة فقال لبطرس : " هَل الملوك يفرضون الجِزية على أبنائهم ؟ كلاّ ! فالأبناء مُعفَون منها ". كان هذا الكلام إشارةً إلى أنّ يسوع هو ابن الله، وهو سيّد الهيكل، فهو مُعفى من الجزية المفروضة على أفراد الشعب.
ومع ذلك فقد رضيَ أن يدفعها خشيةَ أن يظهر أمام الناس بمظهر اللاَّمبالي بحاجات بيت الله. وهذا ما يثير الشكوك في قلوبهم. فصنع معجزة وجود الإستار في فم السمكة، فتمكّن بطرس من دفع الجزية عن يسوع وعنه.
عادة مؤازرة بيت الله
إنّ عادة مؤازرة بيت الله قد احتفظ بها المسيحيّون منذ نشأة الكنيسة لمساندتها ومساعدة أبنائها الفقراء، (أعمال الرسل 2/44-45) لكنّ الكنيسة لم تحّدد مبلغاً من المال تفرضه على المسيحيّين، بل اكتفت بما يجودون به عليها. والمسيحيّون يدفعون إجمالاً بطيبةِ خاطر المال الكافي الذي يُغطّي نفقات الكنيسة، إذ إنّهم على يقين أنّ تبرّعاتهم تُصرف في موضعها، فتؤمّن الخدمات الدينيّة التي يحتاج إليها بيت الله.
التطبيق العملي
1- أدّى يسوع مؤازرته لبيت الله. إنّ مثل يسوع دفع الكثيرين من المسيحيّين في جميع البلاد، وفي جميع القرون، إلى التكاتف على بناء بيوت الله وإلى تزيينها وخدمتها بكرمٍ فيّاض وقلوبٍ مؤمنة.
إنّ عادة التبرع لبيوت الله لا تزال قائمة حتّى اليوم، وهي تختلف من بلدٍ إلى آخر، وَفْقَ النظام الكَنَسي المُتّبع. ففي بعض البلاد تكون التبرّعات سرّية، وفي بعضها الآخر تُنشر في المجلاّت الراعويّة.
2- إنّ الكنائس الكبيرة التي نُصادفها في معظم عواصم المدن قد بناها الملوك المسيحيّون. ولكنّ هناك كنائس أخرى لا تقلّ عنها عظمةً وجمالاً قد بناها المسيحيّون بتبرّعاتهم الخاصَّة. ولم يكونوا كلّهم من الأغنياء، بل كانوا كلّهم كرماء في سبيل مجد الله.
3- إنّ مَثَل هؤلاء المسيحيّين يدفعنا نحن أبناءَهم إلى أن نقتديَ بهم ونتبرَّع لبيوت الله على قَدْرِ طاقتنا. ولنذكرْ أنّ الكنيسة تصلّي يوميّاً لأجل الذين يؤازرونها بأموالهم أو خدماتهم. فكُنْ أيّها المسيحي واحداً من هؤلاء الأبناء الكرماء.