أحبب الرب إلهك بكل قلبك و كل نفسك و كل قوتك و كل ذهنك و أحبب قريبك حبك لنفسك (لو 10 /27)
القمار سلوك خطير والإدمان عليه أخطر
القمار سلوك خطير والإدمان عليه أخطر
عماد عباس
القمار ظاهرة أشد فتكاً وسلباً من بقية الظواهر السلبية الأخرى في المجتمع
وانحلاله وتدميره بعد تدمير الفرد المقامر بيولوجياً وسيكولوجياً ومادياً
وأخلاقياً ...مع ملاحظة أن هناك بعض الأفراد يتخذون الرهان في بعض
المناسبات من باب التسلية والمرح وهؤلاء لا يدخلون في فئة المدمنيين على
القمار...
فالمقامر المدمن هو الذي انحرف عن جادة الصواب وتولدت عنده روح النزعة
الفردية في امتلاك المال والاستحواذ عليه ومحاولة إعادة الكرات للعب
بالقمار مهما خسر من مال وو.. أملاً في أن يربح لكنه يبقى خاسراً
...خاسراً....وإن ربح مالاً ألم يخسر دينه الذي حرم القمار ألم يخسر
الفضيلة وركض خلف الرذيلة والحرام.
فالمقامر ما أن جلس على طاولة القمار لا يفكر إلا بالليرة التي في جيبه
كيف ستتحول إلى ألف ليرة ...فالمقامر شخص بترنفسه عن أسرته ومجتمعه وسار
يزهو بأحلام كاذبة وزائفة ... بهذا يكون المقامر قد دمر حياته وأسرته
ودمار الأسرة يعني بداية الطريق لدمار المجتمع على اعتبار الأسرة هي
الركيزة الأساسية للمجتمع ... فالإدمان على القمار يعني ضياع الفرد لماله
بطريقة محرمة شرعاً وقانوناً وعرفاً وصولاً إلى ضياع بعد الرخيص الغالي في
سبيل إرضاء أهوائه الشيطانية.
فالمقامرون كلهم يحملون في سوق أوهامهم أنهم يربحون لكنهم سالبورن أموال
الغير بالنهاية يجد المدمنون أنفسهم وحيدين منعزلين مع القمار جنتهم
المزعومة حسب نفوسهم المدمنة الذي سيحقق لهم أحلامهم الواهبة أن السماء
ستمطر ذهباً لذا المدمنون على القمار وتفكيرهم هذا أصبح مزروعاً في نفوسهم
بذور طريق الضياع والانحراف....
لكن عندما يعود المقامرون لرشدهم يدركون الحقيقة بأنهم كانوا يطؤون على
دروب الشوك وهم حفاة ولكن الوقت يكون قد فات.
القمار مرض خبيث إذا لم يتدارك يؤدي إلى الدمار:
فالمقامر جشع حبه للمال لا يضاهيه حب يهون عليه كل شيء حتى الغالي في سبيل
المال فهو زاهد بالمال ويستلذ في تبديده على مائدة القمار يعيش حالة إدمان
رهيبة يكنز المال ويزهد به ليبدده على طاولة القمار ....
لايلعب ليربح ولا يلعب ليخسر وإنما هدفه فقط إرضاء شهواته في اللعب فهو يلعب ويلعب ويلعب لا لغاية يطلبها ....
فالقمار مرض ومرض خطير وأشد خطراً من إدمان المخدرات.... والإدمان عليه
علة وسقم كالمرض الخبيث في الجسد إذا لم يستأصل يفتك بالجسد كله حتى
الموت... فالقمار مثل أي مرض عقلي فضلاً عن كونه مرضاً نفسياً أثبت علماء
النفس بالتجربة والاختبار هو ألم نفساني حيث أن 75% من المصابين به ثبت
بعد الفحوص أنهم يعانون من الكآبة التي تجعلهم مرشحين للانتحار...
فالقمار يؤثر على الجهاز العصبي للمقامر وعلى دورته الدموية وهناك بعض
الحالات أظهرت أن كثيراً من المقامرين ماتوا نتيجة اصابتهم بجلطات دماغية
وقلبية وهم على طاولات الشيطان.....
ومن هنا يجب توعية أفراد المجتمع بكافة شرائحه من خطر الانزلاق في براثن
القمار فهذا المرض المؤدي إلى الهستيريا والجنون والهلاك... هو أقسى من أي
مرض فتّاك إذا كان المرض الخبيث يفتك بالشخص ذاته فالقمار مرض خبيث من نوع
آخر فهو يفتك بالفرد والأسرة والمجتمع....
يجب أن نتسلح بالدين وبالأخلاق وبالمعرفة لدحر هذا السلوك الاجتماعي الغريب عنا