يا قليل الإيمان، لماذا شككت ؟ ( مت 14 /31)
عن حياة القديسة ريتا - مقالة ثانية
إن والديّ ريتا المتواضعين كانا يعيشان في روكابورينا، وهي ضيعة صغيرة متواضعة من منطقة كاشيا، وكان جيرانهم يسمّونهم:
"الداعيان لسلام المسيح" لأنهما كانا يقومان بمهمة السلام والاحسان بين اخوانهم: لذا كانوا يلجأون اليهم في تهدئة الحقد والخلافات، لكنّ حياتهما كانت هادئة دائماً تشوبها مسحة حزن لعدم وجود أولاد في منزلهما، رغم كل صلواتهما وتوسلاتهما الى الربّ.
ولكن الله استجاب أخيراً هذا الطلب، ومكافأة لإيمانهما رُزق الابوان المسنّان ابنة دعيت مارغريتا (ريتا للتحبّب) وكان ذلك في ربيع سنة 1381. يُحكى أن في يوم من الايام وبينما كانت الطفلة نائمة في سريرها حامت حول فمها نحلات بيضاء وأنزلت قطرات العسل بين شفتيها.
امتازت ريتا بخضوعها وطاعتها وبعاطفة رقيقة. أجبرها والداها على الزواج من شاب لم يكن على شيء من أخلاقها النبيلة ولا من رزانتها وحشمتها. صلّت ريتا كثيراً لإهتداء زوجها وتحمّلت بصبر جميل وسكوت حدة طبعه وشراسة أخلاقه. من هذا الزواج رزقها الله ولدين فقبلتهما ككنز ثمين وصلّت لأجلهما كثيراً خوفاً من أن يرث طفلاها ميول والدهما، وكانت تزيد في الاصوام والتقشفات وتعمل على زرع بذور الفضائل في قلبهما. الى ان رجع زوجها الى الله وأصبح يعيش عيشة مسيحية فاضلة. ذات مساء بينما كانزوجها عائداً من كاسيا هاجمه اعداؤه السابقون وقتلوه فقرّر ولداه الانتقام لوالدهما.
وبما أنّ ريتا كانت تفضّل خلاص ولديها الابدي على حياتهما الزمنية طلبت من يسوع المصلوب أن يأخذهما بريئين بدلاً من أن ينقادا يوماً الى الشرّ. مرض ولداها الواحد بعد الآخر وماتا بعد سنة واحدة من موت أبيهما.ودّعت ريتا هذا العالم بعد وفاة ولديها وذهبت تقرع باب راهبات القديسة مريم المجدلية الاوغسطينيات وبيّنت رغبتها الحارة في الدخول في رهبنتهنّ، فرُفض طلبها مرتين.
إن والديّ ريتا المتواضعين كانا يعيشان في روكابورينا، وهي ضيعة صغيرة متواضعة من منطقة كاشيا، وكان جيرانهم يسمّونهم "الداعيان لسلام المسيح" لأنهما كانا يقومان بمهمة السلام والاحسان بين اخوانهم: لذا كانوا يلجأون اليهم في تهدئة الحقد والخلافات، لكنّ حياتهما كانت هادئة دائماً تشوبها مسحة حزن لعدم وجود أولادفي منزلهما، رغم كل صلواتهما وتوسلاتهما الى الربّ. ولكن الله استجاب أخيراً هذا الطلب، ومكافأة لإيمانهما رُزق الابوان المسنّان ابنة دعيت مارغريتا (ريتا للتحبّب) وكان ذلك في ربيع سنة 1381. يُحكى أن في يوم من الايام وبينما كانت الطفلة نائمة في سريرها حامت حول فمها نحلات بيضاء وأنزلت قطرات العسل بين شفتيها.
امتازت ريتا بخضوعها وطاعتها وبعاطفة رقيقة. أجبرها والداها على الزواج من شاب لم يكن على شيء من أخلاقها النبيلة ولا من رزانتها وحشمتها. صلّت ريتا كثيراً لإهتداء زوجها وتحمّلت بصبر جميل وسكوت حدة طبعه وشراسة أخلاقه. من هذا الزواج رزقها الله ولدين فقبلتهما ككنز ثمين وصلّت لأجلهما كثيراً خوفاً من أن يرث طفلاها ميول والدهما، وكانت تزيد في الاصوام والتقشفات وتعمل على زرع بذور الفضائل في قلبهما. الى ان رجع زوجها الى الله وأصبح يعيش عيشة مسيحية فاضلة.
ذات مساء بينما كان زوجها عائداً من كاسيا هاجمه اعداؤه السابقون وقتلوه فقرّر ولداه الانتقام لوالدهما.
وبينما كانت ريتا في احدى الليالي غارقة في التأمل سمعت صوتاً يدعوها لتنهض فاعتقدت بأنه حلم، فرأت في هذا الظهور شفعاؤها القديسون: يوحنا المعمدان، أغسطينوس ونيقولا. فطلبوا منها أن تتبعهم الى أن وجدت نفسها داخل دير القديسة مريم المجدلية رغم ان الابواب كانت مغلقة.
كم من مرة ساعدت يدها الحنونة او كلماتها الرقيقة المرضى والبؤساء على تحمل مصائبهم. كانت تنحني على المرضى لتغسل وتضمد قروحاتهم النتنة. وكانوا ينتظرون زياراتها كملاك آت من السماء. كانت تعطف على جميع المحتاجين وتوزّع عليهم الخبز أو الكلمة الحلوة على بوابة الدير. وبعد موتها ظل الفقراء يطرقون باب الدير ويطلبون الخبز باسم القديسة ريتا.
كانت ريتا مرة جاثية أمام صورة المصلوب فتوسلّت بحرارة الى المعلّم الإلهي لكي يشركها في أوجاعه، وللحال انتُزعت شوكة من اكليل المصلوب وأتت وانغرست عميقاً في جبينها وأذاقتها ألماً شديداً. وحملت هذا الجرح الشديد الألم مدة خمسة عشرة سنة. وفاح عرف قداستها في الدير وفي كاسيا وانتشرت أخبار فضائلها وعجائبها في جميع الأرجاء.
سمحت الرئيسة لريتا بالذهاب الى روما بناء على طلبها. طلبت القديسة من يسوعها بايمان أن يخفي جرح جبينها الى ان تعود من روما دون أن يزيل ألمه عنها فاختفى الجرح وبقي الألم.
بقيت ريتا مطروحة الفراش مدة أربع سنوات. فتحملّت أوجاعها بصبر مثالي، وبناء على طلبها أوتيَ بورود من حديقة بيتها في روكا بورينا، هذه الورود التي ازهرت اثناء الشتاء وتحت الثلوج. فقبلت بابتسامة هذه الهدية الرمزية التي أهداها اياها الرب. فكان هذا طلبها الاخير على هذه الارض.
في مساء 22 ايار 1457 أسلمت ريتا روحها الى الله وهي تردّد بحنان اسم العذراء مريم ويسوع. وتهافت الشعب المؤمن وهو يصرخ: "لقد ماتت القديسة"!
لا يزال جسد القديسة ريتا سالماً حتى يومنا هذا. وفي سنة 1628 أعلن قداسة البابا أوربانوس الثامن ريتا طوباوية. وفي عام 1900 أعلنها قداسة البابا لاون الثالث عشر قديسة ورُفعت على المذابح وانتشر اكرامها في العالم كله، وقد لُقبّت بشفيعة الامور المستحيلة والحالات اليائسة.