ومَن كانَ حَجَرَ عَثرَةٍ لِهؤلاءِ الصِّغارِ المؤمِنين، فأَولى بِه أَن تُعَلَّقَ الرَّحَى في عُنُقِه ويُلقى في البَحْر (مر 9 /42)
عيد الصعود المجيد - اليوم الأربعون من القيامة - للقمص مكسيموس وصفي
عيد الصعود المجيد
اليوم الأربعون من القيامة
للقمص مكسيموس وصفي
- مقدمة
" ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون. وأخذته سحابة عن أعينهم. وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس أبيض. وقالا أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء. إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا إلى السماء- حينئذ رجعوا إلى أورشليم من الجبل الذي يدعى جبل الزيتون الذي هو بالقرب من أورشليم " (أع 1).
فإذ قد سبقت السماء حاملة إلى الأرض البشارة المفرحة بنزول المسيح إليها وتجسده و تأنسه، فاليوم نزف إلى السمائيين بشارة فرح وابتهاج بقيامة الرب من الأموات وصعوده إلى السماء.
فأي شكر وتسبيح نقدمه لمخلصنا في هذا اليوم، الذي أقام طبيعتنا و أصعدنا معه، ذاك الذي في صعوده حملنا معه واجتاز السموات ورفع في المجد.
وعيد الصعود أو خميس الصعود من الأعياد السيدية الكبرى، ويعد مجد الأعياد لأن فيه صعد الرب بمجد عظيم إلى السماء أمام تلاميذه بعد أن أكمل تدبير الفداء والخلاص.
وتحتفل الكنيسة بالعيد حسب أوامر الرسل الأطهار إذ جاء في أقوالهم:
"ومن أول يوم الجمعة الأولى أحصوا الأربعين يوما إلى خامس السبوت ثم اصنعوا عيد صعود الرب. الذي كمل فيه كل التدبيرات وكل الترتيب وصعد إلى الله الآب الذي أرسله وهو مزمع أن يجعل أعداءه تحت موطئ قدميه". (الدسقولية الباب 31 ص 167، والمجموع الصفوي ص 198).
- الطقس الكنسي وخميس الصعود
في هذا اليوم يكتمل أربعون يوما بعد القيامة لذلك المحتم أن يأتي الصعود يوم خميس وتشير القراءات إلى أحداث هذا اليوم حيث ظهور المسيح الأخير لتلاميذه بعد أن ظهر مرات عديدة خلال الأربعين المقدسة، ثم أخذهم إلى بيت عنيا وباركهم، ومن بيت عنيا إلى جبل الزيتون القريب منها وعلى هذا الجبل كان الصعود.
- الصعود تاج الأعياد
تنحصر كتابات القديسون الأوائل بالتأملات الروحية حول هذا العيد. فقد مدحه القديس إبيفانيوس
( 320-403م) قائلا: "إن هذا اليوم هو مجد بقية الأعياد وشرفها، لأن الرب أكمل في هذا اليوم عمله الراعي العظيم بمحبته للخراف".
ويمدح القديس ساويرس الأنطاكي
(459-536م ) ، هذا العيد كأَجل الأعياد إذ يقول:
"إني احتفل بتقاليد الرسل القديسين التي سلمها لنا أعمدة الكنيسة كميراث أبدي لا يفنى بعد أن تسلموها كل واحد بدوره كما يتسلم الابن من أبيه، وهذه تمت على أيديهم وأزهرت في الكنيسة، ومن بين هذه التقاليد التي استلمناها ما تنادي به الكنيسة اليوم لتعلمنا به أن المسيح لأجلنا صعد إلى السموات".
وفي تأملات القديس يوحنا فم الذهب (347-407م)، عن هذا العيد إذ يشرح نبوة داود النبي ويقول:
"في صعود المخلص رافقته مواكب الملائكة ورؤساء الملائكة بالتسابيح وحولهم ضياء عظيم في نور ومجد لا يوصف، وعندئذ هتف الروح القدس آمرا القوات السمائية قائلا... ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم ليدخل ملك المجد ".
والسيد المسيح الملك الظافر الممجد في السماء والأرض في أحد الشعانين دخل السيد الظافر أورشليم الأرضية، واليوم في صعوده يدخل غالبا أورشليم السمائية،
كان في أحد الشعانين راكبا على جحش واليوم راكبا على السحاب، دخل أولا وسط تسابيح الشعب واليوم تستقبله الملائكة بالتسابيح أولا كانوا يصرخون خلصنا واليوم يهتفون خلصتنا، دخل أولا هيكل الذبائح واليوم يدخل بذبيحته القديسون،
أولا دخل ليتألم
واليوم دخل إلى مجده في السموات.