فإن أحببتم من يحبكم فأي فضل لكم ؟ لأن الخاطئين أنفسهم يحبون من يحبهم (لو 6 /32)
قصةوعبرة : من أجلك أنت
من أجلك أنت
أنه بيديه المثقوبتين هز الأمبراطوريات من أساسها وتحكم بأحداث التاريخ-الأديب جان بول ريتشو
اكتشف فى عهد أحد القواد الأوروبيين خيانة أحد ضباط جيشه و بعد المحاكمة وقع القائد وثيقة إعدام الضابط جاءت زوجة الضابط و ركعت أمام الضابط قائلة "أتوسل إليك يا سيدى أن تعفو عن زوجى"
فأجابها القائد قائلا "زوجك خائن للوطن و لن أعفو عنه و غدا عندما جرس الكنيسة فى الساعة السادسة صباحا سيموت زوجك رميا بالرصاص "
وفى الفجر . . . . كان شبح الزوجة التعسة التى مزق الحزن قلبها يسرع الخطى نحو الكنيسة و أخت تصعد إلى أعلى برج الكنيسة حتى وصلت إلى الجرس
و فى السادسة صباحا و عندما جاء خادم الكنيسة العجوز (و كان فاقد البصر و السمع) ، وأمسك بحبل الجرس، وضعت الزوجة يديها بين لسان الجرس و جانبيه ، وبدلا من أن يدق اللسان جانبى الجرس دق يديها الرقيقتين و سحقهما ، و لم يُسمع للجرس صوت أستمر الجرس يسحق يديها لمدة خمس دقائق ، و لم يترك منها إلا شرائح منسرة من اللحم و الدماء .
و فاضت دموعها على خديها فى آلامها المبرحة ، و لكنها كانت تتحمل كل ذلك من أجل زوجها . . .
و لما انتهى الخادم العجوز من دق الجرس ، نزلت مسرعة و الدماء تنفجر من يديها وذهبت إلى القائد الذى حكم بموت زوجها ، ومدت أمامه يديها المسحوقتين تقطران دما و قالت له :
ألا تسامح زوجى لأجل هاتين اليدين ؟
فبكى القائد وأجابها :
أيتها المرأة ، عظيمة هى محبتك ، و من أجل محبتك إذهبى مع زوجك فى سلام
أن الصليب ليس مكانا ساكنا عُلق عليه يسوع فى إحدى الأيام ، بل هو قاعدة حركة قلب الرب نحو البشرية كلها بالرغم من أن البشرية كلها كانت فى موقف هذا الضابط الخائن ، و إستحقت حكم الموت
فقد خانت و تعدت على حقوق الله و كسرت وصاياه و سقطت فى الخطية التى أجرتها الموت
لكن الرب يسوع له المجد توسط بينك و بين عدل الله و سُمرت يداه و رجلاه على الصليب نيابة عنك
مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا أش 53:5
من اجل يدى الزوجة الممزقتين ، سامح القائد الضابط الخائن ، و نحن نلنا الخلاص بيدى يسوع الممزقتين على الصليب
تأمل أنت أيضا فى يدى يسوع المثقوبتين الممزقتين لأجلك . . .
إنهما اليدان اللتان طهرتا البرص و أقامتا الموتى ووهبتا البصر للعميان
هاتان اليدان انسحقتا فوق الصليب و إحتملتا آلاما مبرحة لكى تُخلصك من خطاياك .
إخترقا المسمارين يدى الرب يسوع فى موضع مرور العصب الأوسط فى كل يد ، ولأنه من أعصاب الحس ، فلنا أن نتخيل مقدار الآلام التى شعر بها الرب يسوع له المجد عندما طرحوه على الأرض و دقوا مسمارى اليد .
و لكى يلتقط يسوع أنفاسه و هو مُعلق على الصليب كان يضغط بكلتا قدميه مرتكزا عليهما إلى أعلى رافعا جسده المنهك فى كل حركة شهيق وزفير لكى تتم عملية التنفس ، و كانت المسامير تدور داخل اليدين فى كل مرة ...
يقول أحد القديسين : آه لو علم يوحنا قيمة الدم المتفجر فى أثر المسامير ، إكليل الشوك و الحربة ، لحاول أن يجمعه ، ولم يدعه يتساقط على الأرض وكذلك لو علمت المجدلية لكفت عن الصراخ
وأسرعت لجمع الدم الذكى لغفران خطايا العالم كله.
و تقول إحدى القديسات : عندما أتأمل فى يدى ربنا يسوع المصلوب ، هاتين اليدين الإلهيتين
الداميتين وقد ثقبتها المسامير ، تجعل قلبى يقطر ألما اذ رأيت دمه الثمين يسيل على الأرض و لا يحاول أحدا أن يجمعه ، لذلك صممت أن أقيم دائما بالروح عند قدمى المصلوب لأتلقى ندى الخلاص الإلهى.
اذ محا الصك الذى كان ضدا لنا وقد رفعه من الوسط مسمرا إياه على الصليب 2كو2: