فلا تسودن الخطيئة جسدكم الفاني فتذعنوا لشهواته (رو 6 /12)
قصة وعبرة : صخرة لا تتحرك
صخره لا تتحرك
كان رجلا ينام ليلا في كوخه عندما امتلأت فجأة حجرته بالنور, وظهر له الرب , وقال الرب للرجل أنا لدى عمل لك لتؤديه ,
واراه الرب صخرة كبيرة أمام الكوخ , وراح الرب يشرح للرجل أنه عليه أن يدفع هذه الصخرة بكل ما لديه من قوة.
وهذا ما قد فعله الرجل , يوم بعد الآخر. لسنوات طويلة كان يكدح من شروق الشمس حتى غروبها , كان يضع كتفه بقوة على السطح البارد الضخم للصخرة التي لا تتحرك ,
وفي كل مساء كان الرجل يرجع لكوخه وهو حزين شاعراً أن يومه كله ضاع هباء. قرر إبليس أن يظهر في المشهد بوضع أفكار في ذهن الرجل الحزين: مثل " أنت ما زلت تدفع هذه الصخرة لمدة طويلة جداً ,
وهي لم تتحرك قيد أنملة. فلماذا تقتل نفسك من أجل هذا ؟
أنك لن تستطيع تحريكها. وهكذا أعطي الرجل الإحساس أن المهمة مستحيلة وأنه حتماً فاشل. وقال لنفسه " لماذا أنا أقتل نفسي من أجل هذا العمل؟
"أنا سأعمل ذلك في جزء من وقتي , باذلا أقل مجهود , وهذا سيكون كافياً بدرجة جيدة"
قرر الرجل في أحد الأيام أن يضع الأمر في صلاة خاصة ووضع أفكاره المتعبة أمام الرب . وهكذا صلي قائلاً "يارب أنا قد تعبت طويلاً في خدمتك, ووضعت كل قوتي لعمل هذا الذي طلبته مني . أنا لم أستطيع تحريك هذه الصخرة ولا قيد أنملة ! فلماذا أنا فاشل ؟
"واستجاب الرب في رحمة وحنان قائلاً " عندما طلبت منك أن تخدمني وقبلت أنت ذلك , أصبحت لك أن مهمتك هي أن تدفع هذه الصخرة بكل قوتك , وهذا أنت قد فعلته. ولم أذكر لك ولا مرة واحدة أنني أتوقع منك أن تحرك الصخرة . والآن أنت تأتي إلى معتقدا أنك قد فشلت.
ولكن هل الأمور حقيقية هكذا ؟ أنظر لنفسك . أن ذراعيك قويتان ذات عضلات,وظهرك صار بنيا ومستقيما كالوتد , ويداك امتلأتا بالقوة من الضغط المستمر عليهم, وساقاك قد صارتا قويتان , وفاقت قدراتك الآن ما كانت عيه بكثير من قبل .
ولكن دعوتي لك أن تكون مطيعاً وأن تقوم بدفع وبتدريب إيمانك وثقتك في حكمتي" في أوقات معينة, حينما نسمع كلمة من الله, نميل لاستخدام ذكائنا في فهم ورسم صورة لما يريده منا, بينما ما يريده الرب حقيقة هو ببساطة الطاعة والثقة فيه... وبكل وسيلة درب إيمانك على تحريك الجبال , لتدرك أنه سيبقي الرب وحده هو الذي يحركها فعلياً !