ونَحنُ آمَنَّا وعَرَفنا أَنَّكَ قُدُّوسُ الله (يو 6 /69)
استمرار مدمني الكحول بالتدخين يعيق الشفاء من الإدمان - الأخبار
استمرار مدمني الكحول
|
|
|
خلصت دراسة طبية أميركية إلى أن استمرار المدمنين على الكحول في عادة التدخين يعيق شفاءهم من الإدمان واستردادهم للقدرات الإدراكية.
وثبت علميا أن الإدمان المزمن طويل الأمد على الكحول بالكميات التي يتعاطاها المدمنون يؤدي إلى شذوذ في الإدراك وكيمياء وبنية الدماغ ودورته الدموية.
وقد يظهر أن المدمنين يؤدون أعمالهم بشكل طبيعي, لكن الاختبارات العقلية "الإدراكية" تفصح عن شذوذ أو "قصورات صريحة" ويؤيد ذلك فكرة أن الإدراك المتدهور بسبب الإدمان لابد أن يتحسن لدى إقلاع المدمنين عن تعاطي الكحول.
تأخر
لكن د. تيموثي دورازو وفريق بحث إدارة المحاربين القدماء بسان فرانسيسكو وجدوا أن التعافي الإدراكي قد يتأخر بسبب تدخين التبغ على الأقل بالشهر الأول للامتناع عن الكحول.
وكشفت دراسة منشورة بالعدد الحالي من نشرة "الإدمان الكحولي.. البحث الإكلينيكي والتجريبي" أن التدخين يتداخل مع الأيض الغذائي المتصل بتعافي الدماغ وتحسن الإدراك. وقام الباحثون بتقييم حالات 25 مدمنا منهم 14 مدخنا و11 غير مدخن.
وباستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، تفحص الباحثون أدمغة المدمنين بحثا عن مادة "أسيتيل أسبارتيت-ن" المسؤولة عن حيوية الخلايا العصبية، ومادة الكولين المسؤولة عن صحة أغشية الخلايا.
وأجريت القياسات بعد سبعة أيام و35 يوما من بدء الامتناع عن الكحول.
اكتشاف
وجد الباحثون أن مستوى تركز "أسيتيل أسبارتيت-ن" في المادة الجدارية البيضاء لأدمغة غير المدخنين قد ارتفعت في المتوسط من 28 وحدة بعد 7 أيام إلى 29 بعد 35 يوما من الامتناع.
بالمقابل انخفض متوسط مستوى تركز هذه المادة لدى المدخنين في نفس الفترة من 28 إلى 26.5 وحدة. كذلك وفي نفس الفترة، ارتفع متوسط مستوى تركز مادة الكولين لدى غير المدخنين من 4.5 إلى 5.2 وحدات بينما ثبت متوسط تركز المادة لدى غير المدخنين عند 4.7 وحدات.
ولاحظ الباحثون ارتباطا إيجابيا بين الزيادة في مستويات تركز مادتي "أسيتيل أسبارتيت-ن" والكولين وبين التحسن بمختلف مجالات الإدراك، بما فيها تنفيذ المهام والتعلم المكاني البصري والمهارات الحركية الدقيقة والتعلم اللغوي السمعي والذكاء العام.
نتيجة
وعقب شهر واحد من الامتناع عن الكحول، وجد الباحثون فروقا شاسعة بين المدخنين وغير المدخنين في أداء اختبارات الإدراك التي تقيس مهارات التعلم المكاني البصري والذاكرة.
وتعلل هذه الفروق بالمواد السامة الناجمة عن التدخين كأول أكسيد الكربون والذرات (الراديكالية) الحرة، مما يؤثر سلبا ?بشكل مباشر أو غير مباشر- على أنسجة الجهاز العصبي المركزي.
ومن أجل تعافي أسرع من الإدمان، توصي الدراسة المدمنين بالتوقف عن التدخين أيضا منذ بداية امتناعهم عن تعاطي الكحول.
وربما يكون شاقا أن يطلب من مدمن الكحول الامتناع عن الكحول والتدخين معا، في حين يشهد دماغه اختلالات كيميائية حادة في مرحلة مبكرة من العلاج والتعافي.
ويؤكد الباحثون على الترابط القائم بين التدخين والكحول، فتعاطي أحدهما يقوي الرغبة في الآخر.
وإذا أمكن لمدمن الاستغناء عن كليهما في نفس الوقت، فإن ذلك يعزز فرص التعافي التام لأن الشخص لا يتعاطى مادة تقوم بدور المحفز لاستعمال المادة الأخرى
مازن النجار