تَشْتاقُ و تَذوبُ نَفْسي إِلى دِيارِ الرَّبّ و يُهَلِّلُ قَلْبي و جِسْمي لِلإِلهِ الحَيّ (مز 84 /3)
الكحول الإتيلي - ب- Alcohol
الكحول الإتيلي Alcohol
( Ethanol )
تأثيرات الكحول على جسم الإنسان :
أولاً – تأثير الكحول على الجملة العصبية المركزية:
يثبط الكحول C.N.S بالآليتين التاليتين :
1. تثبيط نشاط الجهاز الشبكي الصاعد والتشكلات الشبكية.
2. تثبيط انتقال السيالة العصبية المحيطية حيث يثبت الغلاف ويعيق التبادل الشاردي على طرفيه .
يمر الشخص الكحولي لدى تناوله المشروبات الكحولية بالمراحل التالية:
1. مرحلة النشوة Euphoria : يكون فيها تركيز الكحول 25-50 ملغ/100 مل دم، ويؤمن هذا التركيز عن طريق تناول 500-1000 مل بيرة أو 25-50 مل ويسكي،وتتصف هذه المرحلة بشعور الشخص الكحولي بالارتياح والرضا النفسي ويبدأ بالتخلي عن التقيد بالآداب الاجتماعية ويصبح عنده استعداد لكثرة الكلام ( ثرثرة ) والمبالغة في الادعاءات بإمكانياته وقدراته ،إضافة إلى اشتداد المنعكسات الشوكية…
2. كما أنه يكثر في هذه المرحلة من الضحك أو البكاء.
3. مرحلة الاضطراب الحركي: ويكون فيها تركيز الكحول 100 ملغ/100 مل دم،ويؤمن هذا التركيز عن طريق تناول 2 لتر من البيرة أو 100 مل ويسكي، وعندها يصبح الكلام غير مفهوم والنطق غير واضح ( تلعثم ) ويضطرب لديه التحكم بالحركات الإرادية وتظهر الرأرأة الأفقية أو الشاقولية في العينين. ويرافق ذلك تغيرات في النشاط الكهربائي للدماغ، وعندما يصل التركيز إلى 150 ملغ/100 مل، وهذا ينجم عن تناول 3 لتر من البيرة أو 150 مل ويسكي؛ عندها تصاب المراكز العصبية العليا بالخمول ويفقد الإنسان السيطرة على الإرادة وتصبح حركاته لا إرادية ومضطربة وغير متزنة.
4. مرحلة الثمل الكحولي: ويتم الوصول إليها عندما يبلغ تركيز الكحول 200 ملغ/100 مل دم،وعندها يصاب الشخص بحالة السكر أو الثمل الكحولي Drunk Man ويبقى محافظاً على وعيه ويستطيع الحركة.
5. مرحلة الخبل الكحولي Stupor: ويتم الوصول إليها عندما يصل تركيز الكحول إلى 300 ملغ/100 مل دم وذلك بتناول 6 لتر من البيرة أو 300 مل ويسكي، وتتميز بفقدان الوعي.
6. مرحلة السبات: مع تناول المزيد من الكحول يصل التركيز إلى 400 ملغ/100 مل دم،ويدخل الشخص في حالة السبات وهي المرحلة التي تتناسب مع التخدير العام؛ وهذا ما كان يلجأ إليه الجراحون عند إجراء العمليات الجراحية قبل اكتشاف المخدرات العامة.
7. الموت: عند وصول تركيز الكحول إلى 500-600 ملغ/100 مل دم، يحدث تثبيط تام للمراكز العصبية العليا في البصلة السيسائية مما يؤدي إلى حدوث الوفاة.
ثانياً – تأثير الكحول على الجهاز القلبي الوعائي :
في البدء وبالجرعات الصغيرة ينبه الكحول عضلة القلب فيتسرع القلب ويزداد حجم الحصيل القلبي،ويعلل ذلك نتيجة حدوث فعل انعكاسي ناجم عن توسع الأوعية بشكل عام ومنها الأوعية الإكليلية وكذلك المحيطية في الوجه والأطراف؛ حيث يصبح الوجه محمراً محتقناً بسبب ازدياد التروية الدموية مع ارتفاع درجة الحرارة المحيطية ويترافق ذلك بالتعرق.
ولكن تبين أن التوسع الوعائي الحادث بتأثير الكحول لا يحول دون حدوث نوبة الذبحة الصدرية Angina Pectoris ويعتقد أن تثبيط الألم الناجم عند المرضى الكحوليين والمصابين الذبحة الصدرية ناجم عن التثبيط المركزي أكثر من التأثير الموسع الوعائي؛ لذلك لا يوصى بوصف الكحول لتوسيع الأوعية الإكليلية والوقاية من حدوث الذبحة.
ثالثاً – تأثير الكحول على درجة الحرارة:
يخفض الكحول درجة الحرارة الداخلية المركزية بآليتين:
1. الأولى هي ضياع الحرارة عبر الأوعية المحيطية وانتشارها بطريقة الإشعاع.
2. والثانية هي تثبيط المركز المنظم للحرارة والموجود في منطقة الوطاء
ومحصلة ذلك هو هبوط درجة الحرارة ولهذا الأمر أهمية في حالة التعرض للطقس البارد والصقيع والثلوج، حيث يتعرض بعض المدمنين للصدمة القلبية الوعائية نتيجة الانخفاض الشديد في درجة الحرارة؛ كما يكثر حدوث الشلول بسبب انضغاط الأعصاب والبقاء في الحدائق العامة وتدعى شلول ليلة السبت.
رابعاً – تأثير الكحول على جهاز الهضم :
1. بالجرعات الصغيرة : ينبه الكحول بالجرعات الصغيرة الغشاء المخاطي للمعدة ويزيد من إفراز HCl والعصارة الهاضمة في الكبد والبنرياس؛ كما أن له تأثيراً مخرشاً لغشاء المعدة المخاطي ؛فهو بالتالي يؤهب لحدوث القرحة الهضمية Peptic Ulcer ( قرحة المعدة والاثني عشر ).
2. كما يؤخر الكحول مرور الكيموس نحو القطعة الأولى من العفج بسبب تشنج معصرة البواب.
ملاحظة : قرحة المعدة غالباً تصيب الانحناء الصغير .
3. بالجرعات الكبيرة: يخثر المواد البروتينية مما يؤدي إلى اضطراب في هضم البروتينات. يسبب أيضاً حدوث التهاب كبد حاد والتهاب معدة حاد،كما ويسبب التهاب غشاء المعدة المخاطي المزمن الضموري وينقص إفراز HCl من الخلايا الجدارية، وكذلك ينقص إفراز العامل الداخلي لكاستل وبالتالي يؤهب لحدوث فقر الدم بنقص الفيتامين B12 كما يسبب فقر دم بنقص الحديد لأنه يقلل امتصاص الحديد، كما يؤهب لحدوث البلاغرا لأنه ينقص امتصاص النيكوتين أميد. ويضاف إلى ذلك التأهب للإصابة بالتهاب البنكرياس النزفي الحاد Acute Hemorrhagial Pancreatitis ونكشف عن ذلك بمعايرة الأميلاز الذي يجب أن يكون تركيزه 300 وحدة في كل 100 مل بلازما كحد أقصى .
4. كما يسبب فقدان شهية وإقياءات صباحية بعد فترة قصيرة من تناول الطعام أو في صباح اليوم التالي.
كما يسبب إمساكاً نتيجة وهن حركة الأمعاء وفي حالات أخرى يسبب بعض الإسهالات.
5. تأثير الكحول على الكبد: يؤهب للإصابة بتشمع الكبد وهو أخطر مظاهر الانسمام الكحولي ويسبب تليف الكبد، كما يثير
متلازمة زايفي Zeive Syndrome في الكبد والتي تتظاهر بما يلي:
· تشمع كبد ( تنخر خلايا الكبدية )
· يرقان انحلالي
· ارتفاع شحوم الدم
كما يسبب الكحول فرطاً في توتر وريد الباب Portal Hyper Pressure ، وهذا يترافق مع حالات تشمع الكبد؛ لذلك يطلب قياس التوتر داخل وريد الباب بواسطة الإيكوغرافي عند الشك بحدوث تشمع في الكبد
خامساً – تأثير الكحول على الاستقلاب العام :
1- تأثير الكحول على سكر الدم :
تبدي الجرعات الكبيرة الحادة من الكحول تأثيراً رافعاً لسكر الدم نتيجة تنبيه الجهاز الودي في البدء الذي يحرر الأدرينالين الذي ينبه أدنيل سيكلاز والذي بدوره يحول ATP إلى cAMP والأخير في مستوى الكبد ينشط أنزيم فوسفوريلاز الذي ينشط عملية انحلال الغليكوجين في الكبد ليتشكل عنه غلوكوز–1- فوسفات.
أما في حالة الإدمان الكحولي
( الانسمام الكحولي المزمن ) فإن الكحول يسبب نقصاً في سكر الدم نتيجة تثبيط عملية استحداث الغلوكوز.
2- على شحوم الدم :
يسبب الكحول ارتفاعاً في شحوم الدم بسبب الاضطراب الذي يحدثه في استقلاب الحموض الدسمة حيث يحدث زيادة في مركبات الليبوبروتين المختلفة في الدم.
3- على البروتينات:
يسبب الكحول نقصاً في مستوى البروتينات في الدم
( حيث ينقص امتصاصها من الأمعاء كما ينقص اصطناعها في الكبد ) وفي حالات البورفيريا ينشط الكحول أنزيم دلتا أمينو ليفولينيك أسيد سنثاز فيزداد تشكل دلتا أمينوليفولينيك أسيد مما يؤدي إلى ارتفاع أصبغة البورفرين، مما يؤهب لحدوث النوبات الحادة المتقطعة من البورفيريا، والعلاج يكون بإيقاف السبب وإعطاء أدوية المعالجة العرضية.
ولا يوجد دواء مثبط نوعي لـd -أمينوليفولينيك أسيد سنثاز كما مر لدى دراسة مركبات البورفرين.
4- تأثير الكحول على الشوارد :
* يؤدي الكحول إلى فرط إفراز الألدوستيرون مما يسبب انحباس الصوديوم وانطراح البوتاسيوم وبالتالي نقص مستوى البوتاسيوم في الدم
* يسبب الوذمات وخاصة الحبن Ascites والأخير حالة خطيرة ترافق تشمع الكبد وهي عبارة عن تراكم السوائل الوذمية في جوف البريتوان
سادساً – تأثيرات الكحول على الجهاز البولي:
للكحول تأثير مدر للبول لأنه يثبط تحرر الهرمون المضاد للإدرار ADH من النخامى الخلفية؛إضافة إلى زيادة كمية السوائل المتناولة مثل البيرة والقهوة والشاي.
سابعاً – تأثيرات الكحول على الجهاز التناسلي:
يؤدي الكحول إلى ضعف النشاط الجنسي كما يؤدي إلى العقم عند الذكور وضمور الخصية إضافة إلى ضخامة الأثداء.
حيث ينقص مستوى التستوستيرون مما يؤدي تدريجياً إلى حدوث العقم؛وذلك بآلية تنشيط الأنزيمات المستقلبة للتستوستيرون وتثبيط الانزيمات المصنعة له.
محطة أدبية:
أشارت بعض الأعمال الأدبية إلى الانسمام الكحولي وتأثيره على النشاط الجنسي ؛فجاء في مسرحية ماك بيث لشكسبير حوار بين شخصيتين يسأل الأول:
What about sex
فيجيبه الرجل الكحولي: إنه يثير الشهوة لكنه يذهب بالأداء بعيداً
. Its provokes the desire but it takes away the performance
وفي ذلك إشارة إلى أن المشروبات الكحولية تؤدي في البداية إلى زيادة الرغبة الجنسية ؛لكن يصبح مدمن الكحول فيما بعد عاجزاً عن إتمام العمل الجنسي.
ثامناً – تأثير الكحول على الحمل والجنين :
يتمكن الكحول من اجتياز الحاجز المشيمي ويؤثر على الجنين أثناء الحمل ،كما يعتبر من العوامل المجهضة حيث أن معدل حدوث الإجهاض عند مدمنات الكحول يزيد بنسبة 3 أضعاف نسبته عند غير الكحوليات.
وإذا لم يحدث الإجهاض وولد الطفل فإنه يدعى بالطفل الكحولي لأنه أثناء الحمل يصل الكحول إليه بتراكيز معينة وبأوقات محددة وعندما ينفصل عن أمه تظهر عليه أعراض متلازمة الحرمان الكحولي أو متلازمة الانسحاب الكحولي والتي تتظاهر بما يلي :
· رجفان واختلاج عضلي
· هياج وتوتر
· زرقة .ويسمى الطفل بالطفل الكحولي
يؤدي الكحول أيضاً إلى تشوهات خلقية للجنين تتمثل بصغر حجم الجمجمة والدماغ وتناقص سطح الجمجمة وتغير في الأبعاد بين الأنف والجبهة وبين الأنف والذقن .
كما يتميز الأطفال الكحوليون بتأخر التطور الروحي الحركي كما يتعرضون للإصابة بالأورام وأخطرها :
· الأورام الدبقية Neuroglioma
· أورام أرومات الخلايا العصبية Neuroblastoma .
تاسعاً –التأثير المضاد للعفونة :
يخثر الكحول المطلق بروتينات الغلاف الخلوي فتتشكل طبقة عازلة لا يستطيع الكحول النفوذ عبرها والوصول إلى داخل الخلية الجرثومية وبالتالي يتمكن من تخريب بنائها الخلوي؛ لذلك لا يمكن استخدامه كمحلول مطهر .
بينما يستفاد من الكحول بدرجة 60-70%
( الكحول الطبي ) في التطهير الموضعي
( لمنطقة من الجلد مكان الحقن مثلاً ) وهو من المطهرات متوسطة الشدة يجتاز الغلاف الخلوي للجراثيم ويخرب البناء الخلوي لها.
حيث نميز بالنسبة لشدة التطهير مطهرات شديدة ومتوسطة وضعيفة شدة التظهير، ويعتبر الكحول متوسط الشدة لأنه لا يستطيع إبادة الأبواغ ولا الفطور ولا الحمات ( الفيروسات ) ولا الركتسيات؛ ولهذا السبب يستعاض عنه بمطهرات أقوى مثل محاليل اليود وأخرى حديثة مثل كلور هيكسيدين– سيتريميد – غلوتاثارات – هكساكلوروفن والتي تعتبر مطهرات شبه مثالية تستخدم في العمليات الجراحية.
التداخلات الدوائية :
1. الكحول بما يحتويه من التيرامين ( وهو مقلد ودي )+ مثبطات M.A.O ( فنيلزين – إيبرونيازيد – نيلاميد) يؤدي إلى فرط توتر شرياني صاعق .
2. الكحول + مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات
( إيميبرامين )يؤدي إلى زيادة تثبيط C.N.S
3. الكحول + خافضات الضغط الشرياني بمختلف أنواعها يؤدي إلى زيادة هبوط الضغط الشرياني
4. الكحول + مميعات الدم الفموية
( ديكومارول – وارفارين) يؤدي إلى نقص فعالية مميعات الدم الفموية لأن الكحول يحرض الأنزيمات المستقلبة لمميعات الدم الفموية.
5. الكحول + خافضات سكر الدم الفموية ( غليبيزيد ) يؤدي إلى نقص فعالية خافضات سكر الدم الفموية لأن الكحول يحرض فعالية الانزيمات المستقلبة للخافضات .
6. الكحول + ( مضادات الهيستامين H1 بنزوديازيبينات، باربيتورات ) يؤدي إلى زيادة تثبيط C.N.S
7. الكحول + دي سلفيرام يؤدي إلى احمرار وجه – تسرع قلب – تعرق – صداع نابض وهو صداع وعائي المنشأ يترافق الألم مع كل نبضة – عطش – زلة تنفسية – آلام بطنية – هبوط ضغط – غثيان – إقياء ………… إضافة إلى الطعم المعدني في الفم Metalic Taste وهو طعم منفر من الكحول وذلك نتيجة زيادة الأست ألدهيد .
8. الكحول + كلورامفينيكول ( صاد حيوي )، أو يورازوليدون ( وهو من المركبات الكيماوية المضادة لالتهاب الأمعاء وليس من الصادات الحيوية ) أو ميترونيدازول
(وهو مركب كيماوي مضاد للأميبا والجيارديا والذؤيبات المشعرة وكذلك عند حقنه وريدياً فإنه يفيد في علاج الإنتانات بالجراثيم اللاهوائية Anaerobic Bacteria ) أو تولازولين ( حاصر لمستقبلات a1 ) أو غريزيوفولفين Gresiofolvine ( وهو مضاد فطري خاصة للفطر الذي يسبب القرع وهو أحد الفطور البشروية )
يؤدي إلى حدوث تأثيرات مشابهة لتداخله مع الدي سلفيرام .
1. الكحول + فينيتوئين يؤدي إلى نقص فعالية الفينيتوئين لأن الكحول يحرض الانزيمات المستقلبة للفينيتوئين .
2. الكحول ( مخرش للغشاء المخاطي )+ الساليسيلات
( مخرش للغشاء المخاطي )يؤدي إلى زيادة تخريش الغشاء المخاطي والتأهب لحدوث نزوف هضمية، وفي حال الإصابة بالقرحة فإنه يؤهب لانثقاب القرحة.
الاعتياد الكحولي والإدمان الكحولي :
الكحول من المركبات سريعة الإحداث للاعتياد الدوائي
( الانسمام الكحولي المزمن )؛ حيث يدخل المريض بسرعة في حلقة الإدمان بمرحلتيها: مرحلة التعلق النفسي ومرحلة التعلق الجسدي وفي حال التوقف عن تناول الكحول تظهر متلازمة الحرمان أو الفطام أو الانسحاب الكحولي والتي تتظاهر بما يلي
· رجفان · غثيان وإقياء
· وهن عضلي · قلق وتوتر
أما في الحالات الشديدة فتظهر علامات الهذيان الارتعاشي Delirium Tremens وتشمل نفس العلامات السابقة مع ازدياد شدتها إضافة إلى الإصابة بالأهلاس السمعية والبصرية واضطرابات في السلوك والتفكير ………
تبين بعض الدراسات أن معالجة هذه الحالة تكون بإعادة إعطاء جرعات معينة من الكحول ،بينما تفضل دراسات أخرى إعطاء بدائل الكحول مثل : الباربيتورات – البنزوديازيبينات _ الكاربامازيبين ……
I- التسمم الحاد بالكحول Acute Alcoholic Poisoning
وتحدث نتيجة تناول جرعات كبيرة من الكحول دفعة واحدة، ونميز فيه مرحلتين:
1. مرحلة التهيج والإثارة: وتتميز بحدوث اضطراب شديد في الوعي ثم بعد ذلك يصاب الشخص بحالات من تلعثم الكلام واضطراب التوازن والتتغيم الفكري وطنين الأذن إضافة إلى ظهور علامة الرنح واضطراب الرؤية ( غشاوة بصرية ).
2. ويترافق ذلك بالبكاء أو الضحك كما يصبح الكحولي ذا مزاج عدائي؛ حيث يمكن أن يعتدي على الآخرين بكل صنوف الاعتداء ( سرقة – قتل – اغتصاب …… ) ثم مع زيادة كمية الكحول وبدء تثبيط المراكز الحيوية في البصلة السيسائية يدخل المريض في المرحلة الثانية وهي :
3. مرحلة السبات .
المعالجة :
تختلف حسب مرحلة التسمم :
1. ففي مرحلة التهيج نعمد إلى إعطاء المهدئات العصبية مثل الباربيتورات – البنزوديازيبينات بالإضافة إلى الفيتامين B6 .
2. أما في مرحلة السبات التي تتميز بفقدان الوعي وزيادة سكر الدم فتعتمد المعالجة على تسريع انطراح الكحول لذلك يعطى في البدء محاليل سكرية دكستروز 5%
( رغم وجود ارتفاع في سكر الدم ) لتنشيط وظيفة الكلية وبالتالي إطراح أكبر كمية ممكنة من الكحول خاصة أن الكحول يخضع لنظام الاستقلاب من الدرجة صفر .
ويعطى مع المحاليل السكرية جرعات من الأنسولين العادي السريع ( المتبلور ) بمعدل 10-20 وحدة في اللتر الواحد من الدكستروز 5% لأنه يعمل على إنقاص سكر الدم من جهة كما يعمل على استهلاك كميات كبيرة من البيروفات وحمض البيروفيك من جهة أخرى ؛حيث تبين دراسات الحرائك الدوائية أنه في حال ارتفاع البيروفات والبيروفيك أسيد تتباطأ عملية انطراح الكحول ، لذلك نعمد إلى تخفيضها بإعطاء الأنسولين ولأن تخفيضها أيضاً يزيد من طرح الكحول بشكل مباشر .
وفي مرحلة لاحقة نضيف إلى هذه المعالجة الأدوية المنبهة المركزية مثل الكافئين والمركبات المنبهة للبصلة السيسائية مثل نيكيتاميد و البيكروتوكسين واللوبيلين التي تنشط المراكز العصبية الموجودة فيها
( المركز التنفسي والمركز المحرك الوعائي )
II- الانسمام الكحولي المزمن ( الإدمان الكحولي )Chronic Alcoholic Intoxication:
تحدث هذه الظاهرة لدى تناول المشروبات الكحولية باستمرار وتترافق بكافة الأعراض المرافقة لتناول الكحول :
· فقر دم بكافة أشكاله نتيجة نقص
( B12 – الحديد – حمض الفوليك …… ) .
· بلاغرا نتيجة نقص حمض النيكوتين أميد Vit P.P .
· التهاب غشاء المعدة المخاطي الضموري المزمن ونقص الإفراز العامل الداخلي لكاسل .
· تشمع وتليف الكبد الضموري .
· متلازمة زايفي .