سَلْني فأُعطيَكَ الأمَمَ ميراثًا و أَقاصِيَ الأَرض مِلْكًا ( مز 2 /8)
تأثير الخمور على جسم الانسان
مع الطب الحديث
لنقف ـ الآن ـ أمام الطب الحديث لنرى ماذا يقرر
عن الخمر، وعن مطلق المسكرات والكحول؟.
ولنعدّد بعض الآفات الفتاكة التي توجد في جسم
الإنسان على أثر (الخمر).
1: سرطان الفم
يقول الدكتور إبراهيم: أظهرت الدراسات الطبية
الحديثة التي تدعمها التجارب العلمية المثبتة والأدلة الصريحة على أن مادة الكحول
تؤدي إلى ظهور أخطر الإصابات السرطانية الخبيثة في الأنسجة التابعة للفم والحنجرة،
وقد صرّح اليوم الطبيب البروفيسور الأمريكي (ملتن تيريس) أستاذ الطب الوقائي في
جامعة نيويورك، بأنه برهن بدراسته للإصابات السرطانية القاتلة التي تنتاب الأنسجة
البشرية في الفم والحنجرة، أن حوادث الموت التي تسببها آفات السرطان في هذه
الأنسجة تكون نسبتها عالية جداً عند الأشخاص الذين يتعاطون المسكرات والمواد الكحولية،
بجانب انخفاض نسبة الوفيات التي تسببها آفات السرطان الخبيثة في هذه الأنسجة بين
الأشخاص الذين لايتعاطون تناول هذه السموم الفتاكة بالجسم البشري الحساس.
وأن أسباب الموت بسرطان الأنسجة المذكورة ترجع
إلى ما تحدثه إصابة السرطان في هذه المناطق من انتشار خطير إلى أجزاء الجسم عامة
ليموت الإنسان بالتسمم السرطاني، أو قد تؤدي الإصابة السرطانية إلى انسداد مجرى
الهواء فيموت الإنسان بعملية الاختناق التي يولدها داء السرطان في المجاري العليا
للجهاز التنفسي، وقد دلت الدراسات الطبية والبحوث العلمية الحديثة على وجود تأثير
خطير لمادة الكحول في عملية إظهار النوبة السرطانية الخبيثة في الأنسجة البشرية
للفم والحنجرة، نتيجة ما تولده المادة من الحساسية المرضية في الأنسجة التي
تلامسها.
هذا .. بالإضافة إلى أن هذه المواد المحرقة تسبب
حدوث الالتهابات النسيجية المزمنة والتهيج والاحتقان الدموي الشديد، الذي يكون
سبباً لظهور إصابات السرطان القاتلة في هذه المناطق المهمة الخطيرة من الجسم
البشري.
2: سرطان الكبد
وأظهرت الإحصائيات الطبية العالمية الحديثة
اليوم: بأن آلاف الأشخاص الذين يموتون بسرطان عضو الكبد كل عام في أنحاء الكرة
الأرضية تتزايد نسبتهم باستمرار، حيث ارتفعت نسبة الوفيات في العالم مؤخراً من
جراء سرطان الكبد إلى درجة كبرى.
وقد أثبتت الدراسات الطبية الحديثة في العصر
الحاضر مؤخراً: بأن الأشخاص الذين يصابون بسرطان الكبد هم
ـ في الأغلب ـ من هواة (الخمرة) وذوي إدمانها في
معظم الحالات.
وقد دلت الأبحاث الطبية الحديثة في موضوع
الإصابات السرطانية التي تغزو عضو الكبد، بأن الكحول لها أخطر الأثر في عمليات
الهدم التي تتعرض لها الأنسجة الكبدية إلى جانب الحركة المعاكسة التي تولد تضخم
الأنسجة الرابطة التي تحيط بالتلافيف والغصوص الكبدية ذات التعاريج المنتظمة،
فتضايقها مؤدية إلى تقلصها النسيجي ثم إتلافها، الأمر الذي يؤدي إلى اضمحلال نسبة
الأنسجة الكبدية وتفوق الأنسجة الليفية الرابطة التي تسيطر على عضو الكبد سيطرة
خطيرة تؤدي إلى تحويل عضو الكبد إلى مادة جامدة عاطلة مشلولة الفعالية والوظائف
الحيوية نتيجة الإصابة بحادثة (التليف الكبدي) الخطيرة العواقب التي تنبثق من
النوبة السرطانية، بعد أن تجعل الشخص المصاب يعاني من آلام وأتعاب (التليف الكبدي)
زمناً طويلاً حيث تنقلب الإصابة إلى موقف أخطر بانطلاق النوبة السرطانية، وظهور
إصابة السرطان.
ولمادة الكحول الأثر الفعال في توليد ـ ليس
إصابة سرطانية من نوع واحد فحسب في عضو الكبد الذي يعتبر من الأعضاء العصبية
المهمة لإدامة جسم الإنسان حياً ـ بل بإمكان هذه المادة الرهيبة توطيد أنواع
مختلفة من الآفات السرطانية القاتلة في عضو الكبد بصورة خاصة.
وعندما تتلف آفة المرض عضو الكبد فإن جسم
الإنسان لايستطيع أن يبقى على قيد الحياة أكثر من ساعات عديدة.
3: التهاب المعدة
ومما كشفه الطب الحديث ـ بعد مئات التجارب ـ: هو
أن استعمال الكحول يؤدي إلى التهاب المعدة المزمن، وعرقلة عملية الهضم فيها.
وغالباً ما تتأثر (الكبد) من الكحول فتصاب بمرض
التصلب الذي يتلف قسماً منها، وتنبت فيها (نتوءات) أشبه بالتآكيل، وهذا ما يعرقل
كثيراً جريان الدم في هذا العضو الهام، فيعود الدم إلى الأوردة التي تحمله إلى
المعدة والأمعاء والطحال، فتتأثر هذه الأعضاء أيضاً ويقع فيها الضرر، ويكون من
جرّاء هذا الضغط على الأوردة في البريتون ـ أي غلاف الأمعاء ـ أن ترشح (البلازما)
من الدم إلى تجويف البطن حيث تتجمع بكميات كبيرة بعض الأحيان حتى أنه يصبح من
اللازم استخراجها مراراً متعددة لتخفيف التمدد الناتج عنها في البطن، ويتزايد هذا
المرض إلى أن ينتهي إلى الموت غالباً. وتدل البراهين والبينات على أن الإصابات
بهذا المرض بين المدمنين على (الخمر) هي ثمانية أو تسعة أضعاف إصابات هذا المرض من
جراء (السكر).
وانتشر بين الأطباء: إنه متى دخلت (الخمر) إلى
الجهاز الهضمي بكميات كبيرة في الجرعة الواحدة فإنه يوجد سرعة في عمل القلب فوراً،
وذلك على أثر تهيج القناة الهضمية.
4: التأثير على القوى الجنسية
ولا شك في أن للخمر تأثيراً على القوى الجنسية؛
لأن انحطاط المراكز العليا في الجهاز العصبي من جراء استعمال (الخمر) يؤثر على
القوى العاقلة وضبط النفس والإرادة، فتصبح الشهوة الجنسية غير مقيدة بقيد كاف، وازدياد
تعاطي (الخمر) يسبب انحطاط القوى في العصب الفقري فتضعف به القوى الجنسية، وكثيراً
ما يؤدي الإدمان على الخمر إلى مسخ الخصيتين وضمورهما، فتمحي القوى الجنسية تماماً.
5: التهاب الرئة
ومن عظيم آفات (الخمر) تأثيرها على الرئة ـ التي
هي جزء حساس في الجسم الإنساني ـ فالمدمنون على (الخمر) يصابون بالتهابات الرئة،
ثم التدرن الرئوي، ثم الموت خمسون بالمائة منهم، وما أكثر في المستشفيات من
الخمارين الذين يشكون التدرن الرئوي.
وقد أدلى مستشفى مقاطعة (كوك) في (شيكاغو)
بالتصريح التالي:
تتلخص نسبة الوفيات ـ بين مجموع الوفيات ـ في
3422 من جراء الإصابة بذات الرئة.
78ر49% منهم هم بين المفرطين في شرب الخمر.
40ر34% منهم هم بين المتوسطين في شرب الخمر.
45ر22% منهم هم بين الذين يشربون مطلقاً، أو
يشربون قليلاً.
ويماثل هذه الأرقام وهذه النسبة تصريح آخر
لمستشفى (بلفيو) في ولاية (نيويورك).
«ففي ألف إصابة بذات الرئة كان الخمسمائة منهم
من المدمنين على الخمر،بينما كان 24% منهم من الذين لايتعاطونها»
وتؤكد التجارب الأخيرة على أن هذه النسبة
الفائقة من الخمارين في إصابات ذات الرئة إنما هي نتيجة منع (الخمر) من حركة
الكريات البيض في الدم، وهذه الكريات البيض هي التي تقاوم الجراثيم والمرض، فإذا
سكنت هذه الكريات اتسع مجال الجراثيم وتجمعها، وإلقاء الجسم في مختلف الأمراض
الفتاكة.
6: تقليل العمر
ومما تهديه (الخمر) لك هو أنه يقلل من عمرك،
فمثلاً لو كانت أجهزة جسمك صالحة لعيش مائة سنة بدون الخمر فإن (الخمرة) تجعلها
خمسين سنة أو أقل، كما دلت على ذلك عشرات الإحصائيات ومئات التجارب منذ أكثر من
قرن حتى هذا اليوم.
وإليك إحصائية واحدة من بين العشرات، ننقلها لك
من نشرة (جمعية مكافحة المسكرات):
«إن تعاطي الكحول يقصر العمر أيضاً».
وهذه خلاصة أرقام مجموعة من 43 شركة أمريكية
لضمان الحياة لمدة عشرين سنة من (1885-1905) وتتناول مليونين من المشتركين في هذه
الشركات:
1: المعدل الأساسي لكل المشتركين ـ بما فيهم
المدمنون على الشراب ـ. 100
2: بين الذين يشربون كأسين من البيرة، أو كأساً
واحدة من الويسكي يومياً. 118
3: بين الذين كانوا يشربون كثيراً ثم أقلعوا عن
الشرب 150
4: بين الذين كانوا يشربون أكثر من كأسين من
البيرة، أو كأساً من الويسكي يومياً. 186
7: تقليل شهوة الطعام
ومما تحدثه (الخمر) هو تقليل شهوة الأكل والشرب،
فترى الرجل الذي كان يأكل ـ يومياً ـ خمسة أرغفة بكل رغبة وشهوة ـ مثلاً ـ إذا
أدمن الخمر لا يكاد يشتهي رغيفين في اليوم وإن أكل كان بلا اشتهاء.
وهذا يرجع إلى نقص في امتصاص وهضم الطعام
المتناول على أثر التغييرات الناتجة عن الخمر في القناة الهضمية، وفي الكبد، ويقول
الأطباء: إن من أهم النتائج لهذا النقص في التغذية الذي يصيب المدمنين على الخمر
اثنتان:
1: مرض (البربيري) وهو يتناول الأعصاب التي
تسيطر على الساقين والذراعين، أو يتناول الدورة الدموية فينتج عنه ضعف القلب
وتضخمه.
2: مرض (البلاكرا) وما يرافقه من تقرح اللسان
وظهور بثور على اليدين والرجلين والعنق وألم في البطن وإسهال واشتراكات في الدماغ.
8: أمراض عقلية
والخمر سبب مباشر لأمراض عقلية خطيرة، فإن السكر
الشديد بالخمر في الحقيقة هو اختلاط في الدماغ، ولكن يظهر أن الأطباء القدامى
كانوا يركزون جهودهم ويوجهون عنايتهم إلى بحث تأثير (الخمر) على الأنسجة والتلافيف
بعد تعاطيها مدة طويلة، لا على تأثيرها الفوري على الدماغ غب تعاطيها.
وهذا الضرر الذي تحدثه الخمر ـ فوراً حين الشرب
ـ في الجهاز العصبي لا يقل عن الضرر الناتج عنها بعد مدة سنين من تعاطيها. إنما
الفرق أن الأثر البعيد يكون واضحاً بيناً، بينما الأثر السريع لا يظهر بسرعة وعجل.
ولعل أعجب وأغرب إحصائية عن الأمراض العقلية
نتيجة إدمان الخمر، هو ما يدلي به الدكتور الشهير (ديتون) بعد إجراء درس دقيق وفحص
على خمسة وستين ألفاً (000ر65) من المرضى الذين دخلوا مستشفيات الأمراض العقلية
بولاية (مساتشوستس) والإحصائية كما يلي:
«إن الإدمان على الخمر سبب ظاهر لخُمس الإصابات
التي تدخل إلى مستشفيات الأمراض العقلية في ولاية مساتشوستس».
وهذا يعني أن (000ر65) مصاباً بالأمراض العقلية
كان20% منهم أي: ثلاثة عشر ألفاً منهم (000ر13) أصيبوا بها على أثر إدمان الخمر،
والباقي كان لها مختلف الأسباب والعلل.
9: تضعيف الجهاز العصبي
وتعتبر (الخمر) عند درسها طبياً، مضعفة للجهاز
العصبي. وهذا اعتقاد يناقض الاعتقاد الشائع بين العموم: (إن الخمر منبه للقوى
الجسدية).
فالذي لا يُنكر: هو أن المتناول لقليل من الخمر
يظهر من تصرفاته أنه متنبه فيكثر من الكلام والضحك بصوت عال لأقل نكتة، ولا يرتبك
إذا أساء التصرف ولا يهمه التأثير الذي يتركه على الآخرين.
غير أن هذه كلها مظاهر خداعة، إذ أن الخمر لدى
التحليل الدقيق ظهرت دلائل واضحات على أنها تؤثر على العقل وعلى انحطاط وإضعاف
مراكز الجهاز العصبي المتعلقة بالقوة العاقلة والإرادة وضبط النفس، وبكلمة واحدة
إن للخمر تأثيراً عجيباً على إرخاء الضوابط (الفرام) وهذا بسبب انطلاق العواطف في
سيرها دون رادع.
وهذا الأثر هو ضرر بالنسبة لأهم مراكز جهاز
الجسد وهو (المخ) مركز التوجيه العام للجسد.
10: التأثير على الذاكرة
وقد دلت الأبحاث العديدة في المختبرات المختلفة
على تأثير الخمر على القوة الحافظة (الذاكرة) تأثيراً كبيراً هاماً.
وتقول الأبحاث: إن الخمر تقلل استجابة فاعلية
القوى الجسدية والعقلية الراجعة إلى (الذاكرة) 6% بعد شرب كل كأس ونصف من
(الويسكي)، و34% بعد شرب ثلاثة كؤوس ونصف الكأس.
وقدر هذا التأثير ـ لدى العلماء ـ بأن شارب هذه
الكمية من الخمر إذا كان سائق سيارة فإنه يحتاج إلى مسافة 17 قدماً لإيقاف سيارته
فوراً بعد رؤية الخطر زيادة عن المسافة التي يوقفها فيه السائق الذي لا يشرب هذه
الكمية من (الخمر).
11: حوادث السير
ومن أهم أضرار (الخمر) الخارجية الاجتماعية
حوادث السير من الاصطدامات، والسقوط في الوديان، والتعثر بالمعثرات، وغير ذلك من
حوادث السير الخطيرة.
وتقول الأبحاث الطبية والتجارب: «إن في السائق
الذي يتعاطى الخمر نقصاً في النظر والسمع والتوجه والالتفات، وضعفاً على الاستجابة
للخطر، بالإضافة إلى النقص والضعف في قوة التحكم والتمييز لدى مواقع الخطر،
والاعتماد على النفس والثقة بها فوق الدرجة المعتادة.
وهذه كلها من نتائج الخمر وآثارها، وهذه هي التي
تدفع بالسواق ـ الخمارين ـ إلى تجسم أخطار لا يتجسمونها لو كانوا صاحين من السكر».
ويزيد ذلك غرابة وعجباً تصريح (مجلس الأمن
الوطني) في الولايات المتحدة الأمريكية كما يلي: «إن الكحول يسبب حادثة واحدة من
كل أربع حوادث من حوادث السير القتالة».
12: التأثير في النسل
ومن التجارب التي توصل إليها العلم: هو أن شرب
الخمر ـ بالإضافة إلى تأثيراته السابقة في جسد الشارب وعقله ـ يؤثر تأثيراً كبيراً
في نسله، فمدمنو الخمر يكون 95% من أولادهم الذين صاروا بعد إدمانهم الخمر، يكون
جسمهم وأعصابهم وعقولهم وحواسهم كلها معرضة للإصابات السريعة بالأمراض الوبيلة؛
لأن نفس التأثيرات التي تودعها الخمر في مدمنها تنتقل ـ بلا استثناء ـ إلى الولد
المتكون منه، وبصورة أشد، إذ أنه يوجب تكون أعضاء الولد ـ من أصله ـ ضعيفة مستعدة
لتقبل الأخطار.
13: مختلف الجنايات
ومن أهم مضار الخمر هي الحالة اللاشعورية التي
توجدها في الشارب فتأهله لارتكاب مختلف الجرائم وشتى الجنايات، فتراه يرتكب جرائم
القتل والجرح والسرقة والتخويف والزنا والاختلاس... وغيرها، من غير أن يعلم بذلك
أو يشعر بما يفعل.
فكم تطالعنا الصحف والمجلات كل يوم ـ ضمن
أنبائها ـ بالجرائم الفظيعة التي ارتكبها شاربو الخمر في حال سكرتهم.
وننقل إليك فيما يلي إحصائيتين خطيرتين هما:
1: أجريت في (ألمانيا) قبل عدة سنين إحصائية
تقول:
«يساق إلى المحاكم ـ من الرجال ـ سنوياً مائة
وخمسون ألفاً (000ر150) من المجرمين الذين كان إجرامهم من جراء شرب المسكر».
2: وتقول إحصائية أخرى من (ألمانيا) أيضاً بشأن
النساء:
«حكمت المحاكم في عام 1878م أربعة وخمسين ألفاً
وثلاثمائة وثمانية وأربعين (54348) حكماً على النساء اللائي أجرمن، وكان المحرك في
ذلك شرب المسكرات».
ثم تقول الإحصائية:
«وقد بلغت هذه الأحكام بعد ستة وثلاثين عاماً ـ
أي في عام 1914م ـ إلى ستين ألفاً وثلاثمائة وأحد عشر (60311) حكماً».
هذه هي الجنايات التي وصلت المحاكم وحكمت فيها،
أما الإجرامات نتيجة (الخمر) التي لا تصل المحاكم أو لا تحكم فيها ـ الصادرة من
الشخصيات والتي يطويها ستار الرشوات، أو التي يخفيها خوف المجني عليه من بطش
الجاني وظلمه أو غير ذلك ـ فلعلها تكون أكثر وأكثر ...
ويعلم الله سبحانه عدد هذه الجنايات كلها في هذه
السنين التي سهل فيها الحصول على الخمر ونيلها والإدمان عليها لكل شخص وفي كل
مكان، والتي كثر فيها مختلف أسباب الجناية والإجرام.
خلاصة
من هذه الصفحات وتلكم التصريحات والبحوث
والتجارب عرفنا أن مما يجنيه الإنسان من الخمر (سرطان الفم) و(سرطان الكبد)
و(التهاب المعدة) و(التهاب الرئة) و(التأثير على القوى الجنسية) و(تقليل العمر)
و(تقليل شهوة الطعام) و(إيجاد أمراض عقلية) و(تضعيف الجهاز العصبي) و(التأثير على
الذاكرة) و(حوادث السير الخطيرة) و(التأثير في النسل) و(مختلف الجنايات) وغير ذلك.
وإذا لاحظنا أن كثيراً من البشر اليوم مصابون لا شك بواحدة من تلكم الآفات
والبلايا، ولا ريب أنهم مئات الملايين من البشر ـ اليوم ـ فلا يبقى مجال الريب في
أن (الخمر) تعتبر أخطر داء على البشرية، في هذه الكثرة والإسراف والشيوع التي وصلت
إليها في هذا العصر!
ولعلنا لم نكن مغالين إذا قلنا: إن الخمر أضر
على البشرية من (القنبلة الهيدروجينية)؛ وذلك لأن (القنبلة الهيدروجينية) لعلها لا
تستعمل أبداً، ولعل السلام يخيّم على العالم فلا تستعمل (القنبلة) ولا تؤثر شيئاً،
أما (الخمر) هذا البلاء الفتاك جعل يبيد ملايين البشر في كل عصر