لا تشتهِ امرأتك قريبك
الغش و الخداع - قداسة البابا شنودة
الغش والخداع
ما أكثر أنواع الغش والخداع. وعلى الانسان الحكيم أن يحترس منها جميعاً. وقد يُخدع بها البسطاء. وللأسف حتى العقلاء أحياناً ينخدعون إن بالغوا في ثقتهم بالآخرين، ولم يفحصوا، ولم يدققوا كما ينبغى. وبخاصة لأن كثيراً من الذين يخدعون الغير أذكياء، غير أنهم يستخدمون ذكاءهم في الخطيئة أو الشر.
وسنحاول هنا أن نتحدث عن بعض أنواع الغش والخداع:
1- الغش في تقديم المعلومات:
وذلك بأن يقدم الشخص مفهوماً مخالفاً للحقيقة: بأن يعرض أنصاف الحقائق، أو أجزاء من الحقائق، لأن ما يخفيه سيُظهر عكس ما يقول. أو يقدم أسباباً ثانوية أو تمرَضية بدلاً من الأسباب الأساسية. أو يذكر بيانات كاذبة لتصديقها إعتماداً على الجهل بحقيقة الموقف. أو يستخدم وسائل تكنولوجية حديثة في فبركة الأخبار أو فبركة الصور، وما أكثرها في هذه الأيام. أو أنه يخدع غير الدارسين بذكر معلومات يدعى نسبتها إلى مصادر لا يكون في مقدورهم الإطلاع عليها والتأكد منها. أو ينشر أخباراً بعناوين مثيرة، بينما من يدقق في قراءة المحتوى لا يجده يثبت ذلك.
وما أكثر الطرق في الخداع بالمعلومات الخاطئة أو المبالغ فيها إلى حد بعيد، ولكنها تترك تأثيرها في من لا يتقن الفحص والعمل على تقصى الحقائق، أو من لا يجد وقتاً لذلك.
2- الجاسوسية هي لون آخر من الخداع:
وذلك على مستوى الدول وليس مجرد الأفكار. ويعمل في هذا المجال أشخاص مدربون تدريباً دقيقاً، ولهم قدرة على التخفى، والظهور بغير حقيقتهم، والإدعاء بأنهم مواطنون مخلصون. ويعرفون كيف يندسّون في الأوساط التي يريدون كشفها للعدو، بحيث لا يلاحظهم أحد... وغالباً تمضى عليهم مدة طويلة دون أن تظهر حقيقتهم. وبالنسبة إلى البعض ربما لا تظهر حقيقتهم على الإطلاق إلا بعد رحيلهم أو فوات الفرصة. وهم أيضاً مزودون بأجهزة تساعد على اداء مهمتهم، سواء في التصنت أو التصوير أو طريقة إرسال المعلومات...
3- الغش عن طريق التزوير:
هناك أشخاص لهم دراية عجيبة في تزوير الامضاءات، أو تزوير الأختام، أو تزوير الوثائق الهامة بوجه عام... وربما يستخدمون التزوير في حسابات البنوك، أو في الشهادات والبطاقات. أو قد يسرقون بطاقة شخص ويستخدمونها لشخص آخر. أو يقومون بتزوير شهادات يقدمونها إلى المحاكم لكسب قضية معينة. أو قد يكون التزوير لكسب المال، أو للأنتقام من شخص معين، أو الإيقاع به، وما إلى ذلك...
4- التزوير في العملية المالية، وفى المعاملات المالية:
كأن يقوموا بتزوير ورقة مالية من فئة الجنيه، أو من فئة الدولار. ولا يستطيع كشف ذلك الا الخبراء المتخصصون أو من تعاملوا مع ذلك. ولكن عامة الشعب قد لا يستطيعون أن يفرقوا بين العملتين المزيفة والسليمة.
ومن جهة التزوير في المعاملات المالية: من يحاول أن يقدم تقريراً مزوراً عن ذمته المالية، أو عن موقفه من الضرائب المطلوبة منه، أو موقفه من الجمارك... لكى يفلت من مطالبة الدولة له...
5- الغش في التجارة، وفى البيع والشراء:
مثل الغش في المكاييل والموازين والمقاييس، أو الغش في نوع البضاعة، أو عرض بضاعة فاسدة كأنها بضاعة سليمة، أو الغش في الثمن، أو تقديم بضاعة يقولون إنها (مضروبة). أو شئ على أنه جديد بينما يكون قد سبق استعماله. أو الغش في بيع عقار يكون ملكاً لآخر، والشارى لا يدرى، أو يكون مرهوناً أو عليه ديون لم تدُفع..
ولعل من أخطر أنواع الغش، الغش في الأدوية وبخاصة التي تتوقف عليها حياة المريض، أو يتوقف عليها علاجه...
6- الغش في الزواج:
كأن يتزوج شخص امرأة على أنها بكر، وهى ليست كذلك، أو قد فُضّ غشاء بكارتها وعولج ذلك شكلياً بطريقة الخداع. وهذا النوع من الغش يمكن أن يُحكم فيه قضائياً ببطلان الزواج.
أو قد يقدم طالب الزواج شهادة (عدم موانع) تكون مزورة، أو يكون مرتبطاً بزيجات اخرى ويخفيها... أو مريض بمرض خطير ومعدى ويخفيه، أو مصاب بعجز جنسى كامل ويخفيه... مصدر المقال: موقع الأنبا تكلاهيمانوت.
وهناك أنواع خداع اخرى قد لا تنكشف إلا بعد الزواج.
هذا كله غير خداع آخر يحدث داخل نطاق الزيجة، ربما تكون من نتائجه ما يُسمى بالخيانة الزوجية...
7- الغش في المودة وفى الإخلاص:
* ليست كل مودة يظهرها الإنسان لغيره تكون مودة خالصة نقية. فقد تكون أحياناً مظهرية وتكشفها الأحداث فيما بعد، أو لا تنكشف مختفية وراء ألوان من الرياء أو النفاق أو الخداع.. وفى كل ذلك لا يكون الشخص مخلصاً لمن يتظاهر بمحبته أو بالولاء له. ويظهر هذا أيضاً في تملق بعض الموظفين لرؤسائهم وللمسئولين عنهم في العمل أو في الهيئات التي ينضمون اليه
* ومن أمثلة المودة الزائفة، ما يظهره شاب نحو فتاة من الحب، أو من رغبته في الزواج بها، حتى تطمئن اليه وتصّدمة ثم يتخلى عنها أخيراً بعد فترة من الخداع والكلام المعسول. ويكون ما أظهره من مودة أو حب، إلا لوناً من اللهو أو الشهرة وليس غير..!
* ولعل أخطر نوع من المودة الزائفة، الذي يكون في حقيقته عدواً، وفى خداعِ يبدو كأنه صديق. وعنه قال الشاعر:
ويا لرُبّ خدّاع من الناس تلاقيهِ يعيبُ السمّ في الأفعى وكل السمّ في فيهِ
8- هناك أيضاً الغش في الإمتحانات:
وهذا أمر معروف ويحدث كثيراً بين تلاميذ المدارس. أما بالنسبة إلى الكليات الجامعية، فمن الصعب أن يكون هناك غش في الإمتحان الشفهى أو العملى. ولكن يمكن أن يحدث الغش في الامتحان التحريرى...
هناك أنواع اخرى من الغش والخداع، ربما تظهر مثلاً في من يخدع الناس بالبر والتقوى وهو غير ذلك تماماً، أو من ينسب إلى نفسه معلومات تكون لغيره، كما يحدث في السرقات الفكرية أو الشعرية..
لكننى أكتفى بما قلته الآن بايجاز، فموضوع الغش والخداع واسع ومتفرع ومتنوع، مما لا يسمح به المجال.