لِيَسْتَأصِل الرَّبُّ جَميعَ الشِّفاهِ المُتَمَلِّقة و اللِّسانَ النَّاطِقَ بِالكَلامِ المُفَخَّم ( مز 12 /4)
التدخين السلبي يفتك بالأجنة في الأرحام - شبكة نجاة للتوعية والسلامة العامة
ويؤثر التدخين على الشكل الفيزيولوجي للجنين فيجعله ضعيف البنية والمناعة .
أكدت الدراسات الحديثة على عدد من الأمهات اللواتي تعرضن للتدخين السلبي أثناء حملهن، ان الأطفال حديثي الولادة سجلوا انخفاضا في وزن الجسم ومعدل كتلة الجسم الدال على الحالة الغذائية لهؤلاء الاطفال عن المواليد من أمهات لم يتعرضن للتدخين السلبي.
كما أظهرت أن التدخين السلبي يؤثر بشكل أكبر على البنات مقارنة بالاولاد، خصوصا في وزن الجسم وكمية العضلات والمعدلات المختلفة الدالة على الحالة الغذائية لديهن عند الولادة مع وجود فروق ذات مدلول إحصائي في هذا الشأن.
وأجريت الدراسة على 782 أم وأطفالهن حديثي الولادة تم الكشف عليهن واولادهن للتأكد من خلوهم من أي مرض عضوي أو وراثي قد يؤثر على نمو الجسم خلال ست ساعات من الولادة، فضلا عن تقييم الحالة الغذائية للأمهات بحساب معدل كتلة الجسم لديهن.
وأوصت الدراسة الأمهات الحوامل بضرورة الابتعاد عن أماكن التدخين وعدم التعرض له حفاظا على صحتهن وصحة الجنين ونموه، فضلا عن حمايته من سوء الحالة الغذائية وضعف الجسم الذي يؤدي في بعض الاحيان الى الوفاة.
ولفتت الدراسة الى أن التدخين السلبي يكون أكثر ضررا على الأمهات اللواتي تجاوزن سن الـ 30 عاما، مشيرة إلى ارتباط هذه الظاهرة بالحالة الاجتماعية كانخفاض المستوى التعليمي للوالدين وزيادة عدد الأطفال وغيرها من الاعتبارات.
تجدر الإشارة هنا الى أن دراسات عدة أثبتت انتشار أعراض الموت المفاجئ لطفل حديث الولادة إذا كان الاباء من المدخنين، كما أثبتت الدارسة أن التدخين السلبي يؤدي إلى تزايد إصابات الجهاز التنفسي عند الأطفال ما قبل سن المدرسة.
وتوصلت الدراسة إلى أن التدخين السلبي يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 50 في المائة، وأنه يزيد من خطر حدوث الذبحة الصدرية وذلك لزيادة حجم التلف في خلايا عضلات القلب بسبب غاز أول أكسيد الكربون والنيكوتين.
يبدي الدكتور. زهير عبدالله رهبيني، استشاري طب الأطفال والطب الوراثي أسفه في بداية حديثه، لانتشار عادة التدخين في معظم المجتمعات والطبقات والأعمار والأجناس، حتى إننا أصبحنا نرى نساء كثيرات قد أدمنَّ تلك العادة، ويضيف د. رهبيني أن المرأة المدخنة لم تجن على نفسها فقط، بل جنت على مخلوق آخر وهو جنينها الذي لم ينعم براحته في قلعته الآمنة. حيث أثبتت الدراسات أن الجنين للأم المدخنة يولد صغير الحجم بالمقارنة بأقرانه (أقل من كيلوجرامين ونصف) مايجعله ضعيف الجسم وعرضة للأمراض في فترة الحضانة مايجعله يحتاج إلى عناية خاصة قد تصل إلى العناية المركزة، كما يحتاج إلى اهتمام خاص بالتغذية في تلك الفترة نظرًا لصغر حجمه وضعفه.
ويبدأ تأثير تدخين الأم في الجنين من الأيام الأولى من الحمل ما يستوجب عليها الامتناع الفوري عن التدخين، إذا ما علمت أنها حامل. ويعترف د.رهبيني بصعوبة الإقلاع عن التدخين في هذه المرحلة، خصوصًا أن الحامل تمر بظروف نفسية معينة في أول الحمل، لذلك ينصح د.رهبيني الجميع بما فيهم النساء بالإقلاع عن هذا الوباء في مرحلة مبكرة، ومن خلال برامج متدرجة ومدروسة.
ويضيف استشاري طب الأطفال والطب الوراثي، أن السبب في صغر حجم الجنين أن الدم الواصل إليه تقل كميته بسبب المواد الموجودة في السيجارة، ما يحد من حصول الجنين على العناصر الغذائية، ويمنع إخراج الفضلات، ومن ثم يعمل على إيقاف النمو. وقد أثبتت الدراسات الطبية أن هؤلاء المواليد يكونون أقل ذكاء من أقرانهم بسبب قصور وصول الدم إلى منطقة الجهاز العصبي، أثناء نمو الجنين في رحم أمه.
ويذكر د.رهبيني أن التأثيرات السابقة هي تأثيرات مباشرة في الجنين، سواء كانت الأم المدخنة تتمتع بصحة جيدة أم لا. ولاتخفى آثار التدخين في الإنسان نفسه من أمراض القلب والرئة واللثة والسرطان، التي قد تصيب المرأة الحامل، ما يؤدي إلى حمل ذي مضاعفات كثيرة قد تؤثر بشكل غير مباشر في الجنين أيضًا، فقد أثبتت دراسات في بريطانيا أن حوالي مئة امرأة بريطانية دون سن 45 سنة يتوفين بسبب أمراض القلب الناتجة عن الدخين فيما تتعرض 300 امرأة لأمراض قلب غير فتاكة للسبب نفسه