احمدوا الرب لأنه صالح لان للأبد رحمته (مز 118 /1)
التجارب - الأب أبيفانيوس ثيودوروبولوس
التجارب
الأب أبيفانيوس ثيودوروبولوس
نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي
التجارب بركات
الأحداث التي تبدو الآن بلايا سوف تثبِت لاحقاً أنها بركات من الله.
التجربة والمكافأة
لا نسترضينّ مَن لا ينبغي إرضاؤه لتجنّب الصليب وتأمين راحتنا. لا
نسعيَنّ لإيجاد وسائد تافهة نريح عليها ضميرنا المذنِب. إذ عندها تسمح
إرادة الله بأن نعاني من تجارب قاسية ونخسر المكافأة في السماء.
غاية الآلام
ما كنا لنسعى للفردوس لولا وجود الآلام.
التجارب كالعمليات الجراحية
علينا أن نرضى بالآلام كما نرضى بصعوبة العملية الجراحية لكي نؤمّن
صحتنا. الألم يواضع الإنسان. وهو يقترب من الله بقدر ما يتّضع.
المعزي الوحيد
في الآلام الكبيرة وحده الله يعزّي. لهذا السبب، أفضل الأمور هي الصلاة وليست كثرة كلمات التعزية.
الله لا يخطئ
تحكي إحدى البنات الروحيات: "قبل سنوات، في المدينة حيث كنا نقيم،
جرى أمر نادر لعائلتنا: فقد دفنت الزوجة زوجَها وأبناءها الثلاثة خلال
أربع أو خمس سنوات. ابنتها كانت قد تزوجت قبل أشهر قليلة من موتها. السؤال
الذي تملّكني هو ?لماذا يا رب؟? هذا كان تجديفاً مع أني قد انشغلت به في
البداية. لذا، اعترفت بهذا الفكر. جواب الشيخ كان بسيطاً جداً وحكيماً
جداً: ?اعرفي أمراً واحداً: أن الله لا يخطئ!?"
مواجهة الموت
بهذه الطريقة واجه الشيخ خبر موت أحد أبنائه الروحيين المحبوبين في
حادث سيارة: "المجد لك أيها الإله"، قالها ثلاث مرات، ومن ثمّ سأل عن
التفاصيل وعزّى النائحين.
انتبهوا إلى الطريقة التي بها أعلن الشيخ الموت المفاجئ
لوالد أحد التلاميذ من أبنائه الروحيين:
"يا بنيّ، إن أباك هو أولاً ابناً
لله ومن ثمّ هو أبوك. لذا الرب، الذي إليه ينتمي، دعاه إلى قربه".
آلام الأبرار
"أيها الشيخ، لمَ يسمح الله بأن يعاني الأبرار والفاضلون من الأمراض البغيضة؟"
"لكي يتطهروا حتى من أصغر آثار أهوائهم وليكسبوا إكليلاً أعظم
في السماوات. إلى هذا، بما أنه سمح بأن يتألّم ابنه المحبوب ويموت على
الصليب، ما الذي يمكن قوله للناس الذين، مهما سموا، يبقون أصحاب رقع
وقذارة من خطاياهم؟"
تبادل المواقع
كان أحد الشبان يتدرّب في مدرسة الضباط، كان يسأل الشيخ دائماً أن
يصلّي من أجله كي يترك المدرسة ويكون جندياً بسيطاً، لأنه كان يواجه
صعوبات كبيرة في المدرسة. وبعد حثّه على الصبر من دون جدوى،
قال له الشيخ
في النهاية: "يا بنيّ، لمّ لا تذهب إلى ملجأ الأمراض المستعصية، وتقترب من
شخص طريح الفراش وتقول له: ?أيها الصديق، فلتنبادل الأدوار.
أنت تذهب إلى
مدرسة الضباط وأنا أبقى في سريرك?. عندها سوف ترى، أنه لو كان هذا ممكناً،
لكان انطلق مثل الشرارة وجرى فرحاً ليأخذ موقعك
وحتى ليأخذ موقعاً أصعب
منه. آه، يا صغيري! نملك الصحة ومع هذا نحن ممتلئون بالتشكي والتذمر!"
فمضى الشاب وقد تغيّر متشجعاً
***********************************
**
**
********
********
**
**
**
**
**