سَيِّرْني في سَبيلِ وَصاياكَ فإِنَّ فيها هَوايَ (مز 119 /35)
الحاجة الى واحد _الاب انطونيوس ابراهيم - كنيسة المخلص للروم الملكين الكاثوليك كفرياسيف
|
مقدمة
نتأمل اليوم في فصل الانجيل الذي تُليىَ على مسامعنا من بشارة القديس لوقا10/43 ونجده مترابط بما سبقه من الآيات الأولى ، فحيث يذكر لنا القديس لوقا تعيين الرب للسبغين رسول وارسالهم اثنيين اثنيين، ومن ثم حديثة عن دينونة صور وصيد، وعودة الرسل بفرح وابتهاج وابتهجاهه هو للاب ومثل السامري الصالح إلى أن يصل بنا القديس لوقا لنص دخوله بيت عنيا.
قراءة الاحداث:
بينما هم سائرون أولاً الاشخاص يسوع ، التلاميذ، الجموع، مريم ومرتا" هنا فيه جماعة"
ثانياً المكان " بيت عنيا" أي "بيت الطاعة" أو" بيت العناء". بين الاشخاص والمكان والحدثنرى يسوع يوجه نظرنا إلى :
1- يحمل المؤمن إلى الكنيسة ويمنحه الروح القدس يعضده حتى مجبيئه الثاني كما وضح لنا مثل السامري الصالح .
2- يسوع من مريم ومرتا يدعونا إلى العودة لكل ما هو جوهري وأساسي في حياتنا.
3- بيت الطاعة " هنا نعني بالكنيسة حيث يمتثل الاعضاء بالطاعة لله محتملين كل عناء كشركة آلام مع المسيح المخلص .
4- اكتشاف تناغم رائع وفريد في حياة مرتا ومريم ، يعطيه يسوع جمالاً أفضل.
فماذا تمثل لنا كل من مرتا ومريم
تمثل لنا مرتا |
تمثل لنا مريم |
1- الانسانة المجاهدة " جماعة المجاهدين" 2-فعلت جيداً بتحضير واجب الضيافة. 3- استقبلته كضيف وسيد 4- اعدت طعاماً بيديها لتقدمه له. 5-مهتمة ومنشغله بأمور كثيرة بجد نشاط. 6- عينها على العادات والتقاليد. 7- اعدت وليمة كبيرة للرب 8- تمثل الحياة الحاضرة والعمل المستمر. 9- نرى فيها صورة لحياة الحزن وعدم الاستقرار. 10- نموذج لطالب الحياة الزمنية لارضية. 11- ما فعلتة ليس شرير ولا رديء. |
1- المصغية والمتأملة " جماعة المتأملين ". 2- تفعل حسناً بجلوسها عند قدمية " سماع إصغاء. 3- استقبلته كرب ومخلص لها . 4-جلست ليطعمها هو بما في يديه" طعام الروح" 5- مهتمة ومتأملة كلامه بشوق وحياة . 6- عيناها على امرٍ واحد . 7- اعدت ذاتها لوليمة الرب . 8- تمثل الحياة العتيدة وحياة الراحة والاسترخاء. 9- نرى فيها صورة لحياة الفرح وهدوء البال 10- نموذجٍ لطالب الحياة الابدية السماوية 11- مافعلته حسنٌ وخيرٌ |
إن ما قامت به مرتا من أمور كثيرة هو هو ذاته ما نفعله نحن اليوم . وما قامت به مريم هو هو ما نترجاه في الحياة الآتية ، لذا فمرتا جاهدت في الخدمة العاملة ومريم جاهدت بطريقٍ أفضل في حياة العمل الروحي بكلمة الله والاصغاء إليه.
واجبنا نحن المسيحيين والمؤمنين أن نقرن هذا التناغم معاً ولا نفرق بين حياة وحياة، فالمسيحي يحمل في قلبه فكر مرتا وفكر مريم، فلا جهاد خارج حياة التأمل. ولا حياة للتأمل بدون عمل .
فنحن اعضاء وكلٍ منا له موهبته وعلينا أن ننظر إلى يسوع ونكون في حركة على الدوام بين حُب الهدوء والسكينة لعيش حياة تأمل ملؤها العبادة والسجود ليسوع .
يسوع ينزل إلينا ويحتاج منا أن نطعمه ، ويرفعنا إليه ليطعمنا. هذا هو يسوع الذي جاء إلى العالم خاصته وخاصته لم تقبله أما الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أبناء الله.
جاء يسوع إلى الخدم فجعل منهم إخوة وإلى المأسورين فجعل منهم شركاء في الميراث.
نحن مدعوين بأن نكون كمرتا نخدم ونجاهد وكمريم نجلس ونصغي له . مدعوين لنترك الاهتمامات والأمور الجسدية ( الطعام الفاني) ونهتم بالخير الأعظم في حياة التأمل.
أخيراً يجاوب يسوع على رغبة مرتا التي قالت له أما تبالي بأن مريم لم تساعدني فقل لها أن تساعدني، يقول يسوع يامرتا أنك تهتمين بأمورٍ كثيرة لكن الحاجة إلى واحد ، فمريم إختارت النصيب الصالح الذي ينزع منها.
وبهذه العبارة يكشف يسوع عن زوال كل مظاهر الغنى والمال والمناصب والمراكز الاجتماعية والشهادات وامور الجسد، ويلفت إنتباهنا إلى أمور الروح وحياة الفرح. فهذا هو النصيب الصالح بأن نكون ثابتين مجاهدين حتى تبقىّ كلمة الله ثابته فينا متجذرة ومتأصلة منها نمتليء حكمةً للإنتصار على المعوقات الارضية التي تؤدي بنا إلى عدم الاصغاء إلى كلام الله.
لنفكر جيداً في عناية الرب التي تسهر علينا