Skip to Content

مولود قبل كل الدهور - الانبا رافائيل

 

 

همسات روحية

لنيافة الأنبا رافائيل

 

Click to view full size image

مولود قبل كل الدهور
يظن البعض أن السيد المسيح قد سُمي (الابن) لأنه وُلد من العذراء مريم، وهذا الظن خاطىء، لأن ربنا يسوع المسيح هو (الابن) منذ الأزل، لأنه مولود من الآب قبل كل الدهور.

فهو ابن الله منذ الأزل وإلى الأبد، وصار ابن إنسان بالتجسد في ملء الزمان. ولذلك يرد لقب (الابن) في العهد القديم (أي) قبل التجسد، ففي سفر الأمثال ورد النص التالي:

"مَنْ صَعِدَ إلَى السماواتِ ونَزَلَ؟ مَنْ جَمَعَ الرِّيحَ في حَفنتيهِ؟ مَنْ صَرَّ المياهَ في ثَوبٍ؟ مَنْ ثَبَّتَ جميعَ أطرافِ الأرضِ؟ ما اسمُهُ؟ وما اسمُ ابنِهِ إنْ عَرَفتَ؟" (أم30: 4).

كما ورد على سبيل النبوة في مواضع كثيرة منها:

"مِنْ مِصرَ دَعَوْتُ ابني" (هو11: 1).

والابن مولود من الآب قبل الدهور ولادة طبيعية، أي كخروج الشعاع من المصباح، أو ولادة الحرارة من النار.

ونقصد بعبارة (الولادة الطبيعية) أنها بدون إرادة، فالشمس يخرج منها النور والحرارة تلقائيًا، ولا تكون شمس إن لم يخرج منها نور وحرارة، وكذلك الآب يخرج منه تلقائيًا الابن المولود والروح القدس المنبثق،

ولا يكون آبًا إن لم يكن له ابن وروح خارجان منه باستمرار وبدون انفصال.

وإذا لم يكن الله آبًا فماذا سيكون؟!! هل هو صنم لا يتحرك ولا يتفاعل ولا يتكلم ولا ينتج ولا يُؤثر ولا يشعر به أحد (منذ الأزل)؟

حاشا لله أن يكون هكذا.. بل هو كائن حي نابض بالحيوية والاشعاع الحي، لذلك فهو منذ الأزل إله حي يتكلم ويسمع ويتحرك ويحب، وينبعث منه الابن بطريقة الولادة والروح القدس بطريقة الانبثاق.

وهناك حوار منذ الأزل بين الأقانيم وهم في وحدانية الجوهر، وهناك حب وحركة وحيوية في الله الواحد المثلث الأقانيم منذ الأزل.

وأبوة الله هي مصدر كل أبوة في الخليقة، لأنه إن لم يكن الله أبًا يلد ابنًا، فكيف يخلق خليقة قادرة على الانجاب؟!!

"أحني رُكبَتَيَّ لَدَى أبي رَبنا يَسوعَ المَسيحِ، الذي مِنهُ تُسَمَّى كُلُّ عَشيرَةٍ (أبوة) في السماواتِ وعلَى الأرضِ" (أف3: 14-15).. أي منه تنبع كل أبوة وكل خصب في الخليقة الحية.

- هنا يجب أن أوضح مرة أخرى أن الفروق بين ولادة الابن من الآب، وبين ولادة أي كائن من كائن آخر هي:

(1) بدون زواج.. فالآب قادر أن يلد بدون مساعدة من أحد.

(2) بدون أقدمية.. فالآب أزلي والابن أزلي.

(3) بدون انفصال.. فالآب والابن ليسا إلهين منفصلين بل أقنومان متحدان.

(4) باستمرار.. فالولادة من الآب مستمرة منذ الأزل وإلى الأبد.

(5) بدون إرادة.. لأن خروج الابن من الآب هو خروج طبيعي تلقائي.

ونفس الكلام يُقال أيضًا عن خروج الروح القدس من الآب بطريقة الانبثاق، ومع مساواة الأقانيم الثلاثة في الجوهر والألوهة والأزلية والقدرة.

 مثال للإيضاح:

ولادة الفكر من العقل.. هو أيضًا بدون زواج، وبدون أقدمية العقل عن الفكر، وبدون انفصال، وباستمرار، وبتلقائية.

وكذلك ولادة الحرارة من النار، والشعاع من الشمس.

 

 



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +