Skip to Content

الغفران في المسيحية - الانبا رافائيل

  

همسات روحية

لنيافة الأنبا رافائيل  

الغفران في المسيحية

 

Click to view full size image

 هناك مبدأ قانوني يقول: "الاعتراف سيد الأدلة"، وفي مجال المحاكم الأرضية يحكم القاضي بأقصى عقوبة على المتهم الذي أقر واعترف بجريمته، وثبت فعلاً إدانته.

والسؤال هنا .. لماذا إذًا الاعتراف في الكنيسة أمام القاضي الروحي (أب الاعتراف) .. يؤدي إلى الغفران والتبرير، والخروج من ساحة المحكمة (جلسة الاعتراف) متبررًا؟

الإجابة هنا .. "لأنه قد سبق ودُفع الدين"."لأنَّ أُجرَةَ الخَطيَّةِ هي موتٌ" (رو6: 23)،

"... وإنَّما عَثَرَ في واحِدَةٍ، فقد صارَ مُجرِمًا في الكُل" (يع2: 10).

والخطية خطية سواء كانت كبيرة أم صغيرة، والنتيجة واحدة هي الموت ..

إذًا فأنا محكوم عليَّ بالموت عدة مرات بسبب خطاياي الكثيرة والمتكررة، بل وفي كل يوم يتكرر الحكم عليَّ بالموت عدة مرات أيضَا.

كيف نخلُص من هذا الكابوس؟ وكيف أنجو من هذا الموت؟

إنه الفادي المخلص المحرّر الذي سبق ودفع الدين عني وعنك وعن كل مَنْ يؤمن باسمه القدوس وخلاصه الثمين على الصليب المكرم. إن موت السيد المسيح على الصليب لم يكن له بل لنا.

ولأن السيد المسيح هو الله المتجسد اللانهائي، صارت قيمة موته لا نهائية (أي كأنه صُلب ومات عددًا من المرات لا نهائيًا) .. وبالتالي صار موته رصيدًا لكل البشر، يسحبون منه عندما يتوبون ويقرون بخطاياهم أمام الأب الكاهن الذي بدوره يستحضر الغفران من المسيح بدمه الكريم المقدس، عندما يصلي التحليل على رأس المعترف.. (يكونون مُحاللين من فمي بروحك القدوس)، كوعد الكتاب:

& "إنِ اعتَرَفنا بخطايانا فهو أمينٌ وعادِلٌ، حتَّى يَغفِرَ لنا خطايانا ويُطَهرَنا مِنْ كُل إثمٍ" (1يو1: 9).

 & "مَنْ يَكتُمُ خطاياهُ لا يَنجَحُ، ومَنْ يُقِرُّ بها ويترُكُها يُرحَمُ" (أم28: 13).

 لو كان السيد المسيح إنسانًا عاديًا، لكان موته الخلاصي يكفي إنسانًا واحدًا لمرة واحدة .. أما وأن المسيح هو الله بالحقيقة، لذلك فموته كاف لكل الناس مئات وآلاف المرات ..

لكن بشرط الإيمان بقيمة هذا الدم الغافر والموت الفادي، الإيمان بأن السيد المسيح هو الله الحي بالحقيقة وأنه الفادي والمخلص..

ومع الإيمان أتقدم للاعتراف لوكيله المبارك أبي الكاهن "وُكلاءِ سرائرِ اللهِ" (1كو4: 1)، لأصرف منه حصتي من الغفران التي تركها لي أبي السمائي ربي يسوع المسيح، ثم نتقدم معًا للتناول من جسده ودمه الأقدسين اللذين يقال عنهما في القداس:

"يعطى عنَّا خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة أبدية لمَنْ يتناول منه".



عدد الزوار

free counters



+ † + AVE O MARIA+†+ لم يكن هذا الموقع صدفةً عابرة، بل دبّرته العناية الإلهية ليكون للجميع من دون اسثناء، مثالاً للانفتاح المحب والعطاء المجاني وللخروج من حب التملك والانغلاق على الانانية. مُظهراً أن الله هو أبَ جميع الشعوب وإننا له أبناء. فمن رفض أخاه الانسان مهما كان انتماءه، رفض أن يكون الله أباه. + † + AVE O MARIA +