عَييتُ في صُراخي و اْلتَهَبَ حَلْقي و كلَت عَينايَ مِنِ اْنتِظاري لِإِلهي (مز 69 /4)
الخطية المحبوبة - القس دانيال نجيب
الخطية المحبوبة
القس دانيال نجيب
لماذا لا نتوب توبة حقيقية؟
كثير من الناس يعترفون بخطاياهم كثيرًا، ولكنهم لا يتوبون.. ونجد إنسانًا مثلاً تسيطر عليه الشهوة، وآخر لا يستطيع المواظبة على قانونه الروحي.
إنها دائرة مفرغة، ويشعر الإنسان بذلك بالخجل من أب اعترافه، حيث إنه لا ينمو.. بل وأحيانًا تطرأ على المعترف فكرة تغيير أب الاعتراف، مُعتقدًا أن النقص في إرشاد أب الاعتراف وليس في تقصيره هو.
ولكن دعنا نتكلم بصراحة.. لماذا لا نتوب توبة حقيقية؟
توجد أسباب كثيرة.. ولكن أهمها:
1- الخطية المحبوبة.
2- سبب الخطية مازال موجودًا.
3- فقدان العلاقة الشخصية بالله.
4- فقدان الجهاد الروحي.
الخطية المحبوبة..
"عِندَ البابِ خَطيَّةٌ رابِضَةٌ،
وإلَيكَ اشتياقُها وأنتَ تسودُ علَيها"
(تك4: 7)
أحد أسباب عدم التوبة وجود خطية يحبها الإنسان، ولا يريد أن يستغنى عنها.. فإنها تسيطر عليه، وتستحوذ على كل قلبه، فلا يتبقى مكانًا لربنا يسوع المسيح الذي يريد قلب الإنسان..
"تُحِبُّ الرَّبَّ إلهَكَ مِنْ كُل قَلبِكَ، ومِنْ كُل نَفسِكَ، ومِنْ كُل فِكرِكَ، ومِنْ كُل قُدرَتِكَ. هذِهِ هي الوَصيَّةُ الأولَى" (مر12: 30).
ونجد أن الشيطان يريد أن يسيطر على الإنسان من خلال قلبه.. يسيطر عليه بهذه الخطية المحبوبة، ولذلك نجد أنه
"لَمّا سمِعَ هيرودُسُ المَلِكُ اضطَرَبَ وجميعُ أورُشَليمَ معهُ" (مت2: 3).
E أورشليم ترمز إلى القلب الذي يسيطر عليه (الشيطان).
E هيرودس.. كلما سمع بميلاد ربنا يسوع المسيح له المجد ومحاولته الاقتراب من قلوبنا.. يثور.
وهنا تضطرب قلوبنا لأن القلب به محبة غريبة..
وبذلك أقول: "لا أستطيع التوبة"..
لأن هناك خطية محبوبة.
داود وجليات:
وهذه الخطية تشبه رأس جليات الجبار الذي هزمه داود الفتى الصغير، لأن داود ضرب بالمقلاع رأس جليات ففقد توازنه، واستطاع بعد ذلك قتل جليات.
ولو كان داود ضرب بالمقلاع في جسد جليات ما سقط جليات على الأرض.. هكذا إذا أردنا التوبة فعلينا التركيز على هذه الخطية المحبوبة، ونركز كل جهادنا نحوها.. فإذا استطعنا البعد عنها نكون بدأنا التوبة الحقيقية.
امرأة لوط:
امرأة لوط خرجت من سدوم وعمورة، ولكن كان قلبها في سدوم وأفكارها في عمورة.. فتحولت إلى عمود ملح.
احذروا يا أحبائي الخطية المحبوبة..
"الويل للمتواني لأنه سيطلب زمانًا مما ضيعه عبثًا فلن يجده"
(مار أفرام السرياني)
ولإلهنا المجد الدائم.. آمين.