مكتوب: للرب إلهك تسجد و إياه وحده تعبد (لو 4 /8)
الاستنارة فى حياة الآباء
الاستنارة فى حياة الآباء
لا أزال شاكرًا لاجلكم ذاكرًا إياكم في صلواتي كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح أبوالمجد روح الحكمة والإعلان في معرفته.
مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين ". افسس 1 : 16 - 18
إلا أننا رأينا كثيرين يهلكون أجسادهم بكثرة الصوم والسهر والانفراد في البراري والزهد
فالإفراز هوالذى يعلم الإنسان كيف يسير في الطريق المستقيم ويحيد عن الطرق الوعرة
والإفراز يحذر الإنسان من أن يسرق من اليمين بالإمساك الجائر المقدار ومن الشمال بالتهاون والاسترخاء
ونتساءل في كل مرة عن ماهية الاستنارة
وكيف يستنير الانسان
وما هي علامات الاستنارة في انسان ونتائجها
وقد اتفق معي الأخوة الأحباء في مركز الدراسات الآبائية "فيلوباترون" أن أتحدث في موضوع:
الاستـنارة في حياة آباء البـرية وذلك من خلال سيرة القديس أنطونيوس، وذلك في اطار المؤتمر الذي ُاقيم في ايبارشية المنيا وأبو قرقاص
مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هورجاء دعوته وما هوغنى مجد ميراثه في القديسين أف1 : 18
فإن الذهن المقصود هنا هو قدرة الوعي الداخلي على النظر الى الأمور التى يستعلنها الروح فيفرزها ويكشف مقدار الحكمة فيها ويستوعبها ويفهمها ويستذكرها.
وفي حديثه يطلب القديس بولس من الله أن يهبنا روح الحكمة والإفراز ثم يعطينا قدرة داخليه لاستيعاب وفهم ما يعمله الروح داخلنا
العين الداخلـية = ترى حقيقة جوهر الأشياء
لذلك يقول السيد المسيح لتلاميذه
طوبى لعيونكم لأنها تبصر- متى 13 : 16
وعندما كان سائرًا مع تلميذي عمواس، احتاج الأمر أن يفتح ذهنهم ليفهموا الكتب فانفتحت أعينهم وعرفاه ثم اختفى عنهما - لو 24 : 31
لا تحزن إن كنت قد ُحرمت من حاسة البصر تلك التي يشترك فيها الحيوان والحشرات مع الانسان،
فقد وهبك الله البصيرة الروحية تلك النعمة التي يفتقر إليها الكثير من الناس. ومن هنا يجب أن نفرق بين البصر والبصيرة
وهكذا فإن الإنسان الروحي الذي استنار بالروح القدس يصبح قادرا على التمييز بين ما هو جيّد وما هو رديء .. الإنسان الروحي يحكم في كل شيء ولا ُيحكم فيه
ويقول القديس باسيليوس الكبير، عن الروح القدس أنه مصدر القداسة والنور العقلي والذي يهب كل الخليقة الاستنارة لفهم كل شيء
الشعب الجالس في ظلمة أبصر نورًا عظيما والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور- مت 4 :16
الحياة الجديدة التى لن يغلبها الموت ولن تقدر الظلمة أن تغشاها أو يحتويها قبر
لذلك يقول القديس بولس :" استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح " اف 5 : 14
ويقول أيضاً
يدعى هذا الفعل سر المعمودية - بأسماء كثيرة أعنى نعمة واستنارة وكمالاً وحميمًا، فهواستنارة به نرى نور القدوس الخلاصي أعنى أننا به نشخص إلى الله بوضوح
الاستنارة وهى المعمودية، هي معينة الضعفاء، واهبة النور ونقض الظلمة ..
وهى - أي الاستنارة - مركب يسير تجاه الله برفقة المسيح أساس الدين. تمام العقل، مفتاح الملكوت، استنارة الحياة
المعمودية هي ابنة النهار ،فتحت أبوابها فهرب الليل ،الذى دخلت إليه الخليقة كلها
وتكرس قلبه بمحبة الله ولها، منحه السكون الذى يعيشون فيه استنارة داخلية
أولئك الذين أشرقت عليهم بشعاع من حبك لم يحتملوا السكنى بين الناس- الشيخ الروحاني
وعندما سئل القديس انطونيوس عن أدواته ولغته في حياته قال
إن لغتي هي السكون. لذلك أستطيع ان أقرأ لغة الله في أي وقت أشاء .. يقصد الاستنارة
ولقد درب الآباء أولادهم كيف يستنيرون ويأخذون من الله ويشرق بنوره فيهم، حتى يستطيعوا من ثمّ أن يرشدوا هم آخرين. فهي ليست مسألة تلقين ولكنها نقل الشعلة (ان كلمة تقليد في الأصل اليوناني تعني نقل الشعلة من شخص إلى آخر
ذلك بسبب الإشراقة العجيبة التى سطعت في قلبها فانتشلتها من الماخور الى البرية - بحسب تعبير الشيخ الروحاني في أنشودة التوبة
إذا كان ذلك على سبيل العلاج. كما نقرأ عن القديس باخوميوس أنه منع شخصاً من الصلاة لأنها لم تكن لحساب الله.
في ذلك يقول القديس يوحنا الدرجى
أحيانا يكون دواء أحد سما للآخر ،أحيانا يكون الدواء عينه شافيه للإنسان عينه في وقت دون الآخر
والذين شكوا له من عند عودته من اهمال الأخ، فما كان من القديس باخوميوس إلاّ أنه استدعى ذلك الأخ واستفسر منه عما حدث، فأخبره بأنه فكر في مساعدة الآباء على النسك وذلك بعدم تقديم الطعام المطبوخ لهم،
بل الاكتفاء الخبز والقليل من الطعام البسيط، على أن يستسمر هو وقته في عمل القفف. وهنا أمره القديس باحضار جميع ما أنجزه وكان كثيراً جدا. جمع القديس كل الرهبان حول كومة القفف ثم قال للأخ:
لقد أبطلت الثمرة الطبيعية للفضيلة ! (وكان يقصد بالطبع أن النسك يجب أن يكون اختيارياً
واما الروحي (المستنير) فيحكم في كل شيء وهولا يحكم فيه من أحد " 1كو 2 : 15
وقد اجتهد القديس أنطونيوس كثيرا في تدبيره لتلاميذه لكي يجعلهم يعتمدون علي أنفسهم، فيحفرون لهم المغارات بعيدا عنه، ولا ينتسبون إليه بل إلى الله ويختبرون ذلك بأنفسهم
فقد قال للقديس بولا البسيط
اذهب إلى البرية الجوانية وذق طعم الوحدة
فكان يطلب لهم الاستنارة ويطلب بإلحاح من الله لأجلهم ويطلب إليهم الإلحاح هم أيضا إلى الله في ذلك