لن أدعكم يتامى، فإني أرجع إليكم (يو 14 /18)
أقوال في الكاهن - إعداد راهبات مار يعقوب
أقوال في الكاهن
إعداد راهبات دير مار يعقوب الفارسي
دده، الكورة بقدر ما يصلّي الكاهن للعالم أثناء الذبيحة الإلهيّة، بقدر ما يُرحَم هو من الله. (الأب جرمانوس القبرصيّ).
أقوال في الكاهن إعداد راهبات دير مار يعقوب الفارسي دده، الكورة بقدر ما يصلّي الكاهن للعالم أثناء الذبيحة الإلهيّة، بقدر ما يُرحَم هو من الله. (الأب جرمانوس القبرصى).
... إنّ الكاهن في اشتراكه المتواتر بسرّ الشكر، يُمنح نعمة الله بدون حدود، وعلى الجميع أن يأخذوا منه نعمة الله الغزيرة، وعليه هو أن يسعى جاهداً إلى أن تمتدّ نعمة الله أكثر فأكثر وألاّ يحتفظ بها لنفسه.
(القدّيس يوحنّا كرونشتادت).
الكاهن يتألّم لأجل العالم بأسره. يصير كلّ شيء للكلّ (القدّيس يوحنّا كرونشتادت).
ما نقاوة شفتي الكاهن اللتين بهما يلفظ دوماً الاسم القدّوس، اسم الآب والابن والروح القدس! ما نقاوة القلب حتّى يحوي حلاوة هذا الاسم المجيد وبهاءه ويشعر بهما!
كم عليه أن يبتعد بشكل قطعيّ عن كلّ شهوة جسديّة، ولا يسمح لها بأن تصير جسداً، حيث روح الله لا يمكن أن يقيم (القدّيس يوحنّا كرونشتادت).
كيف يمكن لكاهن أن يهتمّ بملذّات أرضيّة عندما تكون حاجته الملحّة هي إلى الله، وسعادته الوحيدة هي فيه؟
ما هي الملذّات الأرضيّة بالنسبة إلى كاهن عندما يجب عليه أن يكون باستمرار في الكنيسة لأجل الخدمة وأمام مذبح الله (القدّيس يوحنّا كرونشتادت).
اخشّ الربّ بكلّ نفسك وكرّمْ كهنته. أحبب صانعك بكلّ قوّتك ولا تهمل خدّامه، اتّقِ الربّ وأكرم الكاهن (ابن سيراخ 29:7-31).
الكاهن، كملاك الله العليّ، عليه أن يرتفع عن كلّ هوى وكلّ شهوة وكلّ باطل، فهذه من أعمال الشيطان. عليه أن يكون متّحداً عمليّاً بالله.
إيّاه وحده يحبّ، وإيّاه وحده يخاف. أمّا خوف البشر فدلالة على عدم تسليمه الكلّيّ لله (القدّيس يوحنّا كرونشتادت).
الكاهن إنسان عظيم وسامٍ أثناء احتفاله بالخدم اليوميّة، وعلى نحو خاصّ أثناء إتمامه سرّ الشكر. منحه الله سلطة عظيمة.
هو كلّيّ الاقتدار، وباستطاعته أن يدافع أمام الله عن العالم بأسره (القدّيس يوحنّا كرونشتادت).
الكهنوت هو تقديس النفوس، يصل الإنسان بالله والله بالإنسان. هو سرّ نكرّمه ولا نقدر أن نفسّره
(القدّيس غريغوريوس الكبير).
من هذا الإنسان العظيم، هذا الكاهن! تراه دائماً في حديث مع الله، والله دوماً يستجيب له! في كلّ خدمة، في كلّ صلاة يتحدّث مع الله، والله، في كلّ خدمة وكلّ صلاة يستجيب له. الكاهن ملاك وليس إنساناً.
الكاهن وسيط بين الله والناس. إنّه الصديق الأقرب إلى الله! كأنّما هو الله بالنسبة إلى البشر، ممنوحاً السلطة لغفران الخطايا ومحو الذنوب وإقامة الأسرار المحيية الرهيبة التي بها يتألّه هو والآخرون.
(القدّيس يوحنا كرونشتادت).
نفس الكاهن يجب أن تكون أنقى من أشعّة الشمس حتى يمكن للروح أن يسكن فيها.
ويجب أن يكرّر القول دائماً مع بولس المغبوط "لست أنا أحيا بل المسيح يحيا فيّ" (غلا2:2).
(القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم).
ما القلب النقيّ الغريب عن كلّ انجذاب أرضيّ، الذي على الكاهن امتلاكه لأجل أن يكون إناء للمحبّة الإلهيّة، للمحبّة المقدّسة، للمحبّة الملتهبة تجاه الجنس البشريّ كلّه. على الكاهن أن يكون ملاكاً عديم الأهواء، سماويّاً بالكلّيّة، شعلة محبّة لله وللناس (القدّيس يوحنّا كرونشتادت).
الكاهن الذي يتمّم القدّاس الإلهيّ بدون استحقاق هو يهوذا آخر، وسيعذَّب في نار الجحيم الأبديّ أكثر من ذاك
(القدّيس يوحنّا كرونشتادت).
حتى ولو كان الكاهن مهتمّاً بأن تكون حياته مقدّسة، وهو لا يهتمّ بخلاص النفوس الذين يسمعونه، سيعذَّب في النار الأبديّة كزانٍ فاسق (القدّيس مكسيموس المعترف).
حدث مرّة أن أراد أحد الأساقفة أن يتفقّد أبرشيّته المترامية الأطراف. وأثناء تجواله وصل إلى قرية بعيدة جدّاً. فسأل عن كاهنها، فقيل له إنّه يعمل في الأرض.
وبعد فترة وجيزة حضر الكاهن، فوجد الأسقف أمامه رجلاً بسيطاً يتصبّب عرقاً وثيابه موحلة، فلم يبد الأسقف ارتياحاً لمنظر الكاهن هذا ولكنّه لزم الصمت.
وفي اليوم الثاني أراد الأسقف أن يحتفل مع الكاهن بالذبيحة الإلهية واثقاً بأنّ هذا الكاهن لا بدّ أن يقع في أخطاء لا عدّ لها، لذا راح يراقبه مراقبة شديدة مسمّراً عينيه عليه. ولكن يا للعجب العجاب ماذا رأى الأسقف؟!
الكاهن متوشّح بالنور الإلهيّ منذ اللحظة التي بدأ بها الخدمة وحتى نهايتها. وما إن انتهى الكاهن من توزيع الخبز المقدّس على المؤمنين حتى انطرح الأسقف على قدمي الكاهن طالباً أن يباركه.
فأجابه الكاهن: كيف يمكن أن يبارِك الأصغرُ الأكبر؟ أنت باركني أيّها السيّد. فردّ الأسقف بكلّ تأثّر: وكيف أبارك من لفّه النور الإلهيّ؟ باركني أيّها الأب.
فأجاب الكاهن مستغرباً: وهل يوجد أيّها السيّد أسقف أو كاهن أو حتى شماساً لا يلفّه النور الإلهيّ أثناء الخدمة. وهنا لاذ الأسقف بالصمت أمام هذا التوبيخ اللطيف، وأمام بساطة الكاهن ونقاوة قلبه.
وهكذا غادر الأسقف القرية وهو ممتلئ خشوعاً وفائدة روحيّة.