سبحوا إلهنا، يا جميع عبيده والذين يتقونه من صغار و كبار (رؤ 19 /5)
القديس بيو - سادسًا: أعمال الأب بيّو - جنود مريم
أعمال الأب بيو
سادسًا: أعمال الأب بيّو
1. «بيت الألم الممجّد
في التاسع من كانون الثاني 1940 وفي غرفة الأب بيّو تجسّد هذا المشروع. كان ثلاثة من أبنائه الروحيّين مجتمعين معه، وكان الكلام يدور حول الأمراض، فأوضح الأب أنّ علينا أن نرى في كلّ مرض صورة ليسوع المتألّم وأن نعمل ما بوسعنا لنريحه.
«إنّ عمل رحمة من الإنسان عظيم جدًّا في عين الله. فالحبّ هو الشرارة الإلهيّة في النفس البشريّة». يجب أن تكون أعمالنا بشكل يسمح للسيّد المسيح أن يقول لنا: «كنت جائعًا فأطعمتموني، كنت مريضًا فزرتموني...».
وهكذا ولدت فكرة المستشفى. وأخرج الأب بيّو من جيبه قطعة ذهبيّة كان قدّمها إليه أحد الحجّاج، ووضعها على الطاولة قائلاً: «هل يمكن أن أكون أوّل من يتبرّع للمستشفى الجديد؟»
نظرة الأب بيّو إلى المرض نظرة مستوحاة من الإنجيل فبنظره كلّ شرّ بشريّ جسديّ نفسيّ، أخلاقيّ، اجتماعيّ ينتج بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن الخطيئة. وقال بعدها البابا "بيوس الثاني عشر": «على الطبّ لو أراد أن يكون إنسانيًّا بحقّ أن يتوجّه إلى الشخص بكامله جسدًا ونفسًا وروحًا».
وقد كتب الأب بيّو: «إن بيت الراحة هو نواة ستصبح فيما بعد مدينة استشفائيّة مجهّزة تقنيًّا بأحدث التجهيزات... سيصبح بيت الراحة مركز صلاة وعلم حيث سيجد الجنس البشريّ نفسه في المسيح المصلوب كقطيع واحد لراعٍ واحد».
«لقد مشينا مرحلة من الطريق، فلنكمل المسير مسرعي الخطى تلبية لنداء الربّ: وأنا شخصيًّا بصلاة متواصلة مع الرغبة المشتعلة بأن أضمّ البشريّة المتألّمة جمعاء إلى قلبي لأقدّمها لرحمة الآب السماويّ».
كما قال متوجّهًا إلى كبار الأطباء من الجمعيّة العالميّة لأطبّاء القلب القادمين من الأرجنتين، من الولايات المتحدة، من باريس، لندن، ستوكهولم وروما من أجل تدشين "البيت" La Casa: «إنّ رسالتكم هي الاعتناء بالمريض لكن إن لم تحملوا الحبّ إلى سرير المريض أعتقد أنّ الدواء لن ينفع كثيرًا. لقد جرّبت هذا... احملوا الربّ إلى المرضى هذا يساوي أكثر من أيّة عناية أخرى».
إنّ الربّ هو يبني «بيت الراحة» بيديه... «فهو عمل الله وسيبقى مدى الدهر والويل لمن يمسّه... عمل إلهي، عمل جديد، وعمل دهريّ للطبّ الحديث». قدّم الأب بيّو La Casa إلى الحبر الأعظم بإرادته (وثيقة 1957).
إنّه يعتني بمستشفى واحدة بالجسد والروح والنفس: «تلك هي الفكرة العبقريّة للأب بيّو».
2. مجموعات الصلاة
«إنّ مجموعات الصلاة هي القلوب والأيدي التي تدعم العالم» (الأب بيّو).
وُجدت هذه المجموعات لتكون قاعدة روحيّة لعمل البيت «La Casa» لكن منذ 1916 كان مشروع الأب بيّو هكذا: «بيوت حبّ في الكنيسة، بالكنيسة ومن أجل الكنيسة». «كونوا مراكز إيمان ومحبّة يكون في وسطها المسيح نفسه موجودًا كلّما اجتمعتم من أجل الصلاة ولمشاركة الحبّ الأخويّ تحت رعاية رعاتِكم ومدرائكم الروحيّين».
هذه المجموعات يجب أن يكون لديها مرشد روحيّ كاهن يوافق عليه الأسقف، وأن يجتمعوا في كنيسة أقلّه مرّة في الشهر حول القربان ومن أجل سماع كلمة الله. إنّهم ينتشرون في العالم كلّه ومركزهم الروحيّ La Casa في سان جيوفاني.