للأحد الثاني على التوالي تجمّع المؤمنون الكاثوليك في سريلانكا أمام شاشات التلفزة لمتابعة وقائع القداس لأن أبواب الكنائس ما تزال مقفلة لأسباب أمنية منذ يوم عيد الفصح تاريخ الهجمات التي أسفرت عن مقتل مائتين وسبعة وخمسين شخصاً، بينهم حوالي خمسين طفلا، فضلا عن حوالي خمسمائة جريح بعضهم حالتهم خطرة. في عظته أثناء القداس أثنى نيافته على إيمان المصلين الكاثوليك الذين قضوا في اعتداءات الحادي والعشرين من الشهر الفائت والتي استهدفت، فضلا عن عدد من الفنادق، كنيستين كاثوليكيتين وأخرى إنجيلية، وقال: إن جميع هؤلاء المصلين توجّهوا إلى الكنيسة بدافع محبتهم العميقة لله.
في ختام الاحتفال الديني قرأ رئيس أساقفة كولومبو رسالة وجّهها البابا فرنسيس إلى المؤمنين في سيرلانكا وأرسلها إلى الكاردينال رانجيت يوم الجمعة الفائت. أكد فرنسيس أنه على أثر الهجمات الوحشية التي استهدفت الجماعات المسيحية صباح عيد الفصح في كولومبو ومناطق أخرى من سريلانكا، يود التعبير مرة جديدة عن تضامنه العميق وصلواته المستمرة من أجل جميع الأشخاص الذين تعرضوا لهذه الجرائم البغيضة. وقال إنه بالاتحاد مع الأخوة والأخوات حول العالم يوكل الضحايا إلى الرحمة اللامتناهية لله، الآب السماوي، ويصلي إلى الرب يسوع المسيح، الذي تغلّب على الخطية والموت طالبا منه أن يحمل الشفاء للجرحى والعزاء لكل الأشخاص الذين يبكون أحباءهم.
كتب البابا في رسالته أيضا: مع أتباع جميع الديانات والرجال والنساء ذوي الإرادة الصالحة حول العالم، أعبّر عن الرعب إزاء هذه الإساءة الخطيرة لاسم الله القدوس، وأصلي على نية القلوب التي قسّاها الحقد، كي تستسلم لإرادة تحقيق السلام والمصالحة بين جميع أبنائه. في فترة الألم الكبير هذه، أصلي من أجل المؤمنين كي يُثبّتوا في المحبة ويعزوا بعضهم بعضاً من خلال الرجاء النابع من الفصح ومن إيماننا الذي لا يتزعزع بوعود المسيح. تابع البابا رسالته إلى الشعب السريلانكي: إذ أدرك الجرح الذي تعرضت له الأمة بأسرها، أصلي على نية جميع السريلانكيين كي يترسخوا في العزم على تعزيز التناغم الاجتماعي والعدالة والسلام. في الختام كتب البابا أنه يوكل رئيس أساقفة كولومبو وأخوته الأساقفة وجميع الإكليروس والرهبان والمؤمنين العلمانيين إلى معانقة ملكة وشفيعة سريلانكا المُحبّة، ومنح الكل بركاته الرسولية كعلامة للصلابة والسلام في الرب القائم من الموت.
وكان بعض المؤمنين قد توجهوا يوم أمس الأحد إلى الكنائس التي استهدفتها اعتداءات يوم عيد الفصح وأشعلوا أمامها بعض الشموع إحياء لذكرى الضحايا. وقد أجرت وكالة الصحافة الفرنسية مقابلة مع أحد كهنة أبرشية كولومبو الذي تحدث عن صدمة روحية يمرّ بها المؤمنون حالياً بسبب توقّف الاحتفالات بالقداديس والإفخارستية، وعدم توفّر دور الصلاة والعبادة، واصفا ما يجري بالمأساة. وعلى الرغم من إقفال الكنائس يقوم بعض المؤمنين الكاثوليك بالتجمّع في المنازل ومختلف المراكز الخاصة، كما يقوم الكهنة بزيارات إلى البيوت ليتفقدوا المؤمنين ويزوروا جرحى الاعتداءات ويمنحوا المناولة للمرضى محاولين مدّهم ببصيص من الأمل والعزاء. وقد اتُخذ قرار يقضي بإقفال المدارس الكاثوليكية في سريلانكا بسبب بعض التهديدات التي تلقتها، ومنها أيضا تهديدات صدرت عن تيارات متشددة بوذية، الديانة التي تنتمي إليها أغلبية السكان.
فاْحذَروا مِنَ التَّذَمّرِ الَّذي لا خَيرَ فيه وكُفّوا أَلسِنَتَكم عن النَّميمَة لأَنَّ الكَلِمَةَ الَّتي تُقالُ في الخُفْيةِ لا تَذهَبُ سُدً ى والفَمَ الكاذِبَ يَقتُل النًفْس (حك 1 /11)