حملت الرسالة البابوية توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين وأشار فيها البابا إلى محاولة الأجيال الجديدة للقيام بثورة، لافتا إلى أن العديد من المؤمنين علقوا آمالا كبيرة على هذه الميول، وراحوا يحلمون ببناء عالم أفضل. بعدها تساءل البابا: ماذا تبقى اليوم من هذه الرغبة في تغيير كل الأمور؟ وتطرق في هذا السياق إلى المحاولات الرامية إلى بناء الجدران في عالم اليوم عوضا عن بناء الجسور، كما أن الناس يميلون اليوم إلى الانغلاق على ذواتهم عوضا عن الانفتاح على الآخرين. هذا وتنمو مشاعر اللامبالاة وتقوّض الرغبة في اتخاذ المبادرات لتحقيق تبدل ما. كما يطغى الخوف وتتبدد الثقة بالمستقبل. ولفت البابا إلى أنه يتساءل ما إذا أصبح العالم اليوم أفضل مما كان عليه لنصف قرن خلا. وأكد أن هذا الأمر ينطبق أيضا على المسيحيين الذين عاشوا فترة العام 1968، وهم مدعوون اليوم إلى التفكير وطرح التساؤلات مع العديد من الأشخاص الآخرين حول العبَر التي تعلمناها من الماضي.
بعدها أكد البابا فرنسيس في رسالته أن الإنسان يميل إلى الاعتقاد بأن ذكاءه وقدراته هي المبادئ التي تحكم العالم وتديره ولفت إلى أن الإنسان ليس مدعوا إلى الابتعاد عن العالم كي لا يرتكب الأخطاء وكي يحافظ على إيمانه، مؤكدا أن الإيمان الأصيل يتضمن رغبة عميقة في تغيير العالم، وتحريك التاريخ، كما جاء في موضوع لقاء ريميني لهذا العام. واعتبر فرنسيس أن المسيحي ينبغي أن يحلم في عالم أفضل، ولا يمكنه أن يتخلى عن هذا الحلم. وفي ختام رسالته إلى أسقف أبرشية ريميني لمناسبة افتتاح لقاء الصداقة بين الشعوب للعام 2018 كتب البابا فرنسيس أنه لا توجد ثورة في العالم قادرة على سد احتياجات القلب البشري، لأن الله وحده قادر على هذا الأمر، هو يستطيع أن يملأ القلب بحضوره اللامتناهي. ولهذا السبب صار بشراً كي يتمكن البشر من لقاء الرب الذي يخلّص الإنسان ويتمم رغبته في عيش أيام سعيدة، كما جاء في وثيقة أباريسيدا عام 2007، والتي صدرت في أعقاب الجمعية العامة الخامسة لمجالس أساقفة أمريكيا اللاتينية والكاراييب.