حيا البابا في الرسالة جميع المؤتمرين وقال إن اللقاء يُعقد في مدينة تحمل معان رمزية كبيرة نظرا لمسيرة المصالحة والسلام في أعقاب حرب حملت الكثير من الآلام لشعوب المنطقة. ولفت البابا إلى إن ساراييفو هي مدينة الجسور، كما أن المؤتمر الدولي يرمي إلى تعزيز أجواء من المقاسمة وإطلاق دروب جديدة من التقارب بين الشعوب والثقافات والديانات والتوجهات السياسية. بعدها لفت البابا إلى أن الأعمال تتناول مواضيع مرتبطة بالبيئة فضلا عن الهجرة واللجوء واعتبر أن المشاكل الكبيرة والمعقدة التي يشهدها عالمنا المعاصر تتطلب أشخاصا ومؤسسات يلعبون دورا ريادياً متجددا. وشدد على ضرورة ألا تقتصر المسألة على الخطابات الرنانة.
هذا ثم انتقل البابا إلى الحديث عن الأخلاقيات اللاهوتية وهي الموضوع المركزي لهذا المؤتمر، وقال إنها يمكن أن تقدم إسهامها على هذا الصعيد مشيدا بالجهود الرامية إلى إنشاء شبكة من أشخاص، يتوزعون على القارات الخمس، يتعمقون معا في المسائل الخلقية ويبحثون فيها عن موارد جديدة وناجعة. وأكد فرنسيس أن بناء هذه الشبكة يتطلب بناء الجسور، ومقاسمة المسيرة والإسراع في عملية التقارب، وهذا الأمر لا يعني تحقيق تجانس في وجهات النظر، بل البحث عن التقارب في النوايا في إطار الانفتاح على الحوار.