ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له، أما من قال على الروح القدس، فلن يغفر له لا في هذه الدنيا و لا في الآخرة ( مت 12 /32)
كلمة حياة تموز 2014: "وأقولُ لكُمْ: إنْ اتّفقَ إثنانِ منكُمْ على الأرضِ في كلِّ شيءٍ يطلبانه، فإنّه يكونُ لهما من لَدُنِ أبي الذي في السَموات. فحيثُ اجتمَعَ اثنانِ أو ثلاثةُ باسمي، فهناك أكونُ في وسطِهِم."
كلمة الحياة
تمّوز 2014
"وأقولُ لكُمْ: إنْ اتّفقَ إثنانِ منكُمْ على الأرضِ في كلِّ شيءٍ يطلبانه، فإنّه يكونُ لهما من لَدُنِ أبي الذي في السَموات. فحيثُ اجتمَعَ اثنانِ أو ثلاثةُ باسمي، فهناك أكونُ في وسطِهِم." (متّى 18، 19- 20)
كلمة يسوع هذه، حسب رأيي، هي من إحدى كلماته التي تجعل القلب يخفق فرحًا. تحفل حياتنا بالكثير من الحاجات والرغبات المشروعة والجيّدة لكنّها تكون صعبة المنال ولا تعلم كيف تحقّقها، وتقتنع أنّ لا استجابة لها إلا بتدخّل من العلاء، ووحدها نعمة من السماء يمكنها أن تمنحك ما ترغب به بكلّ كيانك. إذّاك تسمع من فم يسوع، بوضوح لا يحمل الشكّ ويقين ملؤه الأمل والوعد، هذه الكلمة:
"وأقولُ لكُمْ: إنْ اتّفقَ إثنانِ منكُمْ على الأرضِ في كلِّ شيءٍ يطلبانه، فإنّه يكونُ لهما من لَدُنِ أبي الذي في السَموات. فحيثُ اجتمَعَ اثنانِ أو ثلاثةُ باسمي، فهناك أكونُ في وسطِهِم."
قد تكون قرأت في الإنجيل أنّ يسوع غالبًا ما يوصي بالصلاة ويعلّمنا كيف نصلّي كي تُستجابَ صلاتنا. ولكن، ما يطلبه منّا اليوم في هذه الكلمة التي نتوقّف عندها فريدٌ حقًا؛ كي تستجيبَ السماء صلاتَنا علينا أن نكون جماعة. يقول يسوع: "إن اتّفق اثنان". وهذا العدد هو الحدّ الأدنى المطلوب لتكوين جماعة. وبالتالي، ما يهمّ يسوع ليس عدد المؤمنين، بل يهمّه أن يكونوا جماعةً.
في ذلك الزمان، كما تعلم، كان سكّان اليهوديّة يعرفون أنّ الله يقدّر صلاة الجماعة، لكنّ يسوع يقول أمراً جديداً: "إنّ اتفق اثنان منكم". إنّه لا يطلب وجود أشخاص عدّة معًا بل يريدهم متحدّين. إنّه يشدّد على اتّحادهم، على الاتّفاق القائم بينهم. يريدهم صوتًا واحدًا.
عليهم طبعًا أن يتّفقوا على ما يطلبونه، وأن تكون صلاتهم مبنيّة بخاصّةٍ على وحدة قلوبهم. فيسوع عمليّاً يؤكّد أنّ الحبّ المتبادل في ما بينهم شرطٌ أساسيّ كي تُستجاب صلاتهم.
"وأقولُ لكُمْ: إنْ اتّفقَ إثنانِ منكُمْ على الأرضِ في كلِّ شيءٍ يطلبانه، فإنّه يكونُ لهما من لَدُنِ أبي الذي في السَموات. فحيثُ اجتمَعَ اثنانِ أو ثلاثةُ باسمي، فهناك أكونُ في وسطِهِم."
وقد تتساءل: "لماذا تبلغ الصلوات الجماعيّة قلب الآب بسهولة أكبر؟"
ذلك ربّما لأنّها أكثر طهرًا. ألا نختبر في الواقع أنّه غالبًا ما تتحوّل صلاتنا إلى سلسلة من طلبات أنانيّة تذكّرنا بطلبات المتسوّلين من ملكهم أكثر ممّا تذكّرنا بطلبات الأبناء من أبيهم؟ في حين، أنّ ما نطلبه مع الآخرين بشكل جماعيّ يحرّرنا من دون شكّ من فخّ المصلحة الشخصيّة، لأنّنا باتّحادنا بالآخر نكون أكثر استعدادًا للشعور بما يحتاج إليه، فنشاركه فيه.
ليس هذا وحسب بل إنّ شخصين أو ثلاثة، هم أكثر قدرة على معرفة ما يجدر بنا طلبه من الآب.
بالتالي إذا ما أردنا أن تُستجاب صلاتُنا فلنتمسّك بكلام يسوع هذا:
"وأقولُ لكُمْ: إنْ اتّفقَ إثنانِ منكُمْ على الأرضِ في كلِّ شيءٍ يطلبانه، فإنّه يكونُ لهما من لَدُنِ أبي الذي في السَموات. فحيثُ اجتمَعَ اثنانِ أو ثلاثةُ باسمي، فهناك أكونُ في وسطِهِم."
إنّ يسوع نفسه يقول لنا أين يكمن سرّ نجاح هذه الصلاة: إنّه في الاجتماع باسم يسوع؛ فعندما نجتمع باسمه يتحقّق حضوره وسطنا ويكون من الأسهل أن ننال معه كلّ ما نطلب. فحيثما اجتمعت القلوب بمحبّة متبادلة، يشترك يسوع الحاضر معنا في طلب النِعَمَ من أبيه. وهل نشكّ أن الآب لا يصغي إلى ابنه يسوع؟ فالآب ويسوع واحد.
ألا يبدو لك هذا كلّه رائعًا؟ ألا يمنحنا الطمأنينة والثقة؟
"وأقولُ لكُمْ: إنْ اتّفقَ إثنانِ منكُمْ على الأرضِ في كلِّ شيءٍ يطلبانه، فإنّه يكونُ لهما من لَدُنِ أبي الذي في السَموات. فحيثُ اجتمَعَ اثنانِ أو ثلاثةُ باسمي، فهناك أكونُ في وسطِهِم."
أنت الآن بالتأكيد تودّ أن تعرف ماذا يريدنا يسوع أن نطلب؟ هو يقول بوضوح: ..."كلّ شيء"، فبالتالي ليس من حدود لطلباتنا.
إجعل إذًا هذه الصلاة في برنامج حياتك. قد تكون عائلتك أو أنت ذاتك أو أصدقاؤك والجماعات التي تنتمي إليها، ووطنك، والعالم المحيط بك بحاجة إلى نِعَمٍ لا تُحصى لأنّك لم تطلبها بعد.
اتفِّق مع أشخاص تحبّهم، تتفاهم معهم ويشاركونك مُثلك العليا، وبعد أن تكونوا مستعدّين بأن تحبّوا بعضكم كما يطلب الإنجيل، وتكونوا هكذا واحدًا فتستحقّوا حضور يسوع بينكم، في حينه، اطلبوا كلّ ما تستطيعون طلبه. أطلبوا أثناء الاحتفالات الدينية، اطلبوا في الكنيسة، اطلبوا حيثما كنتم، اطلبوا قبل اتخاذ أي قرار، أطلبوا أيّ شيء.
وبخاصّة لا تخيّبوا أمل يسوع بإهمالكم هذه الوصيّة، بعد أن قدمّ لكم تلك الإمكانيّة العظيمة للصلاة.
وبفضل صلاتكم، سيزداد الناس فرحًا ويحصل المرضى على الرجاء وينمو الأطفال في رعاية أفضل وتلتحم العائلات في انسجام أعمق وقضايا عالمنا الكبرى سنتمكّن من معالجتها في أجواء بيوتنا الحميمة...
بالإضافة إلى ذلك، سنكسب الملكوت لأنّ الصلاة من أجل إحتياجات الأحياء والأموات هي أيضًا من أعمال الرحمة التي سنُطالَب بها عند الامتحان الأخير.
كيارا لوبيك.