أَمَّا أَنا فاللّهَ أَدْعو و الرَّبُّ يُخَلِّصُني (مز 55 /17)
رئيس الملائكة جبرائيل أو غبريال - للمتنيح الأنبا غريغوريوس - أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية و الثقافة القبطية و البحث العلمي
رئيس الملائكة جبرائيل أو غبريال
للمتنيح الأنبا غريغوريوس
الملاك جبرائيل أو غبريال هو أحد رؤساء الملائكة السبعة الواقفين أمام الله في السماء . سفر الجليان-الرؤيا1:3,4:4,1:5,5:8,6:2 وبالقرب من عرشه الإلهي,
يخدمونه,ويسجدون أمامه,ويعملون بكلمته عند سماع صوت جلاله مز102:20,يأمرهم بتنفيذ إرادته ومقاصده.
ويجيء اسم جبرائيل أو غبريال في الكتاب المقدس,وفي كتب الكنيسة,الثاني في الترتيب بعد رئيس الملائكة ميخائيل.
جاء فيذك صولوجية السمائيين من كتاب الأبصلمودية السنوية قوله:سبعة رؤساء الملائكة وقوف يسبحون أمام القادر علي كل شيء يخدمون السر الخفي:
ميخائيل هو الأول,وجبرائيل أو غبريال هو الثاني...هؤلاء المنيرون العظماء الأطهار يطلبون منه"من الله" عن الخليقة...
ولقد قال الملاك جبرائيل عن نفسه في حديثه إلي زكريا رئيس الكهنة والد النبي يوحنا المعمدان,وهو يصف شرف مهمته وكرامة وظيفته أنا جبرائيل الواقف أمام الله لوقا1:19,
وهو ما يتفق تماما مع ما قاله الملاك رافائيل لطوبيا أنا رافائيل الملاك أحد السبعة الواقفين أمام الرب طوبيا12:15ومع ما جاء في سفر الجليان-الرؤيا للقديس يوحنا الحبيب اللاهوتي1:4,4:5.
ولقد جاء اسم الملاك جبرائيل أو غبريال,في الكتاب المقدس مذكورا بالاسم جبرائيل أربع مرات:
اثنتان منها في العهد القديم السابق علي تجسد المسيح,واثنتان منها في العهد الجديد.
وذلك غير مرات أخري لم يذكر فيها اسمه بالنص,ولكن المصادر الأخري في التقليد اليهودي والتقليد المسيحي تشير إلي دور له في أحداث إلهية ومهام سماوية.
1- وأول ما يرد اسم الملاك جبرائيل هو في سفر دانيال النبي جاء الملاك إلي دانيال يفسر له الرؤيا التي رآها عند نهر أولاي.يقول النبيوكان لما رأيت أنا دانيال هذه الرؤيا والتمست بيانها إذا بشبه إنسان قد وقف قبالتي وسمعت صوت إنسان من وسط أولاي,فنادي وقال: ياجبرائيل,فهم هذا الرجل الرؤيا. فجاء إلي حيث وقفت فلما أتي أرتعبت,وخررت علي وجهي.
فقال لي:افهم يا ابن آدم,فإن الرؤيا تتم في الوقت المحدود. إذ كان يتكلم معي كنت مسبخا علي وجهي إلي الأرض,فلمسني وأوقفني علي مقامي,وقال:هآنذا أعلمك بما سيكون في آخر السخط فإنه يتم في الميعاد المحدود. دانيال8:15-19.
ولابد أن يكون الأمر الصادر إلي جبرائيل الملاك لتفسير الرؤيا لدانيال,هو من المسيح قبل التجسد,لأنه ظهر له في شبه إنسان وكان هذا تمهيدا للتجسد الحقيقي الكامل الذي تم في ملء الزمان,وفي العهد الجديد.
2- والمرة الثانية التي يرد فيها اسم الملاك جبرائيل هي في سفر دانيال أيضا.يقول النبيوبينما كنت أتكلم وأصلي وأعترف بخطيئتي وخطيئة شعبي إسرائيل وأطرح تضرعي أمام الرب إلهي..لأجل جبل قدس إلهي...إذا بالرجل جبرائيل الذي رأيته في الرؤيا عند البداءة قد طار سريعا ولمسني في وقت تقدمة المساء وفهمني,وتكلم معي,وقال:يادانيال إني خرجت الآن لأعلمك فتفهم..دانيال9:22,20.
ثم أنبأه عن مجيء المسيح الفادي,وتتميم الفداء والخلاص وعن خراب الهيكل والقدس في ابتداء تضرعاتك خرج الأمر وأنا جئت لأخبرك لأنك أنت محبوب.فتأمل الكلمة وافهم الرؤيا.
إن سبعين أسبوعا حددت علي شعبك وعلي مدينة قدسك لإفناء المعصية وإزالة الخطيئة وتكفير الإثم والإتيان بالبر الأبدي واختتام الرؤيا,والنبوءة ومسح قدوس القدوسين,فاعلم وافهم إنه من صدور الأمر بإعادة بناء أورشليم إلي المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعا فتعود تبني السوق والسور في ضيق الأوقات
.وبعد الأسابيع الاثنين والستين يقتل المسيح,والشعب الذي ينكره لايكون له,وشعب رئيس آت يدمر المدينة والقدس,دانيال 9:23-27.
3- ومرة أخري يجيء الملاك جبرائيل إلي النبي دانيال وهو في خلوة روحية علي شاطيء نهر دجلة,ويبشره باستجابة صلواته وأصوامه,وينبئه بما سيكون في آخر الأيام دانيال10:10-14.
4- في كل تلك المرات كان جبرائيل يحمل بشارة إلي النبي دانيال. وكذلك صنع في العهد الجديد,فهو بعينه الذي حمل إلي زكريا الكاهن بشري استجابة صلواته لاتخف يا زكريا,فإن دعاءك قد استجيب,وزوجتك أليصابات ستحبل وتلد لك ابنا فتسميه يوحنا,وتفرح وتبتهج كما يفرح كثيرون بميلاده لوقا1:14,13.
وعرفه بنفسه وقال له:أنا جبرائيل الواقف أمام الله.وقد أرسلت لأكلمك وأبشرك بهذا لوقا1:19.
5- وفي تقليد الكنائس الرسولية في الشرق والغرب أن الملاك جبرائيل هو الذي نقل بيديه الطاهرتين حبقوق النبي من أرض إسرائيل وتخوم الناصرة إلي عند دانيال النبي وهو في أسفل بئر السباع الكاسرة في أرض الكلدانيين
وكان حبقوق النبي في أرض يهوذا,وكان قد طبخ طبيخا وثرد خبزا في جفنة وانطلق إلي الصحراء ليحمله للحصادين.
فقال ملاك الرب لحبقوق احمل الغذاء الذي معك إلي بابل إلي دانيال في جب الأسود فقال حبقوق أيها السيد إني لم أر بابل قط ولا أعرف الجب.
فأخذ ملاك الرب بجمته وحمله بشعر رأسه ووضعه في بابل عند الجب باندفاع روحه. فنادي حبقوق قائلا يادانيال يادانيال خذ الغذاء الذي أرسله لك الله.
فقال دانيال اللهم لقد ذكرتني ولم تخذل الذين يحبونك.وقال دانيال وأكل ورد ملاك الرب حبقوق من ساعته إلي موضعه دانيال 14:32-38.
6- وهو بعينه الملاك جبرائيل الذي بشر العذراء مريم بتجسد الله الكلمة منها وفي الشهر السادس أرسل الملاك جبرائيل من الله إلي مدينة في الجليل تسمي الناصرة,
إلي عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف,وكان اسم العذراء مريم. فدخل الملاك إليها وقال لها:
السلام لك أيتها الممتلئة نعمة.الرب معك.مباركة أنت في النساء.
فلما رأته اضطربت من قوله.. فقال الملاك لها:
لا تخافي يامريم لأنك قد نلت نعمة عند الله.وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا تسمينه يسوع,
وسيكون عظيما, وابن العلي يدعي وسيعطيه الرب الإله عرش داود أبيه,فيملك علي بيت يعقوب إلي الأبد ولن يكون لملكه انقضاء..
ولذلك فإن القدوس الذي سيولد منك يدعي ابن الله لوقا1:26-35.
هكذا عرف عن الملاك جبرائيل أو غبريال أنه الملاك المبشر بالأخبار المفرحة.
7- والملاك جبرائيل هو الملاك الذي بشر يواقيم والد العذراء مريم بأن حنة أمرأته ستحبل وتلد ابنة يكون منها خلاص العالم السنكسار تحت اليوم السابع من شهر مسري القبطي.
8- وفي تقليد الكنائس الرسولية,في الشرق والغرب,أن الملاك جبرائيل هو الذي ظهر للمجوس في بلاد المشرق عند ميلاد المسيح يسوع وأوحي إليهم بسر النجم والذي أشرق عليهم,وهو الذي قادهم وسار معهم ,فجاءوا من المشرق إلي أورشليم قائلين أين هو المولود ملك اليهود, فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد لهوكان يتقدمهم حتي جاء ووقف فوق الموضع الذي كان فيه المسيح يسوع في بيت لحم.
9- وفي تقليد الكنائس الرسولية,في الشرق والغرب,أن جبرائيل هو الملاك الذي بشر الرعاة بمولد السيد المسيح. وكان في تلك الناحية رعاة بالبادية يتناوبون السهر بالليل في حراسة قطعانهم.
وإذا بملاك الرب يظهر فجأة قبالتهم,ومجد الرب يضيء من حولهم,فارتعبوا ارتعابا شديدا,فقال الملاك لهم:
لاتخافوا فها أنذا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب,إذ ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب,
وإليكم هذه العلامة: إنكم ستجدون الطفل مقمطا ومضجعا في مذودثم ظهرت بغته مع الملاك كوكبة من جند السماء يسبحون الله قائلين: المجد لله في الأعالي,وعلي الأرض السلام وبالناس مسرته لوقا 2:8-14.
وجاء في كتاب التماجيد المستخدم في كنيستنا القبطية قوله عن الملاك جبرائيل أو غبريال في ذكصولوجية آدام:
هذا القوي حقا رئيس الملائكة غبريالهو الذي بشر الرعاة في الحقل قائلا: قد ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب.
وجاء في كتاب الدفنارتحت اليوم السادس والعشرين من شهر بؤونة:غبريال=جبرائيل هو الذي بشر الرعاة في الحقل قائلا:لاتخافوا فها أنا ذا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب إذ ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب.وإليكم هذه العلامة:
إنكم ستجدون الطفل مقمطا ومضجعا في مذود.
10- ثم إن الملاك جبرائيل هو الذي أمر المجوس بعد أن سجدوا للمسيح المولود وقدموا له هداياهم,أن لايرجعوا إلي هيرودس الملك,
فقد كان هيرودس أوصاهم قائلا اذهبوا وابحثوا عن الصبي بتدقيق فإذا وجدتموه فأخبروني لكي أجيء أنا أيضا وأسجد له يقول الإنجيل ثم أوحي إليهم في حلم ألا يرجعوا إلي هيرودس,فانصرفوا من طريق آخر إلي بلادهم متى2:12.
وقد جاء في كتاب الدفنارتحت اليوم الثالث من هاتورفهذا جبرائيل أيضا الذي ظهر للمجوس في الحلم,وأرسلهم إلي كورتهم,ولم يذهبوا إلي هيرودس.
11- وفي تقليد الكنائس الرسولية في الشرق والغرب,أن الملاك جبرائيل أو غبريال هو الذي رافق المسيح له المجد في طفولته خادما له,ورافق العائلة المقدسة في رحلتها إلي مصر,وعودتها منها إلي فلسطين,وهو الذي كان يظهر للقديس يوسف البار في أحلامه,فهو الذي أمره بأن يذهب بالطفل الإلهي إلي مصر,
إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا:قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلي مصر وامكث هناك حتي أقول لك متي2:13 وهو الذي أمره بالعودة من مصرفلما مات هيرودس,إذا ملاك الرب يظهر في حلم ليوسف في مصر قائلاقم وخذ الصبي وأمه واذهب إلي أرض إسرائيل,فقد مات الذين كانوا يبتغون قتل الصبي......
ولكنه حين سمع أن أرخلاوس قد ملك علي إقليم اليهودية مكان هيرودس أبيه,خاف أن يذهب إلي هناك.ثم أوحي إليه في حلم,فمضي إلي نواحي الجليل وجاء وسكن في مدينة تدعي الناصرة متي 2:19-32.
وفي إحدي كنائسنا القبطية القديمة أيقونة أثرية للعائلة المقدسة في طريقها من فلسطين إلي مصر-تظهر فيها العذراء القديسة مريم تمتطي حمارا وهي تحتضن الرب يسوع طفلا بين ذراعيها,بينما أن يوسف البار العجوز يقود الحمار من الخلف.
علي أن مايميز هذه الأيقونة الأثرية هو ظهور رئيس الملائكة جبرائيل وهو باسط جناحيه فوق العائلة المقدسة ووجهه ورأسه يرسمان طريقه إلي مصر.هذه الأيقونة الأثرية تشير بوضوح إلي هذه الحقيقة وهي مصاحبة الملاك جبرائيل للعائلة المقدسة في طريقها من فلسطين إلي مصر.
12- وفي تقليد الكنائس الرسولية في الشرق والغرب ,أن الملاك جبرائيل أو غبريال هو بعينه الملاك الذي ظهر للسيد المسيح في بستان جثسيماني أثناء صراعه وآلامه وكان يقول له: لك القوة لوقا22:43.
13- وهو بعينه الملاك جبرائيل الذي أنقذ دانيال النبي من جب الأسود وسد أفواهها فلم تؤذه: فأجاب دانيال الملك أيها الملك حييت إلي الأبد.