فليعط كل امرئ ما نوى في قلبه، لا آسفا ولا مكرها. لأن الله يحب من أعطى متهللا (2كور 9 /7)
262- البابا بولس السادس 1963 - 1978
بولس السادس
جيوفاني باتيستا مونتيني
1963 - 1978
ولد في كونشسيو سنة 1898 أمين سر دولة الفاتيكان 1952، سيم أسقفاً على ميلان سنة 1954، ثم كردينالاً سنة 1958.
لقد تخوّف العالم من أن تتوقف أعمال المجمع المسكوني، الفاتيكاني الثاني، بعد وفاة البابا يوحنا الثالث والعشرين، ولكنّ هذا التخوّف لم يكن في موضعه، إذ لمّا اجتمع الكرادلة لانتخاب خلف ليوحنا، وقعت القرعة على الكردينال جيوفاني باتيستا مونتيني، فاتخذ اسم بولس السادس، فكان انتخابه متمماً لرغبات الكثيرين، فقد أدرك الكثيرون بأن هذا البابا هو الخليفة حسب رغبة يوحنا الثالث والعشرين.
صرّح البابا الجديد بأنه سيتابع بكل أمانة وإخلاص أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، الذي بدأ به سلفه، وكان هو أحد آبائه. ثم بدأ بالدورة الثانية، لهذا المجمع في 29 أيلول سنة 1963 وافتتحه بهذه الكلمات: إن هذه الدوة هي ذكر لسلفنا الكريم يوحنا الثالث والعشرين، الذي هو مرسل من الله، لكي تقوم الكنيسة باحتفال أهم من مجمع مسكوني، تقوم بثورة تغيّر المفاهيم وتوسع المدارك.
لم يقف بولس عند حد تكملة المجمع، بل سار بعيداً جداً في طلب الوحدة، إذ عمّق العمل الاصلاحي أكثر فأكثر، إذ أوجد عدة تنظيمات جديدة غايتها امتداد المجمع المسكوني وديمومته في العالم، ونشره حتى في الأوساط الغير مسيحية. جدّد الديوان الباباوي (الكوريا) وترأس عدة مجامع أسقفية دورية. أما ما هو أهم من كل ذلك فلقاؤه في أورشليم في 5 كانون الثاني 1964 مع البطريرك أتيناغوراس أوضحت رغبته في السعي وراء الوحدة المسكونية. ثم ضاعف رحلاته إلى الخارج. أما في رسائله فقد أوضح عن عقيدته وإيمانه الراسخ حسب إيمان الآباء والأجداد، وأنه أمين ومؤتمَن ومؤتمِن على إيمان ومبادئ هذه الكنيسة لتبقى مستمرة إلى الأبد ورحلاته إنما كانت لتوطيد الاتحاد، والعدالة والسلام في العالم.
توفي هذا البابا، بعد أن أنهى أعمال المجمع المسكوني، وذلك في 6 آب سنة 1978.