صلوا لئلا تقعوا في التجربة (لو 22 /40)
257- البابا بيوس العاشر (قديس) 1903 - 1914
القديس بيوس العاشر
جيوزب (جوزف) سرتو
1903 - 1914
طوّب قديساً في 29 أيار 1954
ولد في 2 حزيران 1835 في ريز، هو ثاني أولاد موزع البريد والخياطة العشرة. درس الفلسفة واللاهوت سيم كاهناً سنة 1858، وراح يتدرج في الوظائف الكهنوتية تدريجياً، فكان نائباً أسقفياً، كاهن رعية، معاون أسقف فكاتم أسرار المطرانية في طومبولا وسالزانو ثم تريفيز. وفي سنة 1884 أصبح مطراناً على أبرشية مانتو. جعله لاون الثالث عشر كردينالاً سنة 1893 ولقّبه ببطريرك البندقية. رأى البابا كغيره من الباباوات، في سرتو خليفة له. في المجمع تلا كردينال كراكوفيا، بوزينا باسم فرنسوا جوزف، المنع، وهو آخر اعتراض (فيتو) في تاريخ الكنيسة الذي كان حقاً تاريخياً وتخطاه الزمن، كان المرشح الأكثر حظاً في الانتخاب هوالكردينال رامبولاً، كاتم أسرار دولة لاون الثالث عشر، فهل يا ترى، كان له الحظ بدون دعم أو ضغط؟ منذ سنة 1904 صدر قانون يرشق، بموجبه، بالحرم كل مبادرة للتدخل في شأن انتخاب البابا، أو كل من يضغط بثقله على حرية المجمع الانتخابي. وفعلاً قد أصبح بطريرك البندقية، المعروف بميله إلى النمسا، بابا بالرغم من اعتراضه وتمنعه الشديدين. عيّن ماري دلفال، الذي أميناً لسر المجمع الانتخابي، أميناً لسر الدولة وجعله كردينالاً. وماري دلفال هذا أحد أول كبار أمناء سر الدولة في القرن العشرين. كان هناك بعض نقاط تخالف الملك والتي وقع فيها سلفه. فبيوس العاشر طبقا لشعاره "كل شيء يتجدد بالمسيح" فقد ركّز كل نشاطاته حول التجديد الداخلي في الكنيسة . جميع المبادرات الجوهرية، في هذا الحقل، كانت واضحة في رسالتيه حول التعليم المسيحي، وخاصة حول مناولة الأطفال. أما في المسألة الرومانية فقد اتخذ موقفاً معتدلاً. أما إحدى أولى إصلاحاته فكانت الموسيقى الكنسية، فأصدر بهذا الخصوص، في 22 تشرين الثاني 1903 رسالة باباوية تلقائية، ولئن لم يطبقها الكثيرون، فإنها تعني الرجوع إلى الألحان الغريغورية. أنشأ سنة 1911 مدرسة الموسيقى الكنسية في روما. وفي 19 آذار سنة 1904 كلّف لجنة برئاسة الكردينال بياترو غاسباري، رجل القانون الأكثر نباهة ورصانة، في ذلك العصر، بوضع وتدوين الحق القانوني. وفي 8 أيلول 1907 نشر رسالته: "السلام" ضد المحدثين وأدان ناكري قيمة العقل (الاغنوسطيني)، اللادريين وحذّر من أخطار الإلحاد، ومذهب الحلوليين. ثم أجرى إصلاحاً ولأول مرة، منذ سيكستوس الخامس، سنة 1908 في المجلس الباباوي. وفي سنة 1909 أصدر "لا غازيتا" الجريدة الرسمية للفاتيكان، ودعاها العمل الرسولي الدائم. وأنشأ مؤسسة الكتاب المقدس، ثم أصلح سنة 1910 كتاب الصلوات وبسّطه.
بيوس العاشر هو الأول بين الباباوات الذين سعوا، عبثاً، للحؤول دون وقوع حربين عالميتين، أو ليضع لها حداً، ويحارب مختلف المظالم والاستبدادات السياسية التي انتشرت في عصرنا. لقد توقّع الحرب العالمية الأولى. كانت قضية تطويبه القضية الأولى في تاريخ الكنيسة، إذ رفعها، هذه المرة، الكرادلة وليس المؤمنون في العالم، كما هي العادة؛ فالكرادلة كانوا يكرمون بيوس العاشر، منذ زمن طويل، كقديس. جسده، الآن يستريح في كنيسة القديس بطرس تحت المذبح المكرس على اسمه. كان بيوس العاشر يجمع في شخصه مزيج نادر من كل صفات القديس: الصلاح، الرأفة والفقر، التي إليها تنسب كل الأشياء المدهشة، يتشاءم أحياناً بعمق، قوي، متصلب، وقد كان، أحياناً، لا يعير الوقائع التاريخية أيّة أهمية، لكنه كان في تفانيه منقطع النظير، إذ نراه سنة 1908، عقب الهزة الأرضية التي أصابت مسينا، يستقبل ضحايا الكارثة في الفاتيكان بكل محبة، قبل أن تحرك الأنظمة الرسمية حتى إصبعها. كان يرفض بوضوح أي عطف أو إكرام يقدّم من أفراد عائلته، فأخوه بقي موظفاً بسيطاً في البريد، ابن أخيه المفضل لديه كان خورياً للقرية، وثلاث من أخوته كنّ يعشن في روما بتواضع كلي. كان يرغب، قبل كل شيء، في أن يكون كاهناً وأباً روحياً. هو البابا الوحيد الذي كان يجمع، كل نهار أحد، سكان روما في ساحة داماسيوس ويشرح لهم الإنجيل والتعليم المسيحي.
أما قواه، الفوق الطبيع، فقد أظهرت أكثر من مرة في حياته، وقد أثبتها عدد كبير من الشهود الذين لا تدحض شهاداتهم. طهارة نفسه، عظمته، مطابقة أعماله لأقواله، كل هذه قد جعلته جديراً بالاحترام، والصحافة كلها، حتى الاشتراكية منها قد وفته حقه من الإكرام والتقدير.
طوّبه قديساً البابا بيوس الثاني عشر في 29 أيار سنة 1954.