ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان، بل ما يخرج من الفم هو الذي ينجس الإنسان ( مت 15 /11)
252- البابا لاون الثاني عشر 1823 - 1829
لاون الثاني عشر
انيبال، كونت ديلا جنغا
1823 - 1829
ولد في 22 آب 1760 في قصر جنغا، قرب سبوليت، كان ديلا جنغا، أميناً للسر وكاهناً لكنيسة مار بطرس، ثم أصبح سنة 1786 مطراناً وقاصداً رسولياً في كولونيا، شغل مناصب عالية في الديبلوماسية، وكذلك على عهد بيوس السابع، وأصبح سنة 1816 مطراناً على سينيغاغليا وكردينالاً، وبقي كذلك إلى سنة 1820 إذ دعاه البابا إلى روما ليجعله كردينالاً نائباً له. وفي المجمع الانتخابي قام مناهضو كونسالفي ومقاومو أفكاره الإصلاحية وانتخبوا جنغا. أظهرت حبرية لاون الثاني عشر انتكاساً ضد ميول بيوس السابع وكونسالفي المنفتحة نحو التقدم، فألغى كل الترتيبات الملأى بالحكمة، التي أجراها سلفه، فإذا بالتحقيقات التعسفية والوشايات تضرب أطنابها، فمنع لاون حتى التلقيح ضد الجدري، الذي نشره كونسالفي، وأمر بالأخذ بالمناهج الإدارية والأنظمة القانونية المتخلفة والمتروكة منذ زمن طويل. فاليهود أبعدوا، أجبروا على الإقامة محتقرين وموضوعين تحت رحمة محكمة التفتيش، هاجروا عندما اغتنوا فزعزعوا التوازن الاقتصادي. أحد الكرادلة القصّاد، فيه من الشراسة والقساوة ما لا يتصوره أحد، منذ أزمنة طويلة، قد حكم على خمسمائة وثمانية أشخاص، في رومين في غضون ثلاثة أشهر، بالموت، وبالسجن المؤبد أو بالنفي، فما كان من سكان رافين إلا أنهم تركوا المدينة تخلصاً من مثل هذه التنفيذات.
ترك لاون ذكراً طيباً في نشاطه المخصص للفن والثقافة ولعدة إصلاحات في داخل الكنيسة أكثر مما تركه في حكومته. دفن في كنيسة مار بطرس، وفضلاً عن صفاته الكبيرة ـ كان عدواً لتوظيف الأقارب والمحسوبية ـ كانت تسيطر على شخصيته كما على حبريته التضييق والمسكنة والروح المحدودة، حتى أنه كان معارضاً لكل ما كان قد اختاره سلفه.