فيَعلَموا أَنَّكَ أَنتَ وَحدَكَ اْسمُكَ الرَّبُّ المُتَعالي على الأَرضِ كُلِّها (مز 83 /19)
234- البابا غريغوريوس الخامس عشر 1621 - 1623
غريغوريوس الخامس عشر
اسكندر لودوفيسي
1621 - 1623
ولد في 9 كانون الثاني 1554 من عائلة قديمة بولونية، بعد أن أنهى لودوفيسي دروسه، كان قد سيم كاهناً في روما، لينخرط بعد ذلك في المجلس الباباوي، على عهد ابن وطنه غريغوريوس الثالث عشر. أما في عهد اكليمنضوس الثامن، نرى هذا الحبر العالم الحازم، الذي لم يكن منحازاً إلى أي فريق، فقد اغتنم كل الفرص وأمسك بزمامها ليقوم في وسط الأوضاع السياسية الصعبة بما تتضمنه روحه التواقة إلى المصالحة والهدوء. وفي سنة 1612 سيم رئيساً لأساقفة بولونيا. وفي سنة 1616 أصبح كردينالاً، عمل في أبرشيته بكل نشاط للإصلاح.
أما نسيبه لودوفيكو لودوفيسي الكاهن الممتاز فقد عيِّن كردينالاً منذ أن كان بعمر خمس وعشرين سنة، فاتضح، مع ذلك، أنه رجل نزيه طاهر الذيل مستقيم وذكي، فأصبح مساعداً عظيماً للبابا الذي كان متوعك الصحة، ولا يزال ذكره يتردد في روما وخاصة لأنه أنشأ كنيسة القديس أغناطيوس. وله صيت حسن وعظيم كعامل خير ومحسن، وكجامع مجموعات أدبية. وعن مجموعاته نتج مجموعة جونون لودوفيسي في متحف ترمس. أما التعاون، الذي كان بين غريغوريوس الحكيم الذكي، وبين ابن الأخ النشيط، فكان مثالياً لتلك الحقبة، لأن للاثنين أخلاق عالية وطبيعة شريفة نبيلة.
نجح البابا في مسعاه للحصول على منصب في البلاط لمكسيميليان البافاري، كعرفان جميل، ولأنه أعطاه مكتبة جامعة هيلدبرغ – مكتبة البلاتينية -، كما نجح أولاً في إرساء قواعد الصلح بين الأحزاب، عندما أثيرت مسألة فالتيلين التي كانت تنذر بإشعال نار الحرب بين فرنسا وآل هابسبورغ، إذ ما إن أصبح ريشيلو كردينالاً سنة 1622 حتى احتل فالنتين سنة 1624 كابتاً الجيوش البابوية. عدَّل غريغوريوس صيغة انتخاب البابا وذلك سنة 1621( ببراءة رسولية بتاريخ 5 تشرين الثاني) فأما( انتخاب تراضي بالاجماع أو بالالهام)
توَّج غريغوريوس عمله الواسع داخل الكنيسة بتطويبه، في 12 آذار سنة 1622، اغناطيوس دي لويولا، فيليب دي نيري تيريز الافيلية وفرنسوا كزافيه(كسفاريوس) رسول آسيا الشرقية. كما أنشأ أيضاً: مجمع نشر الإيمان(البروباغندة)، الذي ينبغي نشر الإيمان في المناطق البروتستانتية أو البلاد الوثنية. إنما بقي هذا المجمع يتعثر طويلاً حتى وصل إلى قمة عمله وصار له تأثير في حقل الإرساليات. كان جميع المرسلين في بلاد الوثنيين تحت سلطة اسبانيا والبرتغال.
غريغوريوس هو أحد الباباوات الأكثر لطافة ولطفاً. دفن في كنيسة القديس اغناطيوس، واحد من رسومه العديدة وهو الأكثر إلفاتاً للنظر، هو تمثال نصفي عمله له النحات برنان.