فلْيَكُنْ كلامُكم : نعم نعم، ولا لا. فما زادَ على ذلك كانَ مِنَ الشِّرِّير ( مت 5 /37)
221- البابا يوليوس الثالث 1550 - 1555
يوليوس الثالث
جان ماري كوتشي ديل مونته
1550 - 1555
ولد في 10 أيلول سنة 1487 في روما، وصل ديل مونته إلى بلاط يوليوس الثاني بواسطة عمه أنطونيو ديل مونته رئيس أساقفة سيبونتو؛ ولما أصبح هذا العم كردينالاً تنازل عن أسقفيته لابن أخيه. قد كان أحد الرهائن التي حررها اكليمنضوس السابع في سنة 1527 إبان أسره، وقد جعله بولس الثالث سنة 1536 كردينالاً لكنيسة القديس فيتال، وفي سنة 1545 عينه رئيساً أول في المجمع التريدنتيني. أخذ هذا البابا اسم يوليوس الثالث تخليداً لذكر يوليوس الثاني، الذي ثبّت له مركزه. كان في أول عهده عاملاً نشيطاً يكمل واجباته بكل أمانة، ثم انصرف يوليوس الثالث إلى مباهج العالم، لأنه لا يقدر أن يتخلص من عوائده القروية المزعجة والمشككة. كان يحب مشاهدة مصارعة الثيران، وأهازيج المرافع ومباهج المآدب التي لا تنتهي والصيد والألعاب المشتهرة. أما أقاربه فقد نال اثنان منهما برفير الكردينالية من يده. أحدهما روبرت دي نوبيلي، والثاني فولفيو ديلاكروينا وهذا كان رجلاً فاسداً. ومما هو بالنسبة لمصف الكرادلة مشين ومخجل، جسارة يوليوس تعيين اينوشنسيوس ديل مونتي، حارس سعادينه، كردينالاً، وهو ولد بعمر سبعة عشر عاماً، فكان هذا التعيين الغير متكافئ كمن ينتشل إنساناً من الوحل، مما جعل أخاه يتبناه، وأن يتجاهل كل أصحاب البرفيد الأرجواني. أثار هذا التعيين افتراضات بشعة، ومع ذلك، لم يستطع أحد إثباتها.
استأنف المجمع التريدنتيني أعماله سنة 1551، بعد انقطاع وقتي، لكن وصول موريس دي ساكس إلى تيرول أخاف المجمع فعلّق البابا أعماله سنة 1552 نظراً للسياسة، ويوليوس الثالث. كسلفائه، بقي محايداً، يفتش عن الصلح والسلام. أما انكلترة، في عهد ماري الكاثوليكية، ابنة هنري الثامن وزوجة فيليب الثاني ملك أسبانيا، فقد عادت موقتاً إلى الكنيسة الكاثوليكية. انخرط البابا مع اوتافيو فرنيز، حفيد بولس الثالث، في حرب أضرت وقللت نفوذ الباباوية، ولم يدرك خطورة تلك الحقبة، وقد كان يلزم، بعد بولس الثالث، شخصية غير هذا البابا المتقلب والمنصرف إلى مباهج العالم، الضعيف والخاضع لكل سيطرة وتأثير. لم تترك حبرية يوليوس الثالث سوى الدارة المسماة جوليا والتي أصبحت متحفا اتروريا تذكّر به. عيّن يوليوس الثالث سنة 1551 باليسترينا رئيساً للمرتلين في كنيسة القديس بطرس، وقد قدّم له هذا الرئيس المجلد الأول من كتابه خدمة القداديس سنة 1554، والصورة المحفورة على خشب غلاف المجلد تمثله جاثياً على ركبتيه أمام البابا وهو يقدم له مؤلفه.