ولكن أحبوا أعداءكم و أحسنوا وأقرضوا غير راجين عوضا فيكون أجركم عظيما و تكونوا أبناء العلي لأنه هو يلطف بناكري الجميل و الأشرار (لو 6 /35)
219- البابا اكليمنضس السابع 1523 - 1534
اكليمنضوس السابع
جول دي ميدتشي
1523 - 1534
أصبح الكردينال جول دي ميدتشي بابا عقب مجمع انتخابي مؤلف من خمسة وثلاثين كردينالاً، وقد امتد هذا المجمع إلى خمسين يوماً. هو ابن شرعي لجوليان، شقيق لورانت العظيم، أصبح كردينالاً لأنه من عائلة ميدتشي، كان يوحي بطبيعة حازمة رصينة له إقدام على العمل الجدي. وقد اضطلع بدور المستشار المسموع الكلمة في عهد لاون العاشر. هذا الكردينال العظيم، المقب بالمسيحي، سيكون بابا صغيراً. إنّ المشكلة الأخطر والأكثر إلحاحاً، للإصلاح، كانت عمل اللوثاريين والزوينغليين. رفض البابا سنة 1524 أن يدعو إلى مجمع، حسب اقتراح الملك شارلكان، إذ كان لديه مشاريع أخرى، وكان يظن أن الوسائل البشرية قد تكون أكثر تأثيراً ـ وأقل خطراً ـ من مجمع يجازف فيه بالدرجة الأولى بإصلاح جذري في الإدارة (الكوريا) الرومانية.
هذه الوسائل البشرية كانت عقد محالفة سياسية للقوى الكاثوليكية والتفاف حول الإمبراطور، الذي سيلزم المدن والأمراء اللوتاريين إما على التراجع وإما على التنازل. لكن الرابط السياسي لم يكن في مصلحة البابا الذي سيدفع غالياً ثمناً لما قام به سلفاؤه في تسييس الكرسي الرسولي. احتل فرنسوا الأول ميلانو في تشرين الأول سنة 1524 فأقام البابا معه ومع البندقية حلفاً، ومع بافي (24 شباط 1525) بعد إعادة النظرالباباوية ومحالفة الإمبراطورية. لا يمنع الإدارة الباباوية (الكوريا) القلقة، لوطأة شارلكان، من التيقظ لئلا تقع أسيرة الإقطاعية الأسبانية. هذه السياسة أدّت، في 22 أيار 1526، بعد التحرر من فرنسوا الأول، إلى انقلاب جديد من المحالفات وإلى انضمام البابا إلى حلف كونياك (فرنسا ـ البندقية ـ ميلان).
ماديتشي، فإذا هي لا شيء إذ لم يظهر منها من هو جدير، مثل الكردينال هيبوليطوس دي ميدتشي الفاقد الأهلية ـ رسم صورته تيتيان ـ والمحتقر الدوق اسكندر، لم يمدح أحد اكليمنضوس سوى اريتيان الناشر المرتشي، الذي قبض مالاً لهذا الغرض. لم يكن للآداب نصير في عهد حبريته، وهذا كان لسوء طالع ذلك الزمن. لكن الترصيع والصياغة فقد وصلا مع بينيفينيتو سلّيني درجة نادرة من الكمال. أما سيرة المعلم، التي وضعها غوته، هي مرآة حية تعكس عصر اكليمنضوس السابع. وفي سنة 1532 ظهر تاريخ فلورنسا الكبير لميكيافيلي، وقد قدمه لاكليمنضوس حين كان هذا كاردينالاً إذ طلب منه وضعه، أما سبستيانو ديل بيومبو، بما أنه رسام من البلاط الباباوي، فقد رسم صورة مؤثرة لمعلمه، موجودة في معرض بارم وفي متحف نابولي الوطني. هناك أعمال هامة طلب من ميكال أنج إنجازها، وقد سامحه البابا لمحاربته وكسر آل ميدتشي يوم كان قائداً في حصار فلورنسا سنة 1530. قد أنشأ مدافن آل ميدتشي في سان لورنزو والمكتبة اللورنتانية. لكن في أواخر حياته ذكر البابا ودعا أحد أبناء وطنه، راسم الدينونة العامة الموجودة في الكابيلا السكستينية والتي لم تكمل إلا في عهد بولس الثالث، بالنابغة العبقري. وهي، بدون أي شك أو ريب، طيف خيال لمجزرة روما. وقد تكون، أيضاً فكرة رمزية لحبرية هذا البابا التعيس.