قَبلَ التَّحَطّمِ يَتَرفعُّ قَلبُ الإِنْسان و قَبلَ المَجدِ التَّواضع (ام 18 /12)
215- البابا بيوس الثالث 1503
بيوس الثالث
فرانسوا تودشيني بيكولوميني
1503
لقد أبرزت روما والمجمع الانتخابي، بعد موت اسكندر السادس، صورة للفوضى الكاملة. فقد أجبر قيصر المريض والغير قادر على التصرف أن يترك روما، وقد كان حظ الكردينال الفرنسي (هو الكردينال دامبواز، مرشح قيصر) ضئيلاً بالوصول إلى الباباوية كالأسباني، لأن الجميع أدركوا شخصية جوليان ديلا روفر القوية وقد عاد بعد عشر سنوات من النفي، وبدون أية مساومة سيمونية، قد انتخب ابن شقيق بيوس الثاني، وهو كهل ولكن شخصيته أكثر جدارة بين الكرادلة، وكان، يومذاك، قد رفض بشدة أن يبيع نفسه لاسكندر السادس، قبل انتخاب هذا الحبر. هو كردينال غيور حامي الشعوب الألمانية، وهو يتكلم الألمانية جيداً، كان يساعد الفنون، ويعيش بمنأى عن كل فوضى وبلبلة. إن أفكار هذا الإنسان، الذي كان مريضاً، تتعلق فقط في الإصلاح والسلام. كان يكره كل ما هو ميال للمحسوبية، حتى أنّه منع ابن أخيه عن المجيء إلى روما إلاّ بدعوة منه. مع أنّ الذين حوله ألحّوا عليه ليجعله كردينالاً. بعد أن عانى البابا معاناةً شديدةً من آلام النقرس والاعياء انتقل إلى الحياة الأخرى بعد شهر واحد من انتخابه، وكانت جنازته عامة مهيبة. ومن أعماله أنه أوعز إلى بنتوريتشو برسم الجدرانيات الكبرى في مكتبة كاتدرائية سيان وكلها تمثل حياة بيوس الثاني.