لَه وَحدَه يَسجُدُ جَميعُ عُظَماءَ الأَرض و أَمامَه يَجْثو جَميعُ الهابِطينَ إِلى التُّراب لَه تَحْيا نَفْسي ( مز 22 /30)
209- البابا كاليستُس الثالث 1455 - 1458
كاليستوس الثالث
الفونس بورجيا
1455 - 1458
كان هذا البابا أول أسباني، بعد داماسيوس الأول، يرتقي عرش القديس بطرس، ولد سنة 1378، درس القانون درساً وافياً، رسمه خورياً بندكتوس الثالث عشر، أصبح أستاذاً في جامعة ليريدا، ثم دخل في خدمة الفونس الخامس الآراغوني (فيما بعد الفونس الأول لنابولي)؛ ثم في خدمة البابا مرتينوس الخامس. ومكافأة للخدمات التي قدمها سامه مرتينوس الخامس مطراناً على فالانس، وعينه البابا اوجانيوس الرابع كردينالاً، مكافأة له على مفاوضات الصلح بين الفونس ملك نابولي والكرسي الرسولي (كان الرجل عالماً محباً، ولكنه كان جافاً وغير ميّال للنزعة الإنسانية).
سيطر على بلاطه وسواس الخطر الإسلامي. كانت فكرته العظمى هي أن يجند الغرب في صليبية لهذا الغرض، فقد خصص أملاكه الخاصة، ومداخيل الكرسي الرسولي، وأوقف تنفيذ جميع الأعمال التي كان قد بدأ بعملها نيقولاوس الخامس، وبنى أسطولاً بحرياً صليبياً وأرسله ـ بدون نجاح ـ ضد الأتراك الذين كانوا يضايقون الأرخبيل اليوناني (1456). فكان يرسل إلى أوربا قصّاداً تلو قصّاد ليوطّد الصلح بين الأمراء، وهذا الصلح لا بدّ منه لإنجاح الصليبية التي يريدها. أما سنة 1456 فكانت سنة مأساوية، لأن محمد الثاني راح يسعى للاستيلاء على بلغراد.
عندما وصل الكردينال جوان كارفاجال، وهو أحد أشرف الشخصيات الأكثر شهرة في عصره، وبرفقته القديس يوحنا كابيستران، كقاصد رسولي، إلى المركز الأمامي، أي إلى هنغاريا. والاثنان ساعدا البطل الوطني الهنغاري جان هونيادي، الذي، في عهد اوجانيوس الرابع، انتصر عليه الأتراك قرب فارنا. جنّد جيشاً قليل العدد من الصليبيين على نفقته الخاصة ـ في حين هرب الملك والأشراف ـ فضرب بهم الأتراك وكسرهم قرب بلغراد في 22 تموز سنة 1456. فأنشأ البابا كالستوس، ذكراً لهذا الانتصار، عيد التجلي الذي يحتفل به في 6 آب. أما الكبار والسلطات العليا فقد استمروا في لامبالاتهم باستغلال هذا الانتصار؛ فيما بقي البابا وكارفاجال وحدهما يتابعان عملهما، بعد هونيادي بالطاعون والقديس يوحنا كابيستران بصيامه المتواصل؛ قامت في ألمانيا نزعة ضد روما وتوترت العلاقات مع الفونس الأول ملك نابولي وجعلت الأوضاع أكثر صعوبة؛ لكنّ البابا ثبت بواسطة البطل الوطني الألباني سكندربرغ، وتابع العمل وحده وبكل ما لديه من قوة ليبعد الأتراك.
إن ما يعاب به كاليستوس الثالث هو محاباته لأقاربه وتوظيفهم دون تحفظ، ومؤرخو الباباوية ينسبون إليه، بنوع خاص، تسهيله الطريق إلى الباباوية لابن أخيه رودريك بورجيا، الذي أصبح فيما بعد اسكندر السادس. أنشأ البابا كاليستوس الدقات الثلاث وقت صلاة التبشير. منذ سنة 1455 طوّب ابن وطنه فانسان فيريه (قد يجوز أن يكون فانسان هذا قد تنبأ بارتقاء كاليستوس العرش الباباوي).