لَه وَحدَه يَسجُدُ جَميعُ عُظَماءَ الأَرض و أَمامَه يَجْثو جَميعُ الهابِطينَ إِلى التُّراب لَه تَحْيا نَفْسي ( مز 22 /30)
198- البابا اكليمنضوس السادس 1342 - 1352
اكليمنضوس السادس
بيار روجيه دي بوفور
1342 - 1352
هذا البندكتاني، ولد في قصر ماومونت قرب ليموج، هو مطران روان وكردينال كنيسة القديسين نيري واشليه، كان ديبلوماسياً لبقاً، ذا ثقافة واسعة، نجح في ترسيخ شارل الرابع كملك على ألمانيا وفي السيطرة على الأخوة الأصاغر داخل الكنيسة. وفي سنة 1345 بدأ بتصحيح الروزنامة. لقد كان في عهده البذخ ومحاباة الأقارب والتبذير، في البلاط الباباوي، مضافاً إلى السياسة الضريبية التي جعلت أوربا كلها في اضطراب بلغ ذروته؛ فثارت الانتقادات من مختلف الجهات ضد عيشة البابا الخاصة، وكان من جهة ثانية صالحاً خدوماً؛ ولمّا ثار الاضطهاد الدموي ضد اليهود في فرنسا وألمانيا سنة 1348، ساعد اليهود ضمن نطاق إمكاناته وقدّم لهم مأوى ضمن ولايته؛ لكنّ البراءات التي أذاعها لحمايتهم خارج ولايته قد باءت كلها بالفشل. شجّع الفنون وحمى خاصة سيمون مارتيني، الذي كان قد دعاه إلى أفينيون البابا بندكتوس الثاني عشر، ومات هناك سنة 1344، ولم يبق من الجدرانيات التي رسمها سيمون في قصر الباباوات شيئاً كبيراً، فيما لوحة العائلة المقدسة التي رسمها في أفينيون موجودة اليوم في ليفربول، ومذبح الآلام في انفرس. قلّد اكليمنضوس بترارك، المناوئ الأكبر لجلاء أفينيون، وظيفة قانونية في بيز، وكلّفه بجمع مخطوطات عن شيشرون للمكتبة الباباوية وأرسله سنة 1343 إلى بلاط نابولي، وقد عينّ الراهب اليوناني برلام معلم بترارك في جامعة روما، منشئاً بذلك أول مركز لتعليم اليونانية في الغرب. قام في زمن حبريته، هيجان شعبي بقيادة كولا دي رينزي، الذي وصل مع وفد شعبي إلى أفينيون سنة 1343. وفي سنة 1348 اشترى اكليمنضوس أفينيون من الملكة حنة دي نابولي حفيدة روبيرت، ثالث ملك من انجو، وقد مات دون وريث ذكر. وقبل وفاة البابا كتبت القديسة بريجيتا السويدية رسالة إلى البابا تطلعه على جانب من الرؤيا التي أوحيت إليها عن القصاص الإلهي.