فَقالَت مَريَمُ لِلمَلاك: كَيفَ يَكونُ هذا وَ لا أَعرِفُ رَجُلاً ؟ فأَجابَها الـمَلاك: إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ و قُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلَكِ لِذلِكَ يَكونُ الـمَولودُ قُدُّوساً وَ ابنَ اللهِ يُدعى (لو 1 /34-35)
40- البابا إنيوشنسيوس الأول (قديس) 401 - 417
القديس اينوشنسيوس الأول
401 - 417
تدخّل بكثير من الاندفاع والقوة في شؤون كنيسة الشرق، وخاصة عندما طرد القديس يوحنا فم الذهب من كرسي بطريركيته في القسطنطينية سنة 404. دعم السلطة الشرعية الباباوية وحدّد، لأول مرة في التاريخ، صلاحية البابا في قضايا الإيمان. أما عندما نهض البابا لمحاربة الدوناطية والبيلاجية وغيرهما التي قامت في شمال أفريقيا سانده في ذلك القديس أغسطينوس.
حاول هذا البابا بدافع إنساني إقناع هونوريوس بالتفاوض مع الاريك، ملك القوط الغربيين (الويزقوط)، الذي كان قد اجتاح إيطاليا، لكنه لم يفلح، فاقتحم الاريك روما ونهبها ومما دفع بالقديس أغسطينوس، عقب هذه الكارثة، لوضع كتاب "مدينة الله" لردّ تلك التهم التي وجّهها الوثنيون ضد المسيحيين. تمكن اينوشنسيوس من إنقاذ الكنائس ذات الأهمية الكبرى في روما، بفضل مفاوضاته مع الاريك؛ عندما شعر الرومان بأنه لم يبق أمامهم، لتأمين حمايتهم، سوى مكانة الكرسي الرسولي المقدس المعنوية.