فإن الرَبَ أَكرَمَ الأَبَ في أَولادِه وأًثبَتَ حَق الأمِّ على بَنيها (سي 3/ 2)
4- البابا اكليمنضس الاول (قديس وأحد آباء الكنيسة) 88 - 97
اكليمنضس (كليمنس) الأول
1. لمحة عن حياته
بحسب شهادة إيريناوس في كتابه "ضد الهرطقات" (3 / 3 / 3) اكليمنضس هو ثالث أساقفة روما بعد القديس بطرس وقد عَرَفَ شخصياً القديسين بطرس وبولس.
يخبرنا أوسابيوس القيصري في "تاريخ الكنيسة" (3 / 15 / 34) بأن فترة حبرية اكليمنضس قد بدأت في السنة الثانية عشرة من حكم الإمبراطور دوميطيانوس أي في عام 92 م. بحسب ترتليانوس قد نال سيامته الأسقفية من القديس بطرس نفسه الذي كان في أواخر أيامه. يؤكد إيبيفانيوس هذا الأمر ويزيد عليه نظريةً تحاول التوفيق بينه وبين الخبر القائل بأن اكليمنضس هو ثالث أساقفة روما بعد بطرس، فيعتقد بأن اكليمنضس فضّل أن يترك الحبرية للينوس وقد استعادها بعد وفاة أناكليتوس وذلك "حرصاً منه على السلام".
نظرية أخرى أطلقها روفينوس دي أكويلايا تقول بأن لينوس وأناكليتوس قد مارسا الخدمة الأسقفية على كرسي روما خلال حياة القديس بطرس الذي كان قد تفرّغ للخدمة كرسول للمسيح، وبعد وفاته خلفه اكليمنضس.
كل هذه المحاولات كانت تهدف لأن تحافظ على مكانة اكليمنضس بين أساقفة روما، كشخص قريب جداً من الرسل، لكننا لا نعرف بشكلٍ دقيق مدى صحتها. كما أننا نجهل حياته قبل هذه الفترة. فما يقوله أوريجانوس وأوسابيوس من أن اكليمنضس هو نفسه المذكور في رسالة بولس إلى أهل فيليبي (4 / 3) يفتقر إلى براهين، شأنه شأن من يقول بأنه هو نفسه القنصل تيطس فلافيوس اكليمنضس الذي قُتِل عام 95 أو 96 بسبب انتسابه للمسيحية.
أما عن وفاته فقد تضاربت الأنباء، فبعضها تجعل منه شهيداً في اليونان (Liber pontificalis) وغيرها تجعل منه شهيداً في كريمايا أو في أنقرة (Passio sancti Clementis).
2. الرسالة لأهل كورنثوس
(إقرأ من الرسالة)
تُعدّ رسالة اكليمنضس لأهل كورنثوس (حوالي 96) من أهم وثائق المسيحية على الإطلاق، للتعرف على حياة الكنيسة الأولى، على تعليمها وتنظيمها. كُتبت في عهد الإمبراطور دوميطيانوس بهدف وضع حد للخلافات في تلك الكنيسة، فقد قام البعض - على ما يبدو - بالتمرد على السلطة الكنسية وخلعوا الرؤساء الروحيين من خدمتهم، ولم يبقَ إلا عدد قليل من المؤمنين الذي ظلّوا أمناء لتلك السلطة. عن طريق هذه الرسالة حاول اكليمنضس أن يحل المصالحة بين الأطراف ويتفادى الشهادة السيئة التي أدتها هذه الكنيسة أمام الوثنيين.